باختصار هذا مجتمعنا، وتلك الكلمات أول ما تنطق عندما يرون طفلا معاقا يحمله والداه، نظرات طويلة تحمل ملامح الشفقة والأسى، ونلمس مواقف عديدة اتجاه الطفل المعاق من بعض افراد اقاربه كالاكتفاء بابتسامة الشفقة دون الحديث مع الطفل او حتى ملامسته او اقتراب ابنائهم منه والاختلاط معه لخوفهم من اكتسابهم سلوكياته او كلماته غير المفهومة.من أجمل اللحظات عند "ولادة طفل" في العائلة، من الأحداث التي تمتزج فيها مشاعر مختلفه عادة ما تتوجها الفرحة والأمل، وتكون الصدمة للآباء شديدة عندما يولد لهم طفل، ويعلمون انه به اعاقه، حين يفكر الآباء في ابنائهم يتخيلون مستقبلهم، فهم يرسمون لهم صورا حالمة، في أذهانهم، ومع وجود الإعاقه في الطفل يرى الآباء ان "قصر احلامهم اهتز"، فتتحول حياتهم الى الحزن والاسى، وغضب داخلي واحباط، مشاعر عديدة يشعر بها الآباء في هذا الموقف كالشعور بالخوف والاحراج والشفقه وتراكم المسؤولية. البدايه دوما بها تحد وصعوبة وقد تختلف نظرة الأهل لوجود الإعاقه بحسب شخصياتهم والمعتقدات التي يحملونها والبيئة التي يعيشونها ومهما تكن فهي لها دور رئيسي وتأثير هام في نظرة الطفل لنفسه ولمن حوله وبدوره في الحياة والتي قد يحملها معه في جميع سنوات عمره التالية ما لم يعمل هو على تغييرها بوعي لذلك نجد بعض الأسر التي تنجب طفلاً معاقاً تتعامل معه بوعي وتؤمن له الرعاية والعناية والبعض الآخر منها ربما منعته الظروف الاجتماعية أو النفسية أو المادية من تقبل الواقع والتكيف مع حالة الإعاقة عند الطفل أو التسليم بها وردود الفعل هذه وطريقة التفكير والمعالجة تؤثر تأثيراً كبيراً على حياة هذا الطفل فهي تحول دون تحول حياته إلى عجز دائم أو تزيد في عجزه، فبدل أن تحاول الأسرة زرع الثقة والطموح والأمل تحاول تحطيم طموحهم على صخور الواقع الأليم وعرقلة حياتهم أكثر وأكثر، وللأسف بعض الآباء يتعاملون بشكل مختلف مع انهم ينظرون الى اعاقه طفلهم بشكل اساسي منهم يرفض الخروج مع الطفل المعاق او اصطحابه لزيارات عائلية او اجتماعية كالشعور بالخجل او الاحراج احيانا، والتوجس من الصعوبات التي قد تواجههم لحاجة الطفل، ومراقبته، والخوف من نظرات الشفقه، والنظرات الطويلة، ومن الآباء من لا يعطي الاهتمام الكافي للطفل المعاق فقد لا يؤمن بأن له فرصا لمستقبل جيد، فيعطيه من الاهتمام ما يناسب احتياج الحياة اليومية خاصة ان كانت امكانياتهم قليله دون دعم، ولديهما ابناء آخرون يحتاجون للرعايه، فقد يتم اعطاء الاولويه لهؤلاء الابناء وتقسيم المصادر المتاحة بشكل غير عادل بحيث يكون الطفل المعاق في الجانب الاضعف. بصراحة قضية الإعاقة من الامور التي تشغلني كثيرا، وقرأت العديد من القصص لشخصيات تحدت الاعاقة بالإصرار، والعزيمة لكن عندما شاهدت اطفالا معاقين تحدوا الاعاقه بالثقة التي منحهم اياها ابواهم هنا شعرت بشعور مختلف بقوة شخصيتهم المزروعة في نفوسهم تلاشت في عيني اعاقتهم، فبدأت نظرتي تختلف للمعاق، وبدل ان تمتزج بالشفقة والحزن ملأها الفرح والسرور والدهشة، ودوما انظر الى المعاق سواء كان طفلا او بالغا انه قادر على العطاء.فتفهم الأسرة لحالة الطفل ومعاملته معاملة الطفل الطبيعي يساعده على مواصلة حياته بشكل سليم ويشعر من خلال قبوله داخل الأسرة أنه مقبول في المجتمع لهذا فمهمة توعية الأسرة بكيفية التعامل مع المعاق حاجة ملحة. لذلك يجب أن تحصل الأسرة على الإرشادات اللازمة لتعريفها بحقوق المعاق وواجباتها تجاهه لما يسهم هذا الوعي والتفهم لحالة المعاق في تقليل الشعور بالنقص وينمي لديه الشعور بالذات والقدرة على المشاركة والمساواة داخل المجتمع.