هناك عدد كبير من الناس لا يعرفون عن العمل في الصحافة سوى انها إحدى الساحات الكبرى التي تمنح الانسان الذي يحترف العمل من خلالها شهرة واسعة ليصبح احد النجوم في المجتمع له حظوة.. وبهرجة.. واهتماماً. وقد يغبطون او يحسدون الصحفي على هذه المميزات ويتمنون ان يكونوا مثله.. ولكن هؤلاء الناس لا يعرفون ما يتكبده الصحافي من جهد.. وتعب.. وركض دائم .. من أجل ان يؤدي الرسالة الصحافية بشكلها الصحيح.. وهؤلاء هم الصحافيون الذين يتوافرون على الأداء العملي بشكل صحيح وسوى بعيداً عن الشريحة التي تحترف العمل الصحافي لمجرد التمتع بالشهرة.. والوجاهة.. ومحبة الناس.. ولذلك فهم لا يهتمون بالفكر.. ولا بالاداء.. ولا بالتفوق.. بل يعتنون بالغترة المنشاة.. وبنوع العطر.. وفخامة القلم!!. وأنا من المؤمنين بضرورة الاهتمام بأناقة الرجل وحسن مظهره.. ولكن يجب الا ننصرف الى الاهتمام بالمظهر فقط ونترك الجوهر وهو الأهم.. وهو السبيل الى النجاح والتفوق. ولهذا ففي كل الصحف او معظمها نجد أن هناك صحافيين أشبه بالجنود المجهولين.. يؤدون ادواراً مهمة وكبيرة .. وينجزون أعمالاً ناجحة ومثيرة.. ولكنهم لا يأبهون بالظهور.. والشهرة.. والمناصب.. كل همهم هو الاستغراق في العمل.. والاهتمام به.. وتوفير كل عناصر نجاحه.. ولذلك فهم المرتكز الأساسي لقاعدة العمل الدؤوب .. والناجح. ومساء الاربعاء الماضي فقدت الصحافة واحداً من رجالاتها الكبار الذين قدموا حياتهم فداء لعملهم الصحافي على مدار سنوات طويلة.. ذلكم هو الاستاذ الشاعر والصحافي العتيد الاستاذ عبدالغني محمد قستي الذي عمل في الزميلة جريدة البلاد مصححاً ومحرراً حتى تسنم سكرتارية التحرير ثم أصبح مديراً لتحرير البلاد ثم تقلد منصب نائب رئيس تحريرها. ومكانة الراحل الحبيب الاستاذ عبدالغني قستي لم تقتصر على عمله الصحافي بل كان أحد الرجالات الأوفياء الذين ظفروا بمحبة الناس والتفافهم وكان قنديلاً متوهجاً بالمؤازرة والأخلاق والأدب وله خصوصية لا ينكرها أحد من الذين عرفوه.. فأحبوه.. من سكان حارة الشامية التي قضى فيها الراحل معظم فترات حياته. وقد كان رحمه الله زاهداً في المناصب.. والأضواء.. والشهرة.. وظل ابداً محباً للعمل .. وكان يقضي ساعات طويلة في اداء مسؤولياته.. ويتميز بالجلد.. ولهذا فان العمل ظل صديقه الوحيد.. وأنيسه الذي لا يرضى عنه بديلاً. وهو شاعر رومانسي يأسرك بصدقه.. وفنه.. ومشاعره.. وله ديوان وحيد (أحزان قلب) وأتمنى ان يسارع المهتمون بشؤون الأدب والثقافة الى جمع شعره الذي كان ينشره وربما هناك ما لم ينشر وتقديمه كديوان شعر بعد الرحيل. رحم الله استاذنا عبدالغني قستي وأسكنه جنات النعيم. آخر المشوار قال الشاعر: كل ابن انثى وان طالت سلامته يوماً على آلة حد باء محمول