أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين، عن استنكاره وتألمه للحادثة الآثمة البغيضة، والسفه الإجرامي الدموي الشنيع الذي استهدف رجال الطوارئ بمنطقة عسير، أثناء أدائهم صلاة الظهر جماعة. وعدّ حادثة «التفجير» عدواناً وإجراماً وفساداً وطغياناً آثماً، داعياً المسلمين إلى تقوى الله وتعظيم حدوده، ومنها تعظيم الدماء المعصومة البريئة، والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر المستطير والدمار العظيم التي تهدد أمن البلاد والعباد وتعبث بالمجتمعات واستقرارها، مستشهداً بقوله تعالى: «وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)، وقَوْلُهُ تَعَالَى: «وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً». وأبان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هذه الأعمال الإجرامية خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية، التي جعلوا بلاد المسلمين ميداناً للقيام بها، مشدداً على أن دماء المصلين التي تراق من دون وجه حق وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان وإرعاب وإرهاب ومسالك جاهلية، وقال: «وقد جاء في الحديث (نهيت عن قتل المصلين)، في شأن متعبدة من المشركين والنصارى، فكيف بالمصلين من أهل الإسلام؟! وفي الحديث (لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً)». وشدد على أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها، مهيباً بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة، وتحقيق الأمن بجميع صوره، ولاسيما على الأنفس والأبدان. وقال: «إن هذه الحادثة الإرهابية المجرمة انتهاك لحرمات بيوت الله، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، مؤكداً أن هذه الحادثة الإجرامية لن تزيدنا إلا تلاحماً مع ولاة أمرنا ورجال أمننا وأبناء بلادنا المباركة. وأشاد السديس بدور رجال الأمن البواسل في الحفاظ على أمن بلاد الحرمين الشريفين وحفظ مقدرات ومنجزات الوطن، باذلين في سبيل ذلك أرواحهم، داعياً الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً حول ولاة الأمر لإقامة شرع الله عز وجل وتحقيق العدل وبسط الأمن وتحقيق العيش الكريم لأبناء الوطن. ودعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الله تعالى للشهداء بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يكونوا في عداد الشهداء الأبرار في أعالي الجنان، كما دعا للجرحى بالشفاء والعافية، ولولاة الأمر ولأهل الشهداء بحسن العزاء وجبر المصاب وإلهام الصبر والاحتساب وعظم الأجر والمثوبة، وأن يحفظ الله بلادنا من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين المتربصين، وأن يديم علينا وعلى بلادنا وبلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان، إنه سميع مجيب.