يعيش المسؤول في اي مركز من مراكز القيادة وقد وقع عليه اختيار وثقة ولي الامر بعد الله ثم يؤدي القسم كإجراء بروتوكولي والله أعلم بالنوايا مثلاً. طبعاً الفرحة لا توصف بذلكم المركز المهم والمعنوي الكبير ثم تتوالى التهاني والتبريكات من كل صوب ما شاء الله . وفي هذه الحالة قد يفكر العاقل بجسامة الثقة والمسؤولية التي أنيطت به من بين كم من المستحقين لمثل هذا المركز ومن هنا يبدأ بورقة عمل شجاعة مدروسة بكل جدية وبكل دراية ومهنية. وهذه الورقة لا تعتمد على ما كان عليه السلف مع احترامي ما أمكن على اعتبار ان لكل زمن دولة ورجال كما قيل والقائد الاقوى بكل صفات القيادة أدرى فالآراء تختلف من شخص لآخر والجهود لا تتشابه في امور كثيرة وسيطرة القائد والربان على السفينة مهم ومؤثر، فقد تختلف الموازين ويحس الجاد والمقصر بعظمة المسؤولية وبتوجهات المسؤول الجديد "فالخيل من ركابها والضوء من شبابها مثل جميل". ياليت نهتم به في حياتنا نزاهة وصرامة وحنكة القائد هامة وسيطرته التامة ما امكن على المركز مطلوبة ويتأتى ذلك بالثقافة والمعرفة وما امكن من البلاغة بحيث يكون أعلى مستوى ممن سيقوده الخ وبحكم التجربة انصح المسؤول الجديد بان لا يتأثر بما يسمعه او يقابله في البداية فهناك ميدان المنتفعين الذين يحاولون الاستمرار في الكراسي بكل سلبياتهم وتخلفهم وخذلانهم بتوجهات مصلحية عفى عليها الدهر وللاسف. لكن القائد المتمكن لن تنطلي عليه مثل هذه الرغبات المشينة "فمن نَّم لك نم فيك. في المراكز التي تشرفت بها في خدمة الواجب المقدس قابلتني مثل هذه الامور لكنني تعاملت معها بحذر ثم ادركت ان الطالح يحاول الصيد في الماء العكر ليطيح بالصالح وقد خاب مسعاهم بحيث وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب جاء ذلك بعد توفر القناعة بالمجد المخلص والمتربص المداهن والعياذ بالله. وبالمناسبة فنصيحة أخرى اسوقها لذلكم المسؤول لا تغتر باسلوب من يريد الاستمرار في غيه متمسكا بكرسيه بدماثة اخلاق وقتية ومزيفة ينفرد بها في كل موقف يرى فيه مصلحة ويتعامل به مع كل جديد كذلك انصح باختيار دماء جديدة وخاصة في المراكز الحيوية والمهمة لمصلحة الوطن والمواطن بصرف النظر عن بعض الاعتبارات فلابد من ان نقول لمن قعد على الكثير من الكراسي مدداً طائلة شكراً كفاكم متاعب لقد حان "وقت راحتكم" أتركوا الكراسي لغيركم ممن نتمنى منه حمل الامانة معنا بكل وطنية جسور وهكذا. هنا تتكشف المواجع وتتبين الاسباب في التخلف والتدهور السابق لنضع لها الحلول الايجابية وتصحيح المسار على ما يرضي الله ثم ولاة الامر حتى نكون قد حققنا المراد والمقصود بالثقة السامية وبأداء القسم. والله الموفق.