دعت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات «من دون شروط»، وطالبت بوقف الاستيطان في القدس و «التصرفات الاحادية الجانب» التي تعرقل فرص السلام، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة أنها سترسل مبعوثها إلى المنطقة جورج ميتشل ليلتقي مطلع الأسبوع المقبل رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحددت الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بعد اجتماعها على مستوى وزاري في موسكو أمس، مهلة للطرفين مدتها 24 شهراً للتوصل إلى اتفاق. وقالت في بيان تلاه الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ختام الإجتماعات، إن تفعيل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين «سيكون خطوة مهمة على طريق المفاوضات من دون تقديم أي شروط مسبقة». لكن بيان الرباعية الذي حمل في شدة على الإجراءات الإسٍرائيلية، خلا من تحديد آليات لتنفيذ قرارات اللجنة، وهو أمر كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا إلى تضمينه. وبدلاً من ذلك، ركز البيان على منح الطرفين مهلة 24 شهراً للتوصل إلى اتفاق بعد العودة إلى طاولة المفاوضات. وأشار بان إلى أن المجتمعين متفقون على ضرورة وقف عمليات هدم المنازل وطرد السكان في القدسالشرقية، مشيراً إلى أن «اللجنة الرباعية تدعو الجانبين الى ضبط النفس والتحلي بالصبر والهدوء والامتناع عن القيام بأعمال استفزازية». واعتبر أن مسألة الوضع القانوني للقدس «من المسائل التي ادرجت في لائحة مفاوضات الحل النهائي وينبغي حلها من طريق إجراء مفاوضات بين الجانبين». وأكدت الرباعية تأييدها مساعي السلطة الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة بحلول آب (أغسطس) من العام المقبل، كما أعربت عن «قلق عميق» إزاء الوضع في غزة، وأيدت فكرة عقد المؤتمر الدولي الخاص بالشرق الأوسط في موسكو. وفي حين قال لافروف إن «الرباعية» ستفعل «كل ما هو ممكن من أجل إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «لا نعتقد أن الخطوات الاحادية الجانب المتخذة من قبل أي طرف يمكن أن تساعد في حل المشكلة». ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببيان الرباعية. وقال في بيان نقلته وكالة «فرانس برس» إن البيان «مهم جداً، لكن الأهم أن تلتزم إسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام». وأضاف أن «أساس المشكلة هو الاستيطان، خصوصاً في القدس». في المقابل، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس دعوة الرباعية إلى وقف الاستيطان، معتبراً أنها «تؤدي إلى تضاؤل فرص السلام». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ليبرمان قوله أمام جمعية يهودية في بروكسيل: «لا يمكن فرض تسوية في شكل مصطنع وبرنامج زمني غير واقعي. هذا الأمر يؤدي إلى تضاؤل فرص السلام». وفي واشنطن، نفى مسؤول في البيت الأبيض ل «الحياة» تقارير عن أن الرئيس باراك أوباما سيجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارته المرتقبة لواشنطن، مشيراً إلى أن «التقرير خطأ ولا اجتماعات على الجدول»، فيما أكد مسؤول في الخارجية ل «الحياة» أن كلينتون ستلتقي نتانياهو خلال وجوده في العاصمة الأميركية. وأكدت أوساط نتانياهو أمس انتهاء الأزمة مع واشنطن، بعد اتصال نتانياهو بكلينتون، وإعرابه عن استعداده للقيام ب «بادرات ثقة»، لكه شدد على رفض وقف الاستيطان في القدس. ويصطحب رئيس الحكومة الإسرائيلية معه وزير الدفاع إيهود باراك للمساعدة في تحسين الأجواء مع الإدارة الأميركية، وسيعقد لقاءات مع كلينتون ونائب الرئيس جوزيف بايدن.