أصدرت الصحافية اللبنانية إلهام سعيد فريحة كتاباً أنيقاً بعنوان «أيام على غيابه» يتضمّن مقالاتها في الفترة الأخيرة إضافة إلى رسومات فنية لا تقلّ عن ثلاث عشرة لوحة لتشكيليين لبنانيين مستقاة من مجموعة «بنك عودة». جاء على غلاف «أيام على غيابه» أن «هذا الكتاب صنعته التجارب ورسمت الأيام خريطة الطريق إليه. كتبه قلم بقي خجولاً حتى دفعه التحدي إلى الجرأة في يد لم تنسَ العطر وهي في النار. تجربة الحياة في ظل الكبير سعيد فريحة. تجربة القدرة على الاستمرار بعد رحيله. تجربة العمل الشاق والممتع معاً في الإصرار على أن تبقى مطبوعات «دار الصياد» التسع تصدر كأنها في سويسرا، على رغم الحرب الطويلة التي دمرت البشر والحجر في لبنان الجميل. إنه حصيلة أفكار وحوارات ومواقف ومشاعر وأحلام ظهرت يومياً في صحيفة «الأنوار» بتوقيع مستعار، خائف، لكنه شفاف جداً هو نادرة السعيد. يوميات استراحة كتابية تسجّل فيها إلهام سعيد فريحة على الورق مراحل عاشتها، أشياء من فرح وارتياح، وأشياء من ألم وحزن ومرارة في ذاكرة الوطن. والخط الفاصل بين حياتين كان يوم 11 آذار/ مارس 1978، يوم رحيل والدها سعيد فريحة}. كان جديراً أن تصدر إلهام فريحة كتابها في ذكرى غياب والدها، هذا الصحافي الذي اشتهر بأنه كان عنواناً للصحافة اللبنانية مثل ميشال أبو جودة وسعيد تقي الدين وسليم اللوزي، ولكل واحد من هؤلاء أسلوبه الخاص وجمهوره الواسع. وقد وُلدت السيدة إلهام فريحه في لبنان وهي الابنة الوحيدة، للراحل سعيد فريحه مؤسس "دار الصياد". تلقت علومها في لبنان وحصلت على إجازة في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت. السيدة إلهام فريحه متزوجة ولها ابنة واحدة، كما انها تتقن ثلاث لغات. وتشمل هواياتها الفن والأدب والرياضة. وتعتبر السياسة من اولى اهتماماتها اليومية. وقد أرست علاقات صداقات واسعة في لبنان والعالم العربي. العمل الصحفي: عام 1973، عُينت رئيسة تحرير لمجلة جديدة اسمها " سمر" تصدر شهرياً كمجلة متخصصة. عام 1976 تمّ تعيينها نائبة للمدير العام في دار الصياد، وكانت مسؤولة عن المقر الرئيسي للدار ومكاتبها الموزعة في سائر العواصم الكبرى كلندن وباريس والقاهرة ودبي والرياض. وقد بلغ معدل عدد العاملين في الدار حوالى ثمانمائة. عام 1981، وتحت إشرافها، تمّ إصدار مجلة " فيروز". وبصفتها رئيسة تحرير لهذه المجلة، استطاعت أن ترتقي بها الى مستوى أفضل وأنجح مجلة تُعنى بشؤون المرأة. عام 2002 عينت مديرا عاما لدار الصياد حيث عكفت على برنامج جديد لتطوير الموارد البشرية والتقنية والنشرية. ولعبت دورا رئيسيا في استحداث اولى المطبوعات المتخصصة وفي موضوعات غير تقليدية في المنطقة العربية وفي جعلها عصرية شكلا ومضمونا. وتبلغ مطبوعات الدر حاليا والتي تشرف عليها السيدة فريحه 10 مطبوعات. أعادت تأهيل بناء الدار بعد الدمار الذي لقيه بسبب الحرب ومكننة العمل وتحسين جودة الإنتاج، قد تعرض مكتبها لقصف مباشر دمر بكامله. علما بأنه كان بإمكان السيدة فريحه ان تغادر البلاد إلى الخارج حيث كانت تملك منزلا في العاصمة الفرنسية بعيدا عن الهموم والمخاطر.