مجرد أن أكون في مكتبي يتحول هذا المكتب إلى بهجة، وسرور، وتفاؤل.. أجد زملائي يعملون وينتجون ويبدعون.. والسبب في هذا هو المرح الذي أحيط به جميع زملائي.. فقد وجدت التجربة التي خضتها طوال حياتي العملية أن الابتسام والمرح أقوى صِلة إلى البقاء والولاء.. إن الطرافة التي تحكم العلاقات الإنسانية تحتاج إلى إبداع في حيلة غير متوقعة وليست منظورة من الزملاء.. إنهم يعيشون حياة سعيدة، وعندما أكون خارج المكتب لسفر وأعود أقابل بروح المحبة التي أتمنى أن يراها كل مسؤول.. لم أشعر بأني أفضل منهم ولا أكثر دراية وكل اجتماعاتنا.. نخرج منها ونحن متوافقون وسعداء.. ذلك لا يعني أن البعض لا يحتاج إلى مساعدة طريفة لتحريره من العبوس أو الاعتراض الذي يوحيه بعينه وتعبيره اليائس على قسمات وجهه.. ويصيب بعضا من زملائه المقربين بعدوى الكآبة.. إن هذا الأسلوب المرح يستحسن أن يعرفه الجميع ويطبقوه في تعاملاتهم وأسلوبهم وهو يكون مع الوقت لتصبح الشركة خفيفة الظل منتجة متحابة.. أعرف أن بعض زملائي في العمل عند سفرهم في إجازة ينقطعون في الاتصال أو التواصل سواء عن طريق البريد الالكتروني أو التليفونات أو الرسائل النصية.. عندما يعودون أجدهم في حالة سعادة كنت أعزوها لمتعتهم بإجازتهم.. واكتشفت أن زملاءهم يتصلون بهم ليطمئنوا عليهم ويطلقوا بعض الطرافات ويكلفوا أنفسهم عناء الاتصال.. لذا أصبحت شركتنا شركة المحبة حتى أن أحد زملائنا أطلق على شركة جديدة اسم محبات، والغريب أنها نجحت نجاحا غير متوقع. في هذا الجو المرح الجميل المحبوب تتوجه بعض الأهداف المعلنة وغير المعلنة عند البعض يسعى لمنصب أو زيادة راتب أو صلاحيات أكثر.. وأحرص على أن ينال كل منهم ما أعتقد أنه يستحقه.. إلا أن ذلك أوقعني في انفصال ذاتي.. عند اهتمامي بأحدهم تقديرا وأملا له في مستقبل أفضل.. تسرع بالخروج.. فانقلبت الشركة إلى كيان حزين.. اجتمعت بهم وتساءلت عن المطلوب فقرروا أن أرسل خطابا أثنيه فيه عن الخروج، وكتبوا ما أرادوا وفوجئوا بعدم قبوله.. فقال لي أحدهم: ما قصرت رايتك بيضاء.. وعاد النشاط والمحبة مرة أخرى أكثر عطاء ومودة.. وأشعر بغصة لخروج هذا الزميل لأن ابتساماتنا وروحنا ومحبتنا نادرة بين الآخرين وسيفتقدها. فاكس: 6514860 [email protected]