هل هناك أشد ألما من مشاهدة وثائقية لمشاهد هي ختام مسلسل حياة إنسان , يصارع للبقاء حين باغته غضب الطبيعة ؟ وأي الألم يكون حين ترى بأم عينيك أن ذاك المصارع يتهاوى غرقاً أمام رجال يمثلون جهة رسمية مناط بها حماية البشر وإنقاذهم , بل وعليهم مسؤولية التحذير مبكرا لأية كارثة طبيعية وعليها - الجهة - ممثلة بجهازها الأمني والرقابي والإعلامي التحذير مسبقا لرواد الأمكنة الخطرة . ذاك المحتوى الوثائقي يثبت بما لا يدع مجالا للشك عن عدم كفاءة القائمين بحياة البشر , وتدني إحساسهم الإنساني قبل ذلك , وفقرهم لأقل الأدوات ووسائل الأنقاذ وهي الحبل , وفشل منطومة تظهر نتائجها في أي اختبار : لم ينجح أحد ؟! مؤكد أن تلك المشاهد لن تسقط من عمر ذويهم وستبقى مابقيت ذاكرتهم على التذكار , وفي المقابل حلقة جديدة من مسلسل مظلم المشاهد , أعلاه سيكون خطأ فرديا , و أدناه أسوة بغيره , لجنة , وتوصيات , وختامها ملف ومحاضر وتواقيع ولكل درج مسؤول نصيب ؟! تقول جدتي : قوة لا تستفيد من أخطائها وتجارب الآخرين , وتحرص على ان يكون الوطن صالحاً للاستخدام الآدمي , أولى لها أن تترك الفرصة لمن هو أجدر , فقد فات موعد الحساب وعلينا « نبش « ملفات الفشل والفساد والرجال . فالخزي والعار عندما ترى فشل منطومة عليها حمايتك ومناط بها إرشادك فوق ذلك , في جسد قوي , ممثلا بأحد أجهزته عن انقاذ شابين ؟ فكيف وطن . فاصلة : سوف أعرض لاحقا في مقال منفرد عضلات دفاعنا المدني أسوة بأجهزة العالم أو على الأقل دول الخليج.