خطف الاعتداء على سيارة وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في شارع سبيرز الأضواء من التحرّك الذي دعت جمعيات أهلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان «طلعت ريحتكم» في ساحة رياض الصلح احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات. بدأ عشرات الشبان والشابات تحركهم قبل ظهر امس بإقفال شارع المصارف المؤدي إلى ساحة رياض الصلح، وتوقفوا خلف الأسلاك الشائكة أمام السراي ورموا البيض باتجاهها وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة ووزير البيئة محمد المشنوق بالاستقالة وطاول بعضها القوى الأمنية ومنها: «يا عسكر على من تتمترس، أنت تعمل بالواسطة، خلصت إيامكم، اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام، يلا يا حكومة اطلعي برا، 14 و8 عملوا البلد دكانة». ورفع المعتصمون لافتات تضمَّنت شعارات بعضها ناب. ورمى بعض المعتصمين قوارير المياه الفارغة على القوى الأمنية خلف الأسلاك الشائكة ما أزعج شباناً وشابات ردوا عليهم بأناشيد وطنية تحيي الجيش. ثم توجّه العتصمون بمسيرة نحو أسواق بيروت حيث أقفلوا الطريق لبعض الوقت قبل التوقف أمام عناصر الجيش قبالة بناية اللعازارية، مطالبين الموظفين بالنزول إلى الشارع والتضامن معهم «ضد من يريد العبث بصحة المواطن». وتوجّه بعدها المحتجون إلى ساحة الشهداء لقطع الطريق بالكامل بالاتجاهين أمام العابرين. وتم تحويل السير من قلب بيروت باتجاه بشارة الخوري. واقترح ناشطون حلولاً تقضي بفرز النفايات كما قالت ألكسندرا خوري لتعمل بعدها البلديات على جمعها في مكان واحد وبيعها لمراكز تدوير تستفيد منها معامل الحديد والخشب والزجاج. وقالت: «لا للطمر والحرق، نعم للفرز». أما أمين الياس العائد حديثاً من فرنسا بشهادة دكتوراه فقال: «جئت لأبدأ العمل في لبنان ويبدو أنني سأعود إلى فرنسا، فلا أعرف أي مستقبل ينتظرني هنا في ظل قطع طرق وحلول وفشل الدولة في إدارة الملفات». وبعد اجتماع عقدوه في الشارع في ساحة الشهداء لاتخاذ قرار في شأن فتح الطرق برزت تباينات في الآراء، فمنهم من طالب بمواصلة قطع الطرق و»عدم الخروج من الشارع إلا بعد اتخاذ الحكومة حلاً سليماً» ومنهم من قرر فك الاعتصام «لعدم إزعاج الناس والتوجّه الخميس المقبل إلى السراي وقطع الطريق أمام الوزراء بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء». وقرَّر قسم من المعتصمين التوجّه إلى شارع الحمرا ولدى وصولهم إلى شارع سبيرز صودف مرور الوزير درباس الذي كان قادماً من وزارة الداخلية فاعتدوا على سيارته ورشقوها بالنفايات. وأكد درباس أنه سيتخذ صفة الادعاء الشخصي بحق أحد المعتدين. وروى درباس الحادث بقوله: «كنت راجعاً إلى منزلي من وزارة الداخلية فقطع علي شخصان الطريق ثم طوقني 15 ولداً مع شابات، للأسف، ونعتوني بالحرامي وكسروا سيارتي التي أطمئنهم أنني أدفع سنداتها بالتقسيط وهي موديل 2008، أعرف شخصاً منهم يدعى طارق الملاح وأخذت صفة الادعاء الشخصي بحقه وهو سيُخبر عن رفاقه». وأضاف: «أعتبر نفسي مواطناً صالحاً ولست لصاً. لن أسكت. اتصل بي رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود». واعتبر أن «المعتدين لا ينتمون إلى شعبنا أبداً، بلا أخلاق، والاعتداء علي يشبه ما حصل مع رئيس الحكومة أمام منزله أول من أمس، وأحداث كهذه تقع عندما تنخفض هيبة الدولة». وأجرى الرئيس نجيب ميقاتي اتصالاً بدرباس مطمئناً. وقال:» لايمكن ان تبقى القضايا الوطنية رهينة أمزجة شخصية ومصالح ومناكفات». وأعطى القاضي حمود توجيهاته الى النائب العام الاستئنافي في بيروت زياد ابو حيدر وشعبة المعلومات وقوى الأمن الداخلي لإجراء التحقيق سريعاً في شأن الاعتداء على سيارة درباس والتهجم عليه وتهديده أثناء مروره في سبيرز، وطلب توقيف المعتدين. وتم لاحقاً توقيف أربعة من المعتدين على سيارة درباس بينهم الملاح. وعبر المعتصمون في شارعي بليس حيث منزل الرئيس فؤاد السنيورة فوجهوا له الشتائم والكلام النابي، وكليمنصو المحاذي للشارع الذي يقع فيه منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وقطعوا الطريق في شارع عبد العزيز لبعض الوقت. جلسات متتالية في السراي وكانت اللجنة الوزارية لإدارة ملف النفايات الصلبة توصلت خلال اجتماعها ليل اول من امس في السراي الكبيرة الى إجماع على البدء فوراً بإزالة النفايات من شوارع بيروت مع توزيع متوازن لنفايات بيروت الكبرى وجبل لبنان باستثناء قضاء جبيل، على مواقع جديدة مستحدثة وإنشاء غرفة عمليات متفرغة في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التنفيذية وإقرار حوافز مالية للبلديات التي تقع المواقع المختارة في نطاقها واستكمال اجراءات تقويم عروض المناقصات المقدمة بجمع النفايات في المناطق كما هو مقرر في 7 آب (اغسطس) المقبل، اضافة الى مباشرة الإجراءات التنفيذية لإعلان مناقصة بناء مراكز للتفكك الحراري خلال آب. وترأس سلام اجتماعاً ظهر امس لغرفة العمليات لتحديد المهمات والمتابعات الضرورية لتطبيق القرارات التي اتخذت. تلاه اجتماع عصراً للجنة الوزارية المكلفة إدارة ملف النفايات الصلبة، بمشاركة وزراء: الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الصناعة حسين الحاج حسن، شؤون التنمية الاإدارية نبيل دو فريج، المال علي حسن خليل، الزراعة أكرم شهيب، البيئة محمد المشنوق والتربية والتعليم العالي الياس بو صعب.