رحب مدير شعبة الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور فيصل الطيب بفكرة أطلقها شبان سعوديون على موقع «فيس بوك»، لاستضافة المملكة مليون جمل تواجه خطر الإبادة في موطنها استراليا، ولكن وفق ضوابط ودرس للموضوع من جوانبه كافة، بأخذ عينات من هذه الجمال لفحصها مخبرياً ومعرفة سلامتها من جميع الأمراض خصوصاً مما يعرف بمرض «الجهرة» الذي يعد من أخطر الأمراض الطفيلية على حد قوله. يأتي ذلك عقب قرار الحكومة الأسترالية قتل 6 آلاف جمل في مدينة «دوكر ريفر» (شمال أستراليا) بإطلاق النيران عليها من المروحيات الأسبوع المقبل، وتخصيصها 19 مليون دولار لإبادة ما يزيد على مليون «رأس» من الإبل البرية، معتبرة أن ضررها على البيئة أكثر خطراً من السيارات وفقاً لما أوردته صحيفة «التايمز» البريطانية أمس. وأوضح الطيب ل «الحياة» أن الصعوبة في هذا الموضوع تكمن في السيطرة على هذه الجمال لإحضارها إلى السعودية، كونها حيوانات برية استخدمت عن طريق الإنكليز لدخول المناطق الصحراوية في استراليا في الأيام الغابرة وعند الاستغناء عنها جرى إطلاقها. وقال: «لو نقلت إلى السعودية سيصعب السيطرة عليها لأنها وحشية برية غير مستأنسة مع أن الجمال في الأصل هي من نوع واحد، مشيراً إلى ان نتاجها يمكن السيطرة عليه بعد أن يتكيف مع سلالة الجمال في السعودية». وبحسب ما نقلته «التايمز» فإن شباناً سعوديين نظموا حملة إلكترونية عبر موقع «فيس بوك» يدعون فيها إلى استضافة الإبل الأسترالية في المملكة. وذكرت الصحيفة أن الحملة لاقت صدى واسعاً في السعودية، إذ تبرع عدد من مالكي الإبل بضم الإبل الأسترالية إلى قطعانهم. ودعت مواقع إلكترونية رجال الأعمال إلى استيراد الإبل الأسترالية، مؤكدة أن ذلك سيساعد في خفض أسعار اللحوم المرتفعة في الأسواق المحلية، إضافة إلى إمكان استخدامها كحيوانات مزارع في بعض القرى السعودية والاستفادة من ألبانها وجلودها. وأضافت أن الإبل استقدمت في القرن التاسع عشر إلى أستراليا لنقل البضائع إلى المناطق الوعرة والنائية التي لا تصلها السيارات، وأطلقتها في ما بعد عندما بدأت في استخدام السيارات لهذا الغرض، مشيرة إلى أن عدد قطعان الإبل في أستراليا يتضاعف كل 7 أعوام.وأشارت إلى أن عضواً في البرلمان الأسترالي أكد أن قتل مليون من الإبل البرية التي تعيش في أستراليا يعادل الاستغناء عن 300 ألف سيارة لأن الجمال تنفث طناً من الكربون في الغلاف الجوي سنوياً، إذ انها حيوانات مجترة مثل البقر والغنم.