كما لا أشك في أن عزيزتنا البلاد ستوفي فقيدها الكبير بحجم أستاذنا عبدالغني قستي حقه في التغطية لحدث وفاته فيعلم الله كم هي مساحة حزني التي تمتد أبعادها بحجم المسافة بين عروس البحر وبين خندق حزني في "قاهرة المعز"، لا يعدلها إلا حجم محبتي لهذا الرجل المعلم الذي مر على الصحافة كالنسمة رغم ريادته وعمق مسيرته الصحفية الزاخرة بالعطاء والإنجاز الصحفي وذائقته الشعرية الجميلة وعلى امتداد نصف قرن وليس هذا وحسب بل كان مربياً فاضلاً لجيل صحفي مغاير وآخر معاصر. ولولا تواجدي خارج الوطن لكنت السباق في قافلة من يوقد شموع العزاء لوهج الضوء الذي واكبناه فأشعل طريقنا بفكره وحسن نصحه وسادت حياته ملحمة من الصمت حيث عمل بصمت وترجل عنها بصمت فليرحم المولى أبا محمد رحمة الأبرار و "إنا لله وإنا إليه راجعون". علي مدهش