ندد مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى في القدس واشتباكها مع المصلين اول من امس، كما ندد بقرار ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية. واحتجت الحكومة الفلسطينية على القرار الاسرائيلي وعقدت اجتماعها الاسبوعي في الخليل، كما دعت القيادة لجنة المتابعة العربية الى عدم تركها وحيدة امام الضغوط لاستئناف المفاوضات، في وقت حذر الرئيس حسني مبارك من ان استمرار الخلافات الفلسطينية «قد يؤدي إلى ضياع الأرض الفلسطينية». ودان مجلس الوزراء السعودي في جلسة عقدها أمس مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حفريات متنوعة تحت أسوار القدسالمحتلة، مؤكداً أن «هذه الممارسات تعد استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم». ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم في وجه هذه الممارسات، وإرغام إسرائيل على التخلي عن ذلك، وعن سياسة ضم الأراضي الفلسطينية بالقوة، وتجاهل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وتحدي إرادة المجتمع الدولي في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لوكالة «فرانس برس» انه عقد اجتماع حكومته في الخليل امس «تعبيرا عن رفضنا القاطع للقرار الاسرائيلي بضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح واسوار البلدة القديمة في القدس لقائمة ما يسمى بمواقع التراث الاسرائيلية»، مضيفا ان هذا القرار «ينطوي على تعد على حقوقنا لان كل هذه المعالم يقع في المناطق الفلسطينية المحتلة العام 1967، وهي الاراضي التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية. وسنقوم بتعميم هذا النشاط (اجتماعات الحكومة) في المناطق الفلسطينية». وبحسب بيان نشر في ختام الجلسة، توجه مجلس الوزراء الى الجهات الدولية المختلفة «خصوصا اللجنة الرباعية، لتحمل مسؤولياته الكاملة لوقف السياسة الإسرائيلية»، واستنكر بشدة «المخططات الإسرائيلية المستمرة لتغيير معالم مدينة القدسالشرقية، وإحكام السيطرة عليها وطرد سكانها»، كما ندد «باقتحام المسجد الأقصى المبارك». كما نددت حركة «حماس» بالاجراءات الاسرائيلية في الخليل والقدس، وسعت الى عقد اجتماع استثنائي للمجلس التشريعي امس في رام الله، غير ان قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية منعت الاجتماع واغلقت قاعة الاجتماعات. في غضون ذلك، قال مبارك انه سيناقش مع عباس صباح اليوم سبل انهاء الانقسام الفلسطيني. وجدد في لقاء شعبي عقده في ختام زيارته لمحافظة بني سويفجنوبالقاهرة، رؤيته بأن القضية الفلسطينية «هي قضية الفرص الضائعة»، معتبراً أن «المشكلة القائمة حالياً تتعلق بعدم التوصل إلى المصالحة، الأمر الذي يصب في مصلحة إسرائيل التي تعد المستفيد الأول من هذا الوضع، وتستثمره استثماراً كبيراً في التهام الأراضي الفلسطينية». وحذر الفلسطينيين من انهم «يضيعون بخلافاتهم حق الشعب الفلسطيني في صراعات على مستوى القيادات». ومن المقرر ان تجتمع لجنة مبادرة السلام العربية في القاهرة مساء اليوم على مستوى وزراء الخارجية برئاسة رئيس وزراء قطر، وفي حضور عباس. وعشية الاجتماع، دعت القيادة الفلسطينية الدول العربية الى «عدم تركها وحيدة امام الضغوط الهائلة التي تتعرض لها لاستئناف المفاوضات» مع اسرائيل، حسب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد الذي قال لوكالة «فرانس برس» ان عباس سيضع امام اللجنة الرد الاميركي على الاستفسارات الفلسطينية ازاء اجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة واسرائيل. وأمل في ان يخرج الاجتماع ب «موقف عربي موحد تستند اليه القيادة الفلسطينية في تعاملها مع الاقتراحات الاميركية الاخيرة».