جاءت تبكي وبحسرة.. ماذا أفعل بالله عليك دلني.. لقد فاض بي وأنا أرى ابنتي تذبل أمامي وعمرها يتضاعف يوماً بعد يوم وها هي قد بلغت الواحد والثلاثين.. ولم تتزوج لأن والدها لا يرغب في تزويجها ليس لأنه يطمع في توظفيها لتحصيل مرتبها.. بل انتقاماً مني لأني طلقته.. وما ذنب ابنته؟! ثم تجهش بالبكاء.. فقلت كيف ؟.. حدثيني بالتفصيل الممل أو المشوق.. فقالت إليك قصتي. أنجبت بنتين ولكثرة مشاكلنا تم طلاقي منه وأخذ ابنتي ووضعهما تحت رحمة زوجته.. التي لا ترحم كزوجة أب.. وتدخل الناس وتم انتقالهم إلى بيت عمهم شقيق والدهم الذي جعل منهم عاملات في منزله ولأولاده في الوقت الذي ينعم هو وأولاده وبناته من خدمتهم وتلبية احتياجاتهم من كنس وغسيل أواني وملابس وكي وتنظيف ولكثرة ما جاء من خطاب لإحدى بناتي فقد تقدمت إلى المحكمة العامة بشكوى وقد طالت بين أخذ ورد حتى صدر الصك الشرعي بتكليف عم ابنتي بتزويجها نظرا لعضل الأب.. وقام العم بتوكيل أحد قضاة محكمة الأنكحة بتفويضه بتزويج ابنتي وتزوجت وقام الأب بمضايقة زوجها بين فترة وأخرى يريد تطليقها.. الخ ما جاء في حديثها وأما الابنة الأخرى فقد تقدم لها الكثير وحاولنا إقناع عمها بتزويجها ورفض وظلت ابنتي الثانية حتى الآن دون أن أحقق لها ما شرعه الله.. قالت الأم أريد قبل أن أموت أن اطمئن على ابنتي بتزويجها من شخص يخاف الله فيها.. أما وهي الآن في الواحد والثلاثين ولم تتزوج لعضلها من أبيها وعمها.. إذا كان الذي منح بتزويجها بتوكيل من عمها مشغولاً فالمفروض أن يوكل غيره من القضاة أو أحد الأشخاص المشهود لهم بالتقوى..هذا العنف الأسري ماذا نرد ونقول لهذه المرأة أن تفعل.. إنها قضايا التي تجر فتياتنا إلى الانحراف ماذا نفعل لها.. ألا يوجد حل سريع بمحاكمة كل أب أو ولي أمر لتسببه في انحراف بناته ويضيق بهم المجتمع.
