إنه ليس في ديننا عيد للأم فلم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا عن السلف تخصيص يوم لتكريم الأم وشكرها ومكافئتها والاحتفال بها. إن الشارع نهانا أشد النهي عن الإحداث والإبتداع في الدين فليس لأحد أن يخص يوما محددا يتكرر ويعود كل سنة أو شهر أو موسم يهتم به ويحتفل به ويقيم فيه فعاليات. ولا ينبغي لمسلم ولا مسلمة أن يراوغ ويتلاعب فيقول أنا ما أردت الإحتفال بعيد أو ليس هذا الإحتفال يسمى عيدا أو المقصود من هذه المناسبة تكريم الأم وإظهار الفرح بها ومكافئتها على جهودها وغير ذلك من الأجوبة الركيكة والشبه الفاسدة لأن حقيقة الإحتفال بهذا اليوم يعني اتخاذه عيدا ولو لم نسميه باسمه لأنه يوم مؤقت يتكرر في كل سنة فالعبرة بالمعاني والحقائق لا بالأسماء والإصطلاحات. ولو تأمل من يحتفل بعيد الأم وسأل نفسه من أين جاءتنا هذه العادة هل من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا أم تلقفه من ثقافة الغرب بل تلقفناه منهم لأن عيد الأم في الأصل مأخوذ من احتفالات الإغريقيين بأم الآلهة ثم احتفل به الإنجليز في القرن السادس عشر بيوم الأمهات ثم انتشر في أوروبا ولما انتشرت المسيحية خارج أوروبا صارت الكنيسة تحتفل بأم الكنيسة مريم ثم مع الوقت اتحدت الفكرتان في يوم واحد يحتفل الناس بأمهاتهم وتحتفل الكنيسة بأمها ثم صار الإحتفال بعيد الأم عيدا رسميا في أميركا ثم انتشر في العالم العربي وغيره والحاصل أن هذا العيد من بدع النصارى وثقافتهم وإحياءه من التشبه بهم المنهي عنه. سؤال / ما حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم؟ العلامة محمد بن صالح العثيمن رحمه الله حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم؟ الجواب : إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام؛ وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع "يوم الجمعة" وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)). أي مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ)). وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم، لا يجوز فيه إحداث شئ من شعائر العيد؛ كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه، والذي ينبغي للمسلم أيضًا ألا يكون إمَّعَةَّ يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعًا لا تابعًا، وحتى يكون أسوة لا متأسيًا؛ لأن شريعة الله والحمد لله كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً} [المائدة:3]. والأم أحقُّ من أن يحتفى بها يومًا واحدًا في السنة، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها، وأن يعتنوا بها، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان. انتهى كلام الشيخ . في الختام لابد للإنسان المؤمن العاقل أن يأخذ دينه من مصدره الصحيح ولا يقول سمعت من القنوات أو من قراءة في الصحيفة الفلانية أو غيرها من المصادر المختلفة . كما تعلمون قد دس كثير من السم في هذه الأيام في كثير من المواقع والصحف والقنوات فالحذر الحذر ؟ نسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلا ويبعدنا عن الفتن والبدع ما ظهر منها وما بطن ؟ للتواصل مع الكاتب [email protected]