الشيخ الفاضل العم عبد العزيز ساب رحمه الله تعالى والد أخي الأستاذ هاني وبقية إخوته الكرام ، عرفته منذ نعومة أظافري صديقاً للوالد يرحمهما الله أجمعين، وتربطنا بهم علاقة صداقة أسرية كبيرة ومتينة ، ولا أبالغ إني إلى يومنا هذا لم أقابل شخصاً في خُلقه الكريم ، إن من أدب ، وإن من علم ، وإن من كرم ، وإن من وإن من, ولذا هو قدوة لي من الأحياء الذين رأيت وشاهدت منهم كل هذه الأخلاق الحميدة وأشهد لهم بذلك . لك أن تتصور رجلاً لا ينادي طفلاً " وذلك للكل " باسمه المجرد ، بل بأخي وحبيبي، وبمداعبة يعجز عن التمسك بأخلاق تلك الطيبة الكثير مع الكبار فكيف مع الصغار، وأيضاً لا أبالغ إن قلت لم تغب صورته عني يوماً واحداً . وبالأمس الأول فجعت بموت الشاب سلطان ابن أخي الأستاذ هاني رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته ، وخدمه الولدان المخلدون ، وزوَّجه رب العباد من الحور العين ، فلا تخف ولا توجل أخي هاني فإنه لدُن رب كريم , أعرف قسوة الفراق وحرقة الوالدين والفجيعة التي أصبتم بها ، ولكن ما نعرفه من تمسككم بحبل الله ، ولا نزكي على الله أحداً , يهون عليكم تلك القسوة والحرقة ، فوالله لا أعرف عنكم وعن أسرتكم إلا محبين لله عز في علاه ، ولحبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم . ولنا أسوة في سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم بفقده وفراقه إبراهيم . وفي موقف العزاء وأنا أقوم بالواجب كنت أتمنى احتضانكم ولكني لم أفعل لأني كنت لن أتمالك نفسي ، وحتى لا أزيدكم تأثراً على فقيدنا ، وخاصة عندما عادت بي الذاكرة ، وكيف بلغنا موت أخينا الأكبر عبدالله "رحمه الله"، وفي نفس الشهر ، ومثل هذه الأيام ،وكيف أن والدكم الشهم الفاضل بلغنا الخبر بهدوء وروية، ونحن أطفال وكانت له وقفة الكرام, ووالدنا سافر إليه حينما بلغ بمرضه ، وهو شاب لم يمض على زفافه ثلاثة أشهر، فرأيت الدموع في عينيك، وعرفت مدى الألم الذي أنت فيه ، ولكن ثقتي بالله وبثقتي بثقتك في الله أنها أكبر ، وإيمانك ومحبتك لله عز في علاه ، ولرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم سوف تكون البلسم ، ومنها تكون السكينة. أخي هاني استودعه الله وترحَّم عليه ، وبرضاك عنه الذي أعهد من محبة لأبنائك ورضا دائم عنهم ، سوف يكون بأمر الله وقدرته في كنف الله وجنته ، وتذكَّر أنه لدُن رب كريم يعطيه من الأطاييب والنعم والنعيم ما يعجز الكون كله عن منح تلك العطاءات والنعم . صحيح أنه بعيد عن ناظريك ، ولكن قريب من إحساسك بأن الله سبحانه وتعالى سيشمله بواسع رحمته. فاللهم اجعل مقامه في قصر في الجنة يغبطه عليه الكثير من خلق الله ، وأنزِل سكينتك على قلب والده وقلب والدته وإخوته ومحبيهم ومحبيه ، وارحم اللهم أمواتنا وأموات المسلمين أجمعين بفضلك وإحسانك .. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه. فاكس 6996468 ص , ب 11750 جدة 21463 [email protected]