قد يكون ما أكتبه اليوم لم يخطر على بالنا كثيراً .. أو الكثير لم يتناولوه أو يتعرفوا عليه .. بل قد يشكون منه .. تلك الضغوط التي يمر بها الفرد .. سواءً في بيته أو عمله أو أصدقائه .. الضغوط تزيد كل يوم .. ذاك أن التقدم المعرفي والتكنولوجي .. جعلنا نعمل بتواصل مستمر للساعات التي يفترض أن نعمل فيها .. أصبحنا نسافر أكثر لإنجاز أعمالنا .. سواءً مع العملاء أو الموردين أو الشركاء .. وقد نقوم بملاحقة التطورات بمنافسينا .. ونصحب العمل إلى البيت .. متواصلين في أي مكان وزمان .. كما أن واجباتنا الاجتماعية والأسرية تمارس علينا ضغوطاً .. وشعوراً مأساوياً في التقصير وعدم الوفاء ..وكمسلمين علينا واجبات وفروض لابد أن نؤديها في وقتها .. كل هذه وتلك قد يكون منها ضغوطاً .. إلا الواجبات الدينية المفروضة .. فإنها أحد أسباب مقاومة الضغوط .. ولكن .. هل من الممكن أن تتحول الضغوط إلى عمل إيجابي .. ونسعى لنكون تحت وطأته .. بل ونفتقده إذا رحل عنا .. نبحث عنه .. ونضع أنفسنا فيه .. ونتغلب عليه .. أو يعيقنا في مسيرتنا .. تعرف الناس فيما بينها .. أن الضغوط سيئة وتأثر على صحة الفرد وسعادته وعطائه الإيجابي العملي والأسري .. ولكن الحقيقة غير هذه .. إن الضغوط تدفعنا إلى المقاومة والتحدي والتقدم .. وتصنع مضادات حيوية تكسبنا مناعة بدنية وعملية وأخلاقية .. إذا وضعنا في أنفسنا هذه القناعة .. فنحن في طريق الصلابة التي تدفع الضغوط خارج دائرتنا .. نعمل لإصلاح عاداتنا .. ونمط حياتنا .. نقيّمها ونُوزِنُها ونُحَسّنها .. ندرب أنفسنا على التركيز فيما يخص عملنا بهدوء وسكينة .. وروح وثّابة متطلعة إلى التقدم والنمو .. هذا لا يغنينا عن ممارسة الرياضة .. لتحسين الأداء البدني والذهني .. ليكون البدن صلباً قادراً على العطاء والاستمرار .. وإذا اجتمع العقل مع الجسم سليماً .. فإن الإرادة تعيد لنا عزيمتنا وقدرتنا .. هناك ضغوطاً لانهائية .. مثلاً الزحام المروري .. عدم كفاءة بعض العاملين .. أوخلافات الموظفين .. أو انكماش المبيعات .. أو قلة السيولة .. لا تؤثر هذه الضغوط .. إلا في حالة استجابتنا لها .. وتفاعلنا العاطفي معها .. والتذمر والشكوى .. مما يحد من التركيز والإنجاز .. إن صلابتك الداخلية نحو الأحداث .. هي التحدي الأكبر لتقدمك .. وإحراز النجاح فيما تتطلع إليه .. كلما كانت عاطفتك مليئة بالشعور الإنساني والأخلاقي .. فإن ذلك يكون توازناً في عاطفتك التي تحول الضغوط إلى تفاؤل إيجابي .. بابتسامتك وروحك المرحة .. تمتلك القدرة على أن تكون فارساً .. متحملاً للضغوط بأشكالها وشراستها .. إن صفات الرجال العاملين في الحياة والمحققين للنتائج المذهلة .. أولئك الذين ساهمت الضغوط في ظهورهم .. واقتفاء أثرهم .. إنهم أولئك الذين يحيلون الظلام إلى ضوء يسطع تفاؤلاً .. في جدية مَرحة ومناخ آمن لمستقبل يُرى فيه روحه المتقده حيوية وعطاءً .. أدائهم يكاد يكون مثالياً في كل الظروف رجالاً لايَختلط عندهم مقام الرجولة .. بابتسامات التفاؤل. [email protected] – فاكس:6514860