أعلنت السلطات العسكرية التونسية اكتشاف عشرات المخيمات التي يستعملها المسلحون على المرتفعات الغربية في محافظة القصرين غرب البلاد، فيما اعتبرت النيابة العامة التونسية أن أخبار مقتل الصحافيين التونسيين في ليبيا لا تشكّل دليلاً قاطعاً على مقتلهما. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي، إن «الوحدات العسكرية اكتشفت 61 مخيماً كبيراً لمجموعات إرهابية» في المرتفعات الغربية الممتدة على محافظات الكاف وجندوبة والقصرين المحاذية للحدود التونسية الجزائرية غربي البلاد. وتنقسم هذه المخيمات التي تستخدمها مجموعات مسلحة موالية لتنظيم القاعدة إلى 21 مخيماً في جبل «الشعانبي» و10 مخيمات في جبل «السلوم» (محافظة القصرين)، إضافة إلى 13 مخيماً في جبل ورغة (محافظة الكاف) و3 مخيمات في جبال جندوبة، وفق ما أفاد الناطق العسكري. وأكد الوسلاتي مقتل 10 مسلحين من بين 18 مسلحاً تونسياً وأجنبياً، خلال العملية العسكرية المتواصلة منذ أسبوعين على المرتفعات الحدودية الغربية. وقال: «لم يُعثَر على بقية الجثث لأن المجموعات الإرهابية تخفيها باستعمال الملح والتوابل»، متابعاً أنه تم اكتشاف مقابر جماعية لهذه العناصر في الجبال. وتمكنت الوحدات العسكرية، في العملية التي دارت في جبل السلوم والمناطق المحيطة به، من تفجير 17 لغماً، كما «عُثِر على وثائق تؤكد وجود حاضنة للإرهاب تزودهم بالمعلومات والدعم المادي واللوجستي». في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان «كشف خلية إرهابية من 9 أشخاص تتواصل مع عناصر إرهابية متحصنة في جبال القصرين (غرب) بنية الحصول على أسلحة لاستخدامها في القيام بعمليات نوعية في البلاد». وتولت عناصر الخلية التي كانت تنشط في محافظة سوسة (شرق)، رصد أحد الشخصيات الوطنية بنية تصفيته بعد أن تم تكفيره في وقت سابق. وكانت مصادر أمنية ذكرت سابقاً أن قيادياً في «الجبهة الشعبية» اليسارية يواجه تهديدات بالاغتيال من قبل الخلية ذاتها. إلى ذلك، صرح الناطق باسم النيابة العامة التونسية سفيان السليطي، أن «قاضي التحقيق استمع إلى اعترافات أحد الشهود وهو مصري الجنسية في قضية خطف الصحافيين التونسيين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وقتلهما في وقت لاحق»، مؤكداً أن الأبحاث في هذه القضية ستبقى متواصلة إلى حين معرفة الحقيقة كاملة. وشدد السليطي على أن «الدليل القاطع لمقتل الشورابي والقطاري لم تتوافر، حيث استحال الوصول إلى المكان الذي توجد فيه الجثث في مدينة درنة، حيث يسيطر تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن الاعترافات تبقى مجرد تصريحات لا ترقى إلى أن تكون دليلاً قاطعاً. ونشر «داعش- فرع ليبيا» شريطاً مسجلاً أمس، قال فيه إنه قتل الشواربي والقطاري رمياً بالرصاص إثر خطفهما. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أمس، أن تسجيلاً صوتياً «تلاه تونسي يقاتل في صفوف داعش في ليبيا تضمن تأكيداً لقتل الصحافيَين التونسيَين رمياً بالرصاص». ونشر حساب على موقع «تويتر» تابع ل «داعش» يحمل اسم «شباب التوحيد»، التسجيل الصوتي بعنوان: «بيان من مجاهدي تونس المرابطين في ليبيا حول مصير الصحافيَين التونسيَين التابعين للحكومة التونسية».