أعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي إن الخلية التي نفذت الهجوم على متحف باردو الأسبوع الماضي تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، فيما تستعد البلاد رسمياً وشعبياً ل»مسيرة الجمهورية» التي دعا إليها البرلمان لمناهضة الإرهاب الأحد المقبل. وصرح الغرسلي، في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن «كتيبة عقبة بن نافع» الموالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» خططت للهجوم الذي أسفر عن مقتل 20 سائحاً وعنصر أمن تونسياً على الأقل، الذي بات يُعد من أكثر الهجمات المسلحة دموية في تاريخ البلاد، فيما كان تنظيم «داعش» تبنى الهجوم سابقاً في تسجيل صوتي منسوب له. وأكد الغرسلي اعتقال 80 في المئة من أعضاء الخلية المهاجمة بعدما قُتل منفذا الهجوم. وأضاف أن «الخلية الإرهابية مؤلّفة من 23 شخصاً من بينهم مغاربة وتضم في صفوفها امرأة»، مضيفاً أن الوحدات الأمنية ألقت القبض على المدعو محمد أمين قبيلي وهو قائد الخلية. وكشف وزير الداخلية أن عنصرَين في الخلية كانا في سورية و3 آخرين كانوا قد سافروا للقتال في ليبيا. ويرتبط أعضاء الخلية بلقمان أبو صخر (خالد الشايب) وهو أخطر مسلَّح مطلوب لدى السلطات التونسية التي تتهمه بالوقوف خلف أغلب الهجمات التي استهدفت رجال أمن وعسكريين. وينتمي أغلب أعضاء الخلية إلى تنظيم «أنصار الشريعة» الذي حظرت السلطات التونسية أنشطته الدعوية والإعلامية بعد اتهام عدد من عناصره بالتورط في اغتيال المعارضَين البارزَين شكري بلعيد ومحمد البراهمي خلال فترة حكم حركة النهضة الإسلامية منذ سنتين. وعرضت وزارة الداخلية شريط فيديو أظهر كيفية اقتحام قوات مكافحة الإرهاب للمتحف بسرعة وكيف ساعدهم دليل سياحي على الوصول إلى مكان المسلحَين داخل المتحف ليُقتلا بينما كانت قوات أخرى تجلي عشرات الرهائن من السياح الأجانب. ولفت الغرسلي إلى أنه «لو أتيحت الفرصة للإرهابيين لاستعمال الأحزمة والمتفجرات التي كانت بحوزتهما لكان عدد الضحايا أكبر ولتسبب في سقوط أجزاء من المتحف وإتلاف الآثار المعروضة»، مشيداً بسرعة تدخل وحدات مكافحة الإرهاب (من قوات النخبة الأمنية) التي أنقذت حوالى 300 شخصاً كانوا عرضةً للقتل. وتخشى تونس من الخطر الذي يشكله المقاتلون العائدون من سورية، خصوصاً أنها أصبحت على رأس الدول المصدرة للمقاتلين في سورية بوجود حوالى 3000 مقاتل تونسي هناك. ويقول مسؤولون إن أكثر من 500 من هؤلاء عادوا من سورية ما يشكّل خطراً على الأمن، يُضاف إلى الخطر الذي يسببه توتر الوضع الأمني في ليبيا. إلى ذلك، أعلنت الرئاسة التونسية مساء أول من أمس، حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والفلسطيني محمود عباس المسيرة الدولية المناهضة للإرهاب التي دعا إليها البرلمان التونسي الأحد المقبل، في حين أكدت إيطاليا مشاركتها في المسيرة عبر وزير خارجيتها باولو جينتيلوني الذي زار البلاد خلال اليومين الماضيين. ودعا وزير الخارجية التونسي الطيب بكوش الدول الممثلة ديبلوماسياً في تونس إلى المشاركة على أعلى مستوى ممكن في «المسيرة الجمهورية لمناهضة الإرهاب» الأحد المقبل في العاصمة. وأوضح البكوش في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال السفراء المعتمدين في تونس، أن المسيرة ستمثل «رمزاً لوحدة وتضامن المجتمع الدولي ضد الإرهاب، وتعبر عن التحرك الجماعي من أجل اجتثاث هذه الآفة والحفاظ على الحضارة الإنسانية». وأضاف أن بلاده «تقدّر عالياً المشاركة في هذه المسيرة على أعلى مستوى ممكن»، مشدداً على أن «خطر الإرهاب يشكّل تحدياً للديموقراطية التونسية الناشئة وهي مصممة على القضاء عليه بالاعتماد على إمكانياتها الذاتية وفي إطار التعاون الدولي والإقليمي».