عندما يُعين المسؤول في أي مركز قيادي يُدعى له بالبطانة الصالحة والتي قد تساعده في مهامه الجديدة مثلا وعموماً فالبطانة بشر قد تصيب وتخطئ وهذا أمر طبيعي . وبالتالي فهي أي ما يسمى بالبطانة عندما تقترب من ذلكم المسؤول تدرس كلما حوله وكيفية توجهه في أداء عمله في كل الظروف فان وجدته قوياً ومتفهماً وملّماً بكل الصفات القيادية كالاستقامة والديانة والأمانة والمعرفة وقوة الشخصية هابته وقدرته وأخذت حذرها منه ومشت في الطريق السوي الذي اختاره بكل صدق واخلاص وأمانة والعكس فإذا وجدته في حاجتها في كل شيء فهناك فرصتها أي البطانة لتسيير الأوضاع كما تراها وهنا تكون المشكلة إذ أن البطانة دائماً تنتظر من القائد أو المدير أو المسؤول التوجيه واعداد الدراسات والخطط للحاضر والمستقبل ثم تعلم علم اليقين أن هذا القائد المدرك والمحنك سيتابع كل الخطوات في سبيل الاصلاح والتطوير وهكذا ستسير السفينة إلى بر الأمان بقيادة ايجابية مجتمعة تنشد الخير كل الخير في تطبيق العدالة كل العدالة ووضع الأمور في مواضيعها الصحيحة إن شاء الله هذا من جهة. أما إذا استولت البطانة على تدبير الأمور باسم القائد «الاسم» فقد يختل التوازن وتزيد المشاكل بحيث تطغى الرغبات الشخصية على وضع الحقوق في نصابها والعياذ بالله ثم تتحقق الغايات الفردية في المنفعة والمضرة والعنصرية .. الخ . والبطانة كما هو معلوم هم المساعدون ومدراء المكاتب والسكرتارية والتي قد يجدها المسؤول الجديد امامه أو يشرع في اختيارها بعد المباشرة وهذا أفضل . وعليه وبحكم التجربة مررنا بهكذا حالة ألاحظ فيها أن بعض الطالحين يحاولون الايقاع بالصالحين كلما وجدوا فرصة غير مبالين بما وراء ذلك من عواقب وخيمة والعياذ بالله. يوجد ذلك ويحققه ضعف شخصية المسؤول الذي اخترقته البطانة السلبية غير الواعية والبعيدة عن النهج القويم..هذه حقائق لا يمكن انكارها أو غض النظر عنها فهي موجودة ولكن في حيز ضيق إن شاء الله ثم هي تختلف من موقف إلى آخر ومن مكان الى مكان بأساليب متنوعة قد يصعب استدراكها أو الوصول إليها. ومن هذا المنطلق أرى من العدل والحق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بصرف النظر عن الاعتبارات كل الاعتبارات المعروفة وخاصة عندما يكون المواطن هو الهدف بخدمته واسعاده ويكفينا المثل العام «لا يقدم في القوم إلا خيارها» وهذا ما نهجه القائد المظفر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الملكة العربية السعودية في أوامره وقراراته التصحيحية الأخيرة في مجلس الوزراء والجهات القيادية الأخرى.. حفظ الله البلاد والعباد من كل مكروه.