كثف وزراء الخارجية من اعضاء مجلس الامن التابع للامم المتحدة ودول عربية الضغط على اسرائيل لإنهاء هجومها على قطاع غزة. ودعا امس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي كان يرأس اجتماعا خاصا لمجلس الامن بشأن ازمة غزة الى هدنة فورية تضمن ايضا انهاء الهجمات الصاروخية الفلسطينية على جنوب اسرائيل وتهريب الاسلحة الى مقاتلي حماس في غزة. وقال كوشنر "قد يتبين أن آليات مراقبة دولية ضرورية ونحن على استعداد للمساهمة في ذلك". واضاف كوشنر قوله ان فرنسا تنتظر رد اسرائيل اليوم الأربعاء على اقتراح الهدنة الذي عرضه الرئيس المصري حسني مبارك بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأضاف قوله "يحدونا الأمل انه سيكون ردا ايجابيا". ولاقى اعلان مبارك تأييدا صريحا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. ولم تورد سفيرة اسرائيل في الاممالمتحدة جابرييلا شاليف ذكرا للاقتراح في كلمتها امام مجلس الأمن. وقالت رايس انه من الضروري ان تبسط السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس سيطرتها على غزة. وزعمت "يجب أن يكون هدفنا تحقيق الاستقرار وإعادة الحياة الى طبيعتها في غزة." واشارت الى ان اي هدنة "يجب ان تكون حلا لا يسمح باعادة تسليح حماس". واستنكرت شاليف فكرة ان المجلس ملزم بالتأثير على الصراع. وقالت "مصداقية هذا المجلس لا تقاس بالأوراق التي يصدرها انما بالقيم التي يساندها". وقال دبلوماسيون ان المفاوضات في نيويورك بشان قرار هدنة قد طغى عليها اقتراح الرئيس مبارك الذي يدعو الى هدنة مبدئية محدودة للسماح بدخول معونات الاغاثة الى غزة واعطاء مصر وقتا للتوسط من أجل هدنة دائمة. وانتقد عباس اسرائيل لتجاهلها دعوات من شتى انحاء العالم لانهاء حملتها العسكرية في غزة وبسبب العدد الكبير من الوفيات بين المدنيين الذي خلفته. وقال عباس "أن آلة الدمار الاسرائيلية مستمرة في القتل وارتكاب أشنع الجرائم الممكنة على الرغم من الاجماع الدولي وهو اجماع غير مسبوق في الدعوة إلى انهاء هذه المذبحة في حق مدنيين ابرياء لا يستحقون هذه الوحشية". وكان بين كبار الدبلوماسيين الآخرين الحاضرين في اجتماع المجلس وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ومسؤولون عرب كبار من بينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قالت مصادر طبية إن قذائف دبابات إسرائيلية قتلت أكثر من 40 فلسطينيا في مدرسة للأمم المتحدة يحتمي بها مدنيون في قطاع غزة. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الهجمات على المدارس "غير مقبولة على الاطلاق ويجب الا تتكرر". وقال انه سيسافر الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية الاسبوع القادم لدعم الجهود من اجل انهاء الأزمة. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع غزة إن 631 فلسطينيا على الأقل قتلوا بينما أصيب أكثر من 2700 آخرين منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي. وقتل عشرة إسرائيليين بينهم ثلاثة مدنيين في هجمات صاروخية فلسطينية.