أشياء غريبة وأفعال تفوق أكبر الخيالات والتصورات نشاهدها عبر القنوات الإعلامية الفضائية، أو نقرأها عبر الصحف والمجلات المحلية، كان من أبرزها فتاة قاصر، تبلغ من العمر «13 عاماً»، تتزوج من رجل تمانيني، وهذا، مع الأسف الشديد، كان لافتاً للنظر، وذلك لما يعود بالظلم على هذه الطفلة التي لا حول لها ولا قوة، لكونها قاصراً لا تملك من أمرها شيئاً. لا أدري من أين أبدأ، لأنه موضوع في غاية الأهمية، ولا بد أن تكون هناك وقفات جادة من المسؤولين تجاه قتل الطفولة في مهدها، لا سيما أن عمر الطفلة ليس مهيئاً للزواج من رجل ثمانيني أو خمسيني، كما طالعتنا الصحف المحلية في أعداد سابقة، وأتساءل كيف سمحت تلك الأسرة بتزويج طفلة بريئة في عمر الزهور تلهو مع قرنائها، وأنا، بحسب ظني، أن ظروف والدها المادية كان لها دور كبير في الموافقة على تزويج ابنته الصغيرة، وذلك بإصرار وضغوط من ذلك الرجل الثمانيني. إنه من الخطأ أن يرمي ولي الأمر بكاهله وظروفه على أفراد أسرته، وتكون الضحية طفلة صغيرة هي التي تدفع ثمن تلك الضائقة المالية التي يمر بها والدها، بل إنه من المفروض أن يعينهم والدهم ويساعدهم، إذ إن أطفالنا أمانة في أعناقنا، ويجب أن نصون هذه الأمانة بصدق. ومن هنا إذا كان والد الطفلة مجبوراً على بيع ابنته بهذه الطريقة لكي يسدد ديونه، ربما نلتمس له العذر في ذلك، ولكن المأذون الذي يقوم بعقد القران، كان يجب عليه أن يكون صارماً في إجراءاته بعدم الموافقة على مثل هذه الأمور، ولا يعتمد هذا الزواج، نظراً لصغر سن الطفلة التي لا تستطيع تحمل مسؤوليات الزواج من النواحي الزوجية كافة، وليفترض هذا المأذون أن هذه الطفلة ابنته، فهل كان سيوافق على تزويجها من كهل ثمانيني؟!... إنني أهمس في آذان الجميع خافوا الله في أماناتكم.