العناية الالهية هي وحدها التي تقف مع الانسان في معاناته وكبده للعيش وحين تغلق الأبواب وتوصد المنافذ يبقى لنا أمل ورجاء متين نلجأ إليه .. يأتينا في لحظة وهن لينتشل ضعفنا ويعيد لنا البسمة الضائعة لنستشرق بها صباحات أيامنا . فاليأس هو ذاك الاخطبوط الذي يعيش بين جنباتنا ويخدع عقولنا بالرحيل زاعماً أنها الراحة الأبدية فيما ينتظره العذاب الجسدي والشقاء الخالد .. فهناك من يتصورون أن قتلهم لأنفسهم سيعطيهم الأمان من البؤس الذي يعيشونه .. وآخرون يهيمون في الأرض ويعيشون خلف ستار قاتم اللون .. ونفق مظلم تعجز قوائمهم عن الخروج منه .. كل هذه الصور تستطيع ان تعود إلى واقع الحياة الجميل عندما تتجه إلى الله وتتضرع إليه وليس هناك معاناة نفسية أو مرض نفسي إلا وكانت أولى مسبباته البعد عن الله لان حياة صاحبها تصبح شقاء بل وتضيق به رحاب الأرض ويرى السواد أمام ناظريه في كل شيء .. قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ) سورة طه الآية 124 وأعترف حقاً أنني لست بالخطيب المفوّه ولا بالموجّه الذي يفرز الآلآم عن مكامن الوجع أو الطبيب المتمكن من وصف الدواء بيد أني كغيري من بني البشر مررت بمراحل التخبط والبطالة وركنت الى وساوسي التي كادت أن تفتك بي وتحيطني من كل حدب وصوب لولا نقطة الضوء الجميلة التي هرولت نحوها بكل ثقلي وانتزعت من جسدي ذلك الوهن ..أنها ببساطة متناهية أن نجعل الله بين أعيننا وفي قلوبنا عند كل عمل .. ولعمري تلك رسالة قوية أسوقها لأولئك الشباب المتخاذلين في حياتهم والقانطين من كل شيء في الكون حتى أصبحت جثثهم تتهاوى على الأرض بلا فائدة وهم اليوم يتعللون بحجج واهية عن العمل والبطالة وضيق اليد !! بينما أصل العلة تكاد لا تخرج من نطاق عقولهم .. لأن العمل موجود والرزق مقسوم كل يوم ولكن ياللأسف .. يفتقدون لتلك النقطة التي تفصل بين اليأس والأمل ,, فقط على أولئك البائسين أن ينظروا للحياة بمنظار اليوم المشرق كي يشقوا طريقهم نحو الأفق وسيجدون أنهم كانوا في ضياع مع تخيلاتهم التي أركنتهم للوساوس حتى أصابهم الترهل الفكري والجسدي ليعيشوا بقية حياتهم على أدوية يعتقدون أنها الخلاص لهم من مرضهم .. ولكنهم واهمون!!