تتوالى رسائل الدعم للسلطة الانتقالية الجديدة في ليبيا لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، باعتبارها العقبة الرئيسية في طريق التسوية السياسية للأزمة وإجراء الانتخابات لتعميد السلطة الدائمة أواخر العام الجاري، إذ أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي خلال لقائهما أمس (الخميس) في القاهرة، ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. وقالت مصادر في العاصمة المصرية، إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي بحث في القاهرة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيرة إلى أن القاهرة أكدت للمنفي حرصها على إنهاء الانقسامات بين الليبيين، منوهة إلى أن المنفي أكد في القاهرة أنه لن يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية في ليبيا. وبالتزامن، وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس أمس، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ونظيراه الفرنسي جان إيف لو دريان، والألماني هايكو ماس، في زيارة تهدف إلى التأكيد على استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون والعمل مع المؤسسات الليبية لتحقيق الأهداف المشتركة، وفقًا لما صرح به دي مايو. وقال وزير الخارجية الألماني، إن "لأوروبا مصلحة كبيرة في السلام في ليبيا. إذا عملنا معًا، يمكننا إحداث فرق كبير، ورحلتنا اليوم تظهر الوحدة بين ألمانياوإيطالياوفرنسا اللتين نخوض معهما في أوروبا حملة من أجل ليبيا. المهمة الأكبر الآن هي توحيد البلاد، والتحضير للانتخابات في ديسمبر، وتنفيذ ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار – بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات والمقاتلين الأجانب. فقط عندما يعود مستقبل ليبيا بأيدي الليبيين مرة أخرى، يمكن أن يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام ومصالحة حقيقية". وقال وزير الخارجية الإيطالي، عشية الزيارة الثلاثية لطرابلس إن "أهدافنا المشتركة مع فرنساوألمانيا لأجل ليبيا، تتمثل بالانتعاش الاقتصادي للبلاد واستئناف الأنشطة فيها وإعادة تحريك الأوضاع التي تعرضت للجمود وحماية الظروف الاجتماعية للمواطنين الليبيين"، مؤكدًا أن إيطاليا مع دول أوروبية أخرى، ستعيد التأكيد على استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون والعمل مع المؤسسات الليبية لتحقيق الأهداف المشتركة. وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أعلن عن زيارة إلى ليبيا مطلع إبريل القادم، دعمًا لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة. وستكون زيارة دراغي الأولى لمسؤول أوروبي كبير منذ أداء حكومة الدبيبة لليمين في 15 مارس وأول زيارة خارجية لدراغي منذ توليه منصبه الشهر الفائت. وأبلع دراغي برلمان بلاده أن سياسة إيطاليا تتمثل في دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بهدف الوصول إلى إجراء انتخابات في ديسمبر، مشيرًا إلى أنه في الوقت الراهن من الضرورة أن يتم احترام وقف إطلاق النار.