السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرة تخفي إبنها المعاق داخل غرفة مهجورة بسطح المنزل !!!
نشر في شبرقة يوم 12 - 04 - 2008

ماذا جرى في عالمنا الدنيوي ..هل اختفت الرحمة وباتت ضيفا غير مرغوب فيه ؟! هل تبخر الإيمان وأضحى الكثير منا لا يؤمن بالقضاء والقدر؟ وهل أصبحنا نخجل من الابتلاءات الدنيوية التي هي جزء من صميم إيماننا بالله تعالى ؟!
وهل كل هذا يدفع البعض منا ان يخفي ابنه المعاق داخل غرفة مهجورة بسطح المنزل خجلاً من أن يعيره الآخرون ان في بيته معاقاً ..ولماذا تتخلى بعض الأسر والعائلات عن زيارة ابنهم المعاق داخل دور الرعاية؟.
ولماذا يطلق بعض الرجال زوجاتهم بسبب ولادة طفل معاق ؟ ولماذا يتخلى خطيب عن خطيبته ويفرّ منها حين يعلم ان شقيقها مُعاق ؟!
ماذا دهانا ..وما هذه القسوة وما هذه القلوب التي كالحجارة ..وما هذه العقول التي انفضت منها شفرة التفكير والتأمل..
في هذا التحقيق ترصد (الندوة نهاية الأسبوع) هماً تعيشه بعض الأسر والعائلات اقتربنا منهم عشنا معهم للوقوف على ما يدور من خفايا وأسرار في كواليس بيوت فيها طفل معاق يصرون على عدم الاعتراف به ورفضوا قضاء الله وقدره وذلك من أجل مشاركتهم هذا الهم وتسليط الضوء على حياة هذه الأسر التي باتت تتحرج أن تُعلن ان عندها طفلاً معاقاً تلافيا لنظرات الشفقة والشماتة والازدراء فضلا عن الخشية أن يؤثر ذلك على مستقبل أبنائهم الآخرين وبناتهم خاصة في مرحلة الزواج ..وإلى تفاصيل هذا الهم الذي رصدناه...
السيدة أم أسامة وهي أم لطفل معاق في العاشرة من عمره تقول في بداية زواجي رزقني الله بطفل معاق يعاني من ضمور في المخ والاطراف بنسبة 70% وقد أكد لي الطبيب ان طفلي منجولي ويعاني من اعاقة شديدة وتشوهات في الأطراف وضعف في العضلات وانه يحتاج إلى رعاية شديدة داخل مركز متخصص مما أصابني أنا وزوجي بالحزن والألم الشيء الذي أثر على علاقتنا معاً كزوجين وجعلنا أكثر بعداً وتنافراً بسبب تلك الصدمة المروعة التي غيرت مجرى حياتنا في الإتجاه المعاكس وبعكس ما ما خططنا له وتمنيناه كزوجين متحابين .
أسرة صغيرة كانت حلما
تواصل أم أسامة مأساتها فتوضح كنا نحلم بأسرة صغيرة وأطفال أصحاء فابتلانا الله سبحانه وتعالى بطفل معاق ومشوه عانيت الأمرين في تربيته وعلاجه والعناية به لحين ادخاله لأحد المراكز المتخصصة في الاعاقة وهنا تنفست الصعداء وكان قراري بتكرار تجربة الحمل وانجاب طفل آخر مجازفة بالنسبة لي غير مأمونة العواقب رفضها زوجي جملة وتفصيلاً لخشيته الشديدة من ولادة طفل آخر معاق ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمة بعباده أكرمني بولادة طفل سليم البنية مما شجعني على انجاب 8 من الأبناء الأصحاء الذين أدخلوا البهجة على حياتنا.
