تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في الخليج والدول العربية والعالم اليوم، إلى ملعب "محمد بن زايد" في نادي الجزيرة بأبو ظبي، لمتابعة اللقاء المثير الذي سيجمع الأبيض الإماراتي بنظيره القطري. فبعدما أطاحا بأستراليا حاملة اللقب وكوريا الجنوبية وصيفه، يتطلع كل من المنتخبين الإماراتي والقطري إلى خطوة جديدة على طريق النجاح في بطولة كأس آسيا 2019 ، عندما يلتقيان في الدور قبل النهائي للبطولة. قبل بداية هذه النسخة، لم يحظ كل من المنتخبين بترشيحات قوية لبلوغ هذه المرحلة في البطولة الحالية، ولكن المنتخب الإماراتي (الأبيض) بدعم جماهيره شق طريقه إلى المربع الذهبي، كما سبقه المنتخب القطري، إلى نفس الدور، بعدما قدم عروضا قوية؛ حيث ظهر بشكل مغاير لمعظم التوقعات. والآن، بات كل من الفريقين يحلم بالاستمرار في رحلة المنافسة على اللقب القاري، الذي لم يحرزه أي منهما من قبل. وبغض النظر عن هوية الفائز في مباراة اليوم، ستكون الكرة العربية الفائز الأكبر؛ حيث ضمنت مقعدا في نهائي هذه البطولة، بعدما غابت عن النهائي في النسختين الماضيتين عامي 2011 و2015. وفي ظل الترشيحات متوسطة المستوى التي سبقت المنتخب الإماراتي إلى هذه النسخة من البطولة، لم يكن الحضور الجماهيري في مباريات الفريق بالدور الأول على المستوى المطلوب خاصة في المباراة أمام المنتخب التايلاندي، وكذلك في مباراة الفريق أمام منتخب قيرغيزستان في دور الستة عشر. ولكن المباراة أمام المنتخب الأسترالي في دور الثمانية أكدت أن الفريق استعاد ثقة جماهيره التي اكتظت بهم مدرجات استاد "هزاع بن زايد" بالعين. والآن، ينتظر أن يكون الحضور الجماهيري هو السلاح الأقوى للأبيض في هذه الموقعة الصعبة والحاسمة على استاد "محمد بن زايد" الذي تبلغ سعته الرسمية أكثر من 42 ألف مقعد. أما السلاح القوي الآخر الذي يعتمد عليه المنتخب الإماراتي فيتعلق بالحالة المعنوية للفريق التي ارتفعت بشكل هائل بعد الفوز الثمين على المنتخب الأسترالي حامل لقب البطولة. ويتطلع الفريق بقيادة مديره الفني الإيطالي ألبرتو زاكيروني إلى استغلال هذه الدفعة المعنوية والمساندة الجماهيرية من ناحية، وإمكانيات الفريق من ناحية أخرى في تحقيق فوز جديد يضع الفريق في المباراة النهائية. مشوار الأبيض تدرج مستوى المنتخب الإماراتي في البطولة الحالية؛ حيث استيقظ الفريق على تعادل صعب 1 / 1 مع نظيره البحريني في المباراة الافتتاحية، ثم فاز على المنتخب الهندي العنيد 2 / صفر ليضمن التأهل للدور الثاني قبل مباراته الثالثة في المجموعة الأولى والتي انتهت بالتعادل 1 / 1 مع نظيره التايلاندي. وفي الدور الثاني للبطولة ، تغلب الأبيض على منتخب قيرغيزستان العنيد 3 / 2 بعد التمديد لوقت إضافي، قبل أن يخطف فوزا تاريخيا على نظيره الأسترالي 1 / صفر في دور الثمانية. وما يضاعف من حجم التحدي الذي يواجهه الأبيض بقيادة زاكيروني، أن الفريق يبدو مهددا بفقدان اللاعبين محمد غريب، وفارس جمعة للإصابة، فيما يعود لصفوف الفريق اللاعب خميس إسماعيل بعد انتهاء إيقافه. مشوار المنتخب القطري خلال مسيرته في الدور الأول، حقق المنتخب القطري ثلاثة انتصارات متتالية على لبنان 2 / صفر وكوريا الشمالية 6 / صفر والأخضر 2 / صفر، ما يعني أن الفريق سجل في هذه البطولة 12 هدفا، ولم تهتز شباكه حتى الآن. أطاح المنتخب القطري بمنتخب كوريا الجنوبية وصيف حامل اللقب وذلك بالتغلب عليه في دور الثمانية بهدف نظيف، وهي نفس النتيجة التي فاز بها على نظيره العراقي في دور الستة عشر. ومع تأهله للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه، ارتفعت معنويات الفريق بشكل كبير؛ لتصبح من أهم أسلحة الفريق في مباراة اليوم، والتي يخوضها أمام الجماهير العريضة للأبيض الإماراتي. كما يستمد الفريق سلاحا آخر من انتصاره الثمين على المنتخب العراقي في دور الستة عشر؛ حيث لم يكن الفريق في أفضل حالاته لكنه حقق الفوز، ما يعني أن الفريق لديه القدرة على تحقيق الفوز؛ حتى وإن لم يقدم نفس المستوى الذي يقدمه في باقي مبارياته. يغيب عن صفوف قطر في مباراة المربع الذهبي اللاعبان عبد العزيز حاتم، وبسام الراو للإيقاف؛ بسبب الإنذارات فيما يعود عبد الكريم حسن، وعاصم ماديبو لصفوف الفريق. مبخوت والمعز يواجه دفاع الفريقين تحديا كبيرا؛ حيث يقود الهجوم الإماراتي اللاعب الخطير علي مبخوت، الذي برهن على خطورته من خلال سرعة البديهة واقتناص الفرص الحاسمة، خاصة ذلك الهدف الذي سجله في مرمى المنتخب الأسترالي ليرفع رصيده في النسخة الحالية إلى أربعة أهداف، علما بأنه توج هدافا للنسخة الماضية عام 2015 برصيد خمسة أهداف. وبهذا، ينفرد مبخوت بصدارة هدافي العرب في البطولات الأسيوية برصيد تسعة أهداف. في المقابل، يتصدر المعز علي مهاجم العنابي قائمة هدافي البطولة الحالية برصيد سبعة أهداف لكنها جميعا جاءت في الدور الأول فيما لم يسجل اللاعب أي هدف في آخر مباراتين له ويسعى لاستعادة حاسته التهديفية في مباراة اليوم.