رغم روعة المشاعر الناجمة عن اللعب وإيجابيته إلا أن الكبار يستخفون به. فاللعب يزيل عنا الإجهاد ويمنحنا دفقة حيوية وشحنة من الطاقة ويزرع فينا التفاؤل ويغير من منظورنا للأشياء من حولنا بحيث نكتسب توجهات أكثر إبداعية ويساعدنا في الاستمرار في الحياة بشكل أفضل. وهذه بلا شك أهداف أو إنجازات تجعل اللعب أو اللهو يستحق هذه الأهمية.ولكن هناك دليل جديد يفيد بأن اللعب يقوم بما هو أكثر من ذلك فهو أرقى وسيلة من وسائل التعبير عن إنسانيتنا إذ يقوم بمحاكاة عملية التطور والارتقاء. ويسمح لعقولنا بأن تختبر مرونتها بحيث تحافظ وتجدد الروابط العصبية التي تجسد قدرتنا كبشر على التكيف وذلك لمواجهة أية ظروف بيئية محتملة. فيمكننا القول بأن اللعب له علاقة بإحساسنا الداخلي بذاتنا.. فاللعب تمرين من نوع ما.. فهو يكشف ما الذي نختار القيام به لاما يتعين علينا فعله.. ولانلعب فقط لأننا موجودون وإنما كي نعكس طبيعة وجودنا وما يمكن أن نكون عليه.. فاللعب يفتح لنا باباً للممكن.. للمستقبل والممكن هو الأمل.(الرياض) رصدت آراء بعض المحللين النفسيين حول مفهوم اللعب لدى الكبار ومدى أهميته للجنسين. في البداية تحدث إلينا الدكتور محمد إسماعيل استشاري الطب النفسي فقال (إن اللعب كالفن تجربة من المستحيل تعريفها بصورة دقيقة كونها تنطوي على قابلية لانهائية لتغير التنوع ومع ذلك نستطيع أن ندركها ونمارسها فلو خرج الإنسان من البيت للتنزه.. فهذا البعد عن الحياة الاعتيادية يؤهلنا نفسيا كي ننسجم مع اللحظة بحيث نسترخي ونبتعد عن التركيز الذي يجهدنا ونتخفف من بعض الكماليات التي ترافقنا في البيت والعمل. «فنحن نلعب لأن اللعب يحمينا» فالمرأة مثلا ميالة للاقتران برجل يحب اللعب وذلك لأن اللعب يمنحه روحاً رياضية فلا يغضب بسرعة فهذا دليل على حمايته لأسرته وأفراد عائلته.. والرجل أيضاً يفضل الاقتران بامرأة مرحة لأن ذلك دليل على الشباب.ويؤكد الدكتور محمد علي أن اللعب سلوك مكتسب ذلك من خلال الدراسات التي تشير إلى أن الأطفال الذين يكون آباؤهم أصغر سناً ميالون للعب أكثر من الأبناء الذين آباؤهم أكبر سناً.. لأن الآباء الشباب يلعبون مع أطفالهم أكثر.. كما أن المولود الثاني في الأسرة أكثر ميلا للعب من المولود الأول لأنه يكبر ومعه رفيق لعب.وينصح الدكتور محمد جميع الآباء والأمهات باللعب وأن لايقف عامل السن في منعهم من ممارستهم اللعب لأنه يشكل مدخلاً لذواتنا ووجودنا ويسمح لنا بالتفريغ العاطفي لكن بطريقة لاتنطوي على مخاطرة كبيرة.واللعب هو السبب في أن الأشخاص البالغين الذين يلعبون يعيشون أطول من أولئك الذين لايلعبون. أما الدكتور إيهاب رمضان استشاري الطب النفسي فيقول: يعتبر اللعب من المجالات التي يهتم بها علم النفس كثيرا لدى الكبار أو الصغار على حد سواء ويعتبر وسيلة جيدة من وسائل التقييم بل والعلاج النفسي. فالقدرة على اللعب هي قدرة على إمتاع النفس والترويح عنها.. والقادر على هذا بأي شكل من الأشكال هو قادر على الشعور بطعم ولذة الحياة ويستطيع أن يرى الجانب الجميل منها.. ولديه إحساس المرح وهو قادر على التغلب على الأحزان المخزونة داخل النفس. فاللعب ليس دليلاً على التفاهة كما يعتقد البعض ولكنه في كثير من الأحيان دليل القوة وهذا لايتعارض مع أفضلية أن تكون الشخصية جادة ومتحملة للمسؤولية وناجحة ولكن في الوقت نفسة قادر على إراحة نفسه من عناء سلبيات هذه المسؤوليات.ويضيف الدكتور إيهاب بأن أفضل اللعب هو لعب الأب مع أبنائه وزوجته لأن ذلك يزيد من روابط المودة بين أفراد الأسرة ويشعرهم بالترابط ويقلل من الفجوة التي من الممكن أن تنشأ بين أفراد العائلة. (فاللعب وسيلة سحرية يتمكن منها الأب أو الأم من أن يتقرب من أبنائه ويتعرف على نفسياتهم ومشاكلهم) واللعب أيضاً وسيلة جيدة ليتقرب بها الزوج والزوجة من بعضهما وهو أيضاً وسيلة للتنفيس عن النفس وإفراغ لطاقات الغضب أحياناً والملل أحياناً أخرى والتي تكون ناتجة عن ضغوطات الحياة ومسؤولياتها. فاللعب باختصار قد يؤدي إلى تغيير وتعديل شخصية الإنسان ويروّضها مما يجعل روحه رياضية ومتقبلة للحياة بكل ما فيها.