في مدينة أخرى
السيدة أم هند من جدة تروي حكايتها : رزقت بمجموعة من الأطفال الأصحاء وشاءت ارادة الله أن أرزق بطفل معاق كان هو اخر العنقود مما اضطرني لأن أتركه عند والدتي والتي تقطن في مدينة بعيدة عني حتى لا يراه أحد أقاربي أو معارفي وبعد وفاة والدتي أبقيت عليه في منزلها تحت رعاية خادمتين آسيويتين لفترة من الوقت ثم الحقته بإحدى دور المعاقين في نفس المدينة التي كانت تقيم بها والدتي رحمها الله ومازال هناك إلا أن السؤال عنه محدود للغاية فأنا لا أقوم بزيارته إلا نادراً وهو لا يحظى مني سوى بالقليل من الرعاية والاهتمام ولا يتمتع بإجازته معنا وكثيراً ما أتردد في الاجابة على اتصالات المركز والذي يحثني دوماً على التواصل مع ابني ودمجه داخل اسرته واشقائه أو انهم سيقومون باخراجه من الدور وتسليمه لي مما دفعني اضطراراً لزيارته والسؤال عنه بين فترة وأخرى حتى لا أضطر لأخذه.
زوجي يهددني!
وتضيف أم هند أن أحمد ابني شديد الاعاقة ويعاني من ضمور في المخ وضعف في درجة التركيز وعدم القدرة على الكلام أو التحكم في مخارج البول والبراز، وزوجي ينتمي لأسرة ثرية ذات حسب ونسب وجاه وهو يرفض زيارته أو حتى الاعتراف به أو حتى مشاهدته تلافياً للاحراج ، وقد خيرني بين حياتي معه أو التخلص من هذا الطفل المعاق الذي أصبح يشكل مصدر هَمّ وقلق بالنسبة لي فأنا أخشى من مسألة الاعتراف به داخل مجتمعي خشية أن يؤثر ذلك على مستقبل أشقائه الأصحاء، فالتاريخ العائلي السليم هو بوابة العبور لقلب المجتمع مما جعلني اخشى على مستقبلهم القادم كونهم اشقاء لطفل معاق مما يهدد تاريخهم العائلي بساطور الاعاقة الذي لا يرحم .
كنت شديدة الحرص على عدم اخبار ابنائي وحتى من حولي بأن لي طفلاً معاقاً وعندما يحين موعد زيارته أو اجازته آخذه إلى مكان آخر غير المنزل حتى لا يراه أشقاؤه أو الجيران تلافياً للاحراج والضرر الذي سيقع على ابنائي عندما يحين موعد القسمة والنصيب فيما تشير أم هند لقد أصبح ابني المعاق كابوساً مزعجاً يجثم على انفاسي وكم دعوت الله أن يخلصني منه من أجل ان ارتاح ويرتاح هو مما يعانيه.
لهذا طُلقت!!
أما أم فيصل فتقول لقد أظهرت الفحوص الطبية في شهور حملي الأخيرة بأنني أحمل طفلاً معاقاً شديد الاعاقة وبعد ولادته ومشاهدة والده له قام بتطليقي وبعدها بالغ في شتمي وإهانتي وتجريحي متهماً إياي بأنني نذير شؤم عليه ولا ألد إلا المعاقين كانت ولادته صدمة لي ولزوجي ولأسرتي ولكل من حولي وتواصل أم فيصل همها: لقد انتابتني نوبة من الهم والغم والحزن والألم مما جعلني ارفض ارضاعه وحمله وهدهدته أو حتى النظر في وجهه بعدها أحضرت له خادمة للعناية به فقط واخفيته في غرفة مهجورة داخل سطح منزلي حتى تجاوز العاشرة من عمره بعدها ألحقته بمركز تأهيل خاص بالمعاقين شديدي الإعاقة ومازال هناك حتى الآن وقد اشعت لكل من حولي بأنه قد توفى منذ فترة طويلة اتقاء لشر فضيحة الاعاقة.
وتضيف لقد رفضت فكرة معاودة تجربة الزواج مرة أخرى رغم كفاءة من تقدموا لي من الرجال الراغبين في الزواج مني لخشيتي من ظهور الاعاقة مرة أخرى في اطفالي القادمين فتاريخي العائلي لا يبشر بخير ولا يشرف وقد أسفر عن ولادة عدد من المعاقين في عائلتنا سواء في أسرة عمي أو خالي أو أختى أو أنا.
فرّ خطيبي
وها هي فتاة جامعية تؤكد في طرحها لهمها لقد هجرني خطيبي فور اكتشافه لأمر أخي المعاق وتواصل حكايتها فتقول..لقد احببته من كل قلبي واردنا ان نكلل علاقتنا الشريفة بالزواج بعد أن صارحني بحقيقة شعوره نحوي وبعد الخطوبة اكتشف حقيقة اخي المعاق والذي كانت تصدر منه أصوات مزعجة من احدى الغرف اثناء زيارة خطيبي لي والذي فر مذعوراً فور اكتشافه للحقيقة بحجة ان أسرته لاترحب بهذا الزواج لو علمت بوجود ابن معاق داخل اسرتي لخشيتها من مسألة الوراثة وبأنه يخشى كثيراً من مسألة ارتباطه بي خوفا على ذريته القادمة من انتقال هذه -اللعنة -التي قوضت دعائم العديد من الأسر وحطمت سعادتهم وتوضح الفتاة قائلة لم أتمالك نفسي من هول الصدمة!! أيعقل أن يتنازل عني خطيبي وحبيبي بهذه السهولة من أجل وجود طفل معاق داخل منزلي لا حول له ولا قوة؟ الا يخشى من ابتلاء الله له في ذريته القادمة التي أصبح يبحث عنها مع امرأة غيري؟!.
طردني وطلقني
من جهتها تقول أم فاتن : بعد زواجي بفترة قصيرة من احد رجال الأعمال المرموقين اكتشفت والدته عن طريق الصدفة ان شقيقاً لي معاقاً يقبع داخل احدى جمعيات المعاقين بعد أن اخفت والدتي عنهم هذا السر الخطير بهدف تسهيل مهمة زواجي من ذلك الرجل الثري وسرعان ما قام زوجي بطردي وتطليقي متهماً إياي بالغش والخداع والتدليس ، وبعد فترة من الطلاق تقول أم فاتن: وضعت طفلاً جميلاً يحسدني عليه كل من رآه وعندما هاتفت والده وبشرته بقدوم -فهد -قال لي ليس لي علاقة به أو بك لقد طلقتك وطلقته معك أنا متنازل عنه لك ولا أتشرف بطفل ينتمي لخال معاق ، توضح أم فاتن لقد دعوت الله أن يبتليه في نفسه وذريته وان يرزقه بكومة من المعاقين جزاء ظلمه وافترائه عليَّ.
نوع من الجهاد
السيدة لطيفة المؤذن تقول رزقني الله بثلاثة أطفال معاقين تتفاوت درجة اعاقاتهم بين الشديدة والمتوسطة ورغم ما تكبدته في سبيل رعايتهم وتربيتهم والعناية بهم من عناء إلا انني مازلت متماسكة ومتحلية بالصبر ومفوضة امري إلى الله وتقول فهؤلاء الأبرياء قد يكونون سبباً من أسباب دخولنا الجنة لأن تربيتهم والصبر عليهم هي نوع من الجهاد الذي سيكافئنا الله عليه ، لقد قمت بإدخالهم لمراكز رعاية متخصصة من أجل تأهيلهم وجعلهم أكثر تفاعلاً مع المجتمع والحمد لله قد استفادوا وأصبحوا أكثر استجابة للمجتمع الخارجي وها هو زوجي يشاركني تربيتهم ولا يفرق في المعاملة بينهم وبين اخوتهم الأصحاء ونحن على تواصل دائم مع المركز وكثيراً ما نصطحبهم إلى المنزل لدمجهم مع أشقائهم.
600 مليون معاق
لكن هذا همّ ومأساة بعض الأسر والعائلات ..فماذا عن رأي الطب؟.
تقول الدكتور سارة عبدالرحمن العجروش متخصصة في مجال الاعاقة ان العالم وضمن آخر الاحصائيات العالمية يضم بين كواليسه ما يقارب 600 مليون إنسان معاق ، 15 مليوناً منهم في الدول العربية وحدها وهنا تؤكد العجروشي أننا لسنا أول المجتمعات التي ترزق بعدد من المعاقين تجاوزت أعدادهم الآلاف وبشكل مذهل لم يسبق له مثيل في مجتمعنا الذي رزقه الله بكم هائل من المعاقين وليس هناك أحد منا يدعي ان الاعاقة شيء جميل فيما أن أغلب الأسر السعودية لا تتقبل طفلها المعاق بسهولة فإعاقة الابن أو البنت قد تدعو إلى الحزن والأسى في نفوس الآباء والأمهات بل انهم يعتبرونها صفعة قوية مخيبة للآمال والتوقعات ، على حد تعبير البعض وتقول إن تربية الطفل المعاق اكثر صعوبة واكثر مشقة وغالباً ما تتعرض اسرته لمشكلات وتتصدى لتحديات خاصة وصعوبات نفسية ومادية وطبية واجتماعية وتربوية ، وكل اسرة لها خصائصها الفردية وتتمتع بمواطن قوة محددة وقد تعاني من مواطن ضعف معينة وقد أشارت بعض الدراسات إلى ان إعاقة الطفل تقود إلى تقوية العلاقات الأسرية بينما اشارت دراسات أخرى إلى عكس ذلك فبينت ان اعاقة الطفل قد تؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة في الحياة الأسرية وخاصة منها تلك المرتبطة بإساءة معاملة الطفل المعاق نفسياً وجسمياً وتأثر العلاقة الزوجية وكذلك فإن أغلب الأسر تفضل عدم مواجهة الحقيقة ونراها تتنقل بابنها المعاق من طبيب إلى اخر حتى تتضح الرؤية وتتجسد الحقيقة ويتم تحديد نوع اعاقته حينها فقط يتملكها الحزن أو الشعور بالخجل من مواجهة المجتمع الخارجي وقد تتفاوت ردة فعلها حيال ابنها المعاق فأغلب الأطفال يتم إخفاؤهم او نسيانهم داخل جمعيات الاعاقة وعدم السؤال عنهم واغلبهم قد يتعرض لإساءة المعاملة من قبل والديه الكارهين له الناقمين على تواجده بينهما وهذا قد يعرضه لخطر الموت أو التخلي عنه وإلى الأبد وقد سجلت حوادث لأسر قامت بإلقاء اطفالها المعاقين على قارعة الطريق فور ولادتهم رغبة في التخلص منهم ورحمة بحال أنفسهم فقط من شماتة المجتمع الخارجي والذي قد يشير بأصابع الاتهام لتاريخهم العائلي مما يسيء لسمعتهم ويضر بمصلحة أبنائهم وبناتهم حسب فهمهم وثقافتهم.
عوامل خارجية
وتوضح د. العجروشي بأنه ليست كل اعاقة مرتبطة بالوراثة والجينات واغلب انواع الاعاقة ينتج عن عوامل خارجية لا دخل لها بالوراثة مطلقاً كإصابة الأم بنوع معين من الأمراض كالحصبة الألمانية أو تناولها لبعض أنواع العقاقير والأدوية التي اثبتت التجارب تسببها في احداث انواع معينة من التشوهات والاعاقة.
- نقص الأوكسجين وتعرض الأم الحامل أو الجنين للاختناق لسبب أو لآخر مما يؤدي إلى اصابة دماغ الطفل اثناء الولادة وصعوبات الولادة واستخدام الملاقط الطبية والشفاطات في اخراجه من رحم الأم.
- تعرض دماغ الطفل لإلتهاب السحايا والتهاب الدماغ والتهاب الأذن الوسطى.
- ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي ونقص و زنه بشكل ملحوظ.
- عدم توافق العامل الريزيسي بين الأم والطفل.
مما يؤكد لنا كما تقول العجروشي ان اغلب أنواع الاعاقة لدى الأطفال لا ترتبط بالعوامل الوراثية وعلى كل حال يجب علينا الإيمان بالقضاء والقدر و تقبل مشيئة الله وبدلاً من أن نندب حظنا في ولادة طفل معاق يجب علينا ان نبحث له عن الجهة التي تستطيع توفير الخدمات التربوية التي من شأنها تلبية الحاجات الخاصة به ومساعدته على الاندماج داخل مجتمعه وتقبل الطفل كما هو فتعزيز التحسن يقود إلى المزيد منه.
حالات كثيرة لماذا؟
ويضيف الدكتور بدر إبراهيم السقاء اخصائي امراض نساء وولادة مؤكدا على ان اغلبية الأسر ترفض مواجهة الحقيقة بل وترفض حتى مجرد الاعتراف بوجود طفل معاق لديها!! وتظل تعيش اعواماً وأعواماً تحت تأثير الخوف والصدمة المروعة التي حلت بهم والناتجة عن ولادة طفل معاق لم يكن مرحباً به بل ولم يكن يدور بخلدها وحسبانها فمسألة الاعاقة لدى بعض الأسر مسألة مكروهة ومرفوضة جملة وتفصيلاً ومن غير المستحب لديهم التحدث عنها أو الخوض في تفاصيلها ويقول د. السقا كم من أسرة حاولت التخلص من طفلها المعاق بطريقة أو بأخرى هرباً من الأعباء الناتجة عن تربيته وحتى لا يقال عنها ان لديها طفلاً معاقاً تسبب في تلويث سمعة التاريخ العائلي للأسرة ووجه لمستقبل أشقائه الضربة القاضية حسب تعبير بعض العائلات.
أم تغرق طفلها!!
ويضيف إحدى الأمهات قامت بإغراق طفلها المعاق داخل مسبح المنزل وادعت أنه قد سقط بداخله نتيجة معاناتها المريرة من تربيته والعناية به بعد طلاقها من والده ، ولكن اعتراف الخادمة عليها كشف وجه الحقيقة وترك للعدالة ان تأخذ مجراها من هذه الأم القاسية المتجردة من الإنسانية والأمومة وهناك الكثير من الجرائم المروعة والانتهاكات البشعة ارتكبتها بعض الأسر في حق العديد من اطفالها المعاقين اغلبهم تم التخلص منهم قتلاً واغلبهم تم هجرهم ونسيانهم داخل دور الاعاقة والبعض الآخر تم عزله وحبسه في البدرومات أو داخل الغرف المهجورة والبعض الاخر تم إلقاؤه على قارعة الطريق بجوار مسجد أو برميل نفايات أو بناية وكما يقول د.السقا أن المسألة تحتاج إلى توعية مكثفة تساهم في انقاذ هؤلاء المعاقين من سطوة وبطش اسرهم والتي مازالت ترفض التعايش معهم أو الاعتراف بهم فالمعاق انسان مثلنا مخلوق من جينات والديه وقد ننجح في تأهيله ودمجه بالمجتمع والاستفادة منه في حالات كثيرة ولا ننسى ان إعاقته نشأت بمشيئة الله ولا اعتراض على مشيئة الله ، فقد يكون هذا الطفل المعاق أفضل ألف مرة من ابن عاق أو مدمن مخدرات قد يلاقي والداه حتفهم على يديه، وقد يأتيهما الأجر والمثوبة من الله على تربية هذا المعاق الذي قد ندخل بسببه الجنة.
الخفية حفاظاً على الشعور
وهل الأمانة الطبية وشرف المهنة تبيح للطبيب ضرورة إخبار المرأة بحقيقة اعاقة جنينها فور اكتشافه لذلك د. اياد الحسيني استشاري أمراض النساء والولادة اكد على ان اغلبية الأطباء يفضلون الصمت والتكتم فور اكتشافهم وجود إعاقة بالجنين حفاظاً على شعور المرأة وعدم اشغال ذهنها بأمور مقلقة لها خصوصاً وانها تعاني من إجهاد الحمل واكتشافها للحقيقة فهذا قد يحملها اعباء ومتاعب اضافية تضر بصحتها هي في غنى عنها في هذه المرحلة.
ولكن قد يستوجب شرف المهنة والامانة الطبية اطلاع الزوجين على مسألة اعاقة طفلهما قبل ولادته كما يشير د.الحسيني بهدف اعدادهما وتهيئتهما نفسيا لتقبل الصدمة ليس إلا .. وليس من اجل اتخاذهما لقرار الاجهاض والتخلص من الطفل والذي يعتبره ديننا الاسلامي قتلاً لنفس بريئة دون وجه حق ومن رحمة الله بعبادة ان نسبة كبيرة من الأجنة المشوهة ينتهي أمرها بالإجهاض أو بالموت بعد الولادة.
أمر ضروري
وكوني طبيب نساء وولادة فإنني اجد ان اطلاع الزوجين على حقيقة إعاقة طفلهما من الأمور الضرورية التي يجب البت فيها على وجه السرعة هكذا يؤكد د. الحسيني من أجل تهيئتهما لمواجهة الحدث الأسوأ في حياتهما واخلاء مسؤولية الطبيب من كتمه للحقيقة واخفائه لهذه المسألة الخطيرة الهامة في حياة الزوجين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.