لقد رزئت البلاد والأمة الإسلامية بفقد الإمام الوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته – الذي كانت له من الصفات والسمات والأفعال الشاهدة والمنجزات العلية ، والإنجازات الكثيرة السامية في مختلف المجالات الإسلامية والعلمية والتعليمية والقضائية . فهو – رحمه الله – خير مثال للملك الصالح ، والإمام العادل ، محب الخير للجميع ، ومآثره تكتب بمداد من ذهب في صفحات التاريخ ودواوينه . فهاهي التوسعة الكبرى للحرمين الشريفين أكبر توسعة عبر التاريخ ، ومشروعه في التطوير القضائي ، والتطوير التعليمي ، وحرصه على كل ما يعود على الأمة الإسلامية بالسلام والنصر والتمكين . أحب العلم والعلماء ، وساهم في كل ما فيه رفعة للشعب والبلاد . فباسمي ونيابة عن زملائي منسوبي المعهد العالي للقضاء من أعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب نرفع أحر التعازي وأصدق المواساة إلى مقام ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وإلى الأسرة الكريمة ، وأبناء هذه البلاد ، والأمة العربية والإسلامية تعازينا سائلا الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يعظم لهم الأجر والمثوبة ، وأن يغفر ويرحم للفقيد ويجزيه خير الجزاء وأوفاه . وإننا لنحمد الله بما من به علينا في هذه البلاد التي قامت على أساس الشريعة والخير من حكام بررة أخيار ، كما قال الشاعر : إذا مات منا سيد قام سيد قؤول بما قال الكرام فعول ونحمد الله على اجتماع الكلمة ووحدة الصف وتلاحم الشعب بالقيادة الحكيمة ، فهذه من أجل النعم علينا في هذه البلاد. وإن مما يعزي في فقيد الأمة هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله وأيده قائد الخير والتاريخ ، وصاحب المواقف الحكيمة والوفية، والتاريخ الحافل في حياته الحافل بكل خير، وقد وجبت له المبايعة المبايعة الشرعية بالسمع والطاعة ،قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةٍ جاهلية) وفي حديث عبادة قال (بايعْنا رسول الله على السمع والطاعة في عُسْرِنا ويُسْرِنا، ومَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وأَثَرَة علينا وأن لا نُنازع الأمر أهله) نسأل الله أن يحفظ ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويسدده وأن يمده بعونه وتوفيقه. كما تمت بفضل الله المبايعة الشرعية لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد أمير التواضع والأخلاق. وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد أمير الأمن وقائد أمننا والعين الساهرة على أمن الوطن ورجل الأمن الأول . نسأل الله أن يوفقهم لكل خير وأن يمد في أعمارهم على طاعته وأن يؤيدهم بنصره ويعلي بهم كلمته. وأن يحفظ على هذه البلاد أمنها وقيادتها وعقيدتها.