تحمل العملية المسلحة التي استهدفت جنوداً من الجيش التونسي قرب الحدود الجزائرية، يوم الإثنين، بصمات واضحة ل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وتعيد إلى الأذهان أسلوب الجماعات المسلحة في عملياتها ضد قوات الأمن الجزائرية. وجاء قتل الجنود التونسيين بعد تردد أنباء عن توقع قوات الأمن الجزائرية «عملية استعراضية» ل «القاعدة» منذ تمكنها من قتل أعضاء جماعة «أبو رياح» المكلّف ربط مناطق «القاعدة» بعضها ببعض، قبل نحو أسبوع، وكان هؤلاء في طريقهم إلى الشعانبي في تونس. وأبقت السلطات الجزائرية على الإجراءات الأمنية نفسها التي كانت قد اتخذتها على الشريط الحدودي مع تونس في ولاية تبسة، لكنها حرّكت عمليات تمشيط لقوات الجيش والمروحيات العسكرية في الجهة المتاخمة لجبل الشعانبي الذي شهد مقتل تسعة جنود تونسيين في كمين يحمل بصمات واضحة لفرع «القاعدة» المغاربي. ويروج أن المجموعة التي نفّذت الإعتداء إما تونسية تدربت على أيدي مسلحين جزائريين أو أن جزائريين قد شاركوا في العملية. وأفيد في الجزائر أن مصالح الأمن كانت تتوقع عملية كبيرة في الشريط الحدودي مع تونس منذ اعتقالها أخيراً في ولاية الوادي كمال بن عربية المكنى «إلياس أبو الفداء» وهو قيادي تونسي في الجماعة المتحصنة في الشعانبي، وخشيت الأجهزة الجزائرية أن عناصر تنشط تحت إمارة هذا القيادي تريد الانتقام لاعتقاله، علماً أنه كان موضع بحث من قبل مصالح الأمن التونسيةوالجزائرية إضافة إلى عناصر في مجموعته ما زالوا متوارين. وعلى أساس تلك المعلومات والتوقعات، أرسلت الأجهزة الجزائرية إلى قيادات أمنية في تونس وليبيا برقيات عاجلة تخص توقعها حصول «عمليات إرهابية محتملة» تقوم بها جماعة متشددة وتطالب برفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة على الحدود. وأفادت مصادر أمنية جزائرية «الحياة» أن مسؤول التنسيق بين المناطق في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي قُتل في عملية ناجحة للجيش قبل أسبوع في منطقة قريبة من محور سيدي عيسى بولاية البويرة، كان في طريقه إلى ولاية تبسة الجزائرية المحاذية للقصرين التونسية والتي تشترك معها في غابات جبلية يصعب مراقبتها. والقيادي المقتول هو الأمير بورياح رابح المكنى «عياض أبو عبدالرحمن» والشهير ب «سي يحيى». كما قُتل معه لعفي لخضر المكنى «أبو الوليد التهامي» الذي يوصف بأنه الذراع اليمنى للأمير «عياض أبو عبدالرحمن». كما أن «التهامي» يُعتبر أيضاً مسؤول الإتصالات في «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وأحد نواب زعيم التنظيم «أبو مصعب عبدالودود» المكنى عبدالمالك دروكدال. وانتقال هذا المسؤول عن الربط بين المناطق إلى الحدود التونسية أثار تكهنات بأنه كان في طريقه إلى جبل الشعانبي لأمر يختص مستقبل الجماعة الناشطة هناك واحتمال ربطها مباشرة بفرع «القاعدة» المغاربي».