يمكن هواة البرامج العلمية الطريفة ان يتابعوها طوال هذا الشهر على قناة «ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي» في المسلسل الوثائقي «يوميات قرد» الذي يسلط الضوء على جهود المسؤولين عن الرعاية لخلق بيئة طبيعية لهذه الحيوانات. يتتبع المسلسل حياة هذه الحيوانات أثناء تكيفها مع البيئة الجديدة في محمية مؤسسة «مونا» في كوستا برافا في إسبانيا. ويعرض بعض عمليات الإنقاذ المثيرة، وحالات الطوارئ الطبية، إضافة الى حالات إعادة جمع الشمل الأسري المؤثرة. كما يكشف النقاب عن التحقيقات والصراعات التي خاضتها القرود وفرق العمل المسؤولة عنها. ففي الحلقة الأولى، تتجه مديرة «محمية الرئيسيات» التابعة لمؤسسة «مونا» أولغا فيليو إلى تينيرفي لإنقاذ شمبانزي صغير يبلغ من العمر 9 شهور، يدعى خوانيتو، من عملية بيع بين أحد أصحاب الملاهي الليلية ومالك إحدى حدائق الحيوان. ونتابع المعركة التي تدور حول مستقبل رعاية خوانيتو، إذ ترى أولغا ضرورة أن يعيش القرد داخل المحمية مع رفاقه، بينما نجد صاحبه يخطط له بصورة مختلفة تماماً. ثم ترافق الكاميرا رئيس الحراس في المحمية راؤول كابريرا أثناء رعايته أربعة ذكور من حيوانات الشمبانزي التي أُنقذت من الأسر، وباتت تتمتع بالعيش في الهواء الطلق. وفي الحلقة الثانية تبذل أولغا محاولات لإنقاذ اثنين من حيوانات الشمبانزي التي تعيش مع مدرب السيرك الخاص في شقته وهما نيكو وسارة. وتتبع الحلقة الثالثة مصير القردين بعد إتمام عملية الإنقاذ والوصول إلى المحمية، حيث يصاب نيكو بجرح في يده فيتعين فصله عن أخته سارة، تاركاً إياها وحيدة في بيئة لا تألفها، ما سيدفعها إلى التصرف في شكل غريب. وفي الحلقة الرابعة تلتقي سارة بعائلتها الجديدة، إلا أن الأم رومي تبدو مهتمة أكثر بابنها نيكو. اما فريق الإنقاذ فينطلق في مهمة سرية لاكتشاف أوضاع القرود في إحدى الحدائق. ومن يهمه ان يرى قردة تأكل حلوى مثلجة، في إمكانه ان يتابع الحلقة الخامسة التي صوّرت في يوم حار جداً، اذ يرى مجموعة قرود تحصل على بعض الحلوى المثلجة. فهل ستتمكن من تقاسمها أم سيحدث شجار بينها؟ وفي الحلقة السادسة نتابع معاناة القرد «توتو» الذي يعاني من ألم ناتج من التهاب الناب وهناك ضرورة لخلعه، ولكن نظراً لسنه التي تصل إلى السابعة والأربعين، ربما يمثل تخديره خطراً على حياته، فهو يعد واحداً من أكبر القرود سناً في أوروبا. عن الهدف من هذا المسلسل تقول أولغا فيليو: «أرجو أن يفهم الناس كيف يمكن أن يكون البشر قساة تجاه الحيوانات، كما أرجو أيضاً أن يفهموا أن لا شيء مستحيلاً، فالحيوانات التي تعيش في الأسر من الممكن أن يعاد تأهيلها. هذا العمل يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً، ولكن مع كثير من الصبر والعزيمة والمثابرة يمكن تحقيق عدد من الأمور الجيدة». وتضيف: «أعتقد أن من المهم أن يعرف الناس أن كل فرد يمكنه أن يصنع فرقاً، فكل فرد له أهمية ودور، لذا لا ينبغي أن تيأسوا أبداً من تحقيق الأحلام». وتشير فيليو الى ان دور المسلسلات الوثائقية المماثلة اساسي في نشر الوعