تشتد المنافسة بين الحزبين الأمريكيين، الجمهوري والديموقراطي، وتبلغ ذروتها هذه الأيام في تصريحات وأقوال الرئيس الحالي أوباما ومنافسه رومني فكل منهما يحاول هزيمة الآخر وإقناع الناخب الأمريكي بسداد رأيه وحرصه على تقديم الأفضل وسط حيرة كبيرة من الشعب الأمريكي الذي يسمع وعودا ولا يرى إنجازا..!! لكن يبدو واضحا أن المرشحين تظهر منافستهما الأشد لا حول القضايا الأمريكية وهي كثيرة، بل حول تبني قضايا إسرائيل إرضاء للوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة.. إن كل مرشح حريص على كسب الناخب اليهودي وتبني قضاياه وإرضائه بشتى السبل.. حتى يخيل للكثير أن المرشحين إسرائيليان وليسا أمريكيين.. أمر محير حقا أن يصل التعصب للحركة الصهيونية وتبني أيدلوجيتها ورؤيتها ولو تعارض مع مصالح أمريكا..!! إن أمريكا التي لها مصالح كثيرة في العالم العربي لا يهمها إلا خدمة أهدافها واستراتيجيتها والحرص على ألا تتعارض مطلقا مع أهداف إسرائيل واللوبي اليهودي الذي يشكل عنصرا ضاغطا في الانتخابات الأمريكية يؤخذ دائما في الحسبان وهو المقدم في كل الأحوال.إن المتابع لتصريحات أوباما ورومني وأتباعهما يرى بوضوح مدى الانحياز الأمريكي وارتمائه في أحضان إسرائيل حتى وصل الأمر إلى أنه لا يجرؤ أحد كائنا من كان على انتقاد السياسة الإسرائيلية التي تعصف بالمنطقة وتهدد الأمن والسلم العالميين للخطر.إن انتخابات الرئاسة الأمريكية هي موسم القطاف وموسم الابتزاز والضغط وموسم اختبار للرئيس الأمريكي القادم ومعرفة مدى حبه وتفانيه وتبنيه للأجندة الصهيونية.. وهي التي توجه اللوبي اليهودي لانتخاب هذا أو ذاك دون أن تنسى أن تمسك العصا من المنتصف مع الحذر الشديد فلا تضع البيض كله في سلة واحدة..!!ومنذ قيام إسرائيل عام 1948 والسياسة الأمريكية تسير في ركاب سياسة إسرائيل لا تنفك عن الدوران في فلكها والانصياع لرغباتها التى لا حدود لها فهي في تنام مستمر. ولو تجرأ مجلس الأمن لاتخاذ قرار ضد إسرائيل لكان الفيتو الأمريكي جاهزا ويبقى سيفا مسلولا في وجه الخصوم. والقول ما قالت إسرائيل..!! هاهي إسرائيل تستغل الفرصة لتتابع وبكل تحد سياستها الاستيطانية فتبني المستعمرات وتهدم منازل الفلسطينيين وتصادر أراضيهم ضاربة بعرض الحائط بكل قرارات الأممالمتحدة.. وبلغ بها الصلف والتحدي إلى المجاهرة بحقها في المسجد الأقصى وضرورة هدمه لإقامة الهيكل المزعوم. بلغت المزايدات حدها الأقصى في بازار الانتخابات الأمريكية حتى سمعنا كلا المرشحين يجاهر بأن القدس هي عاصمة الدولة اليهودية ولا حق لأحد سواها..!! وهذا ما تريده إسرائيل وذروة ما تتمناه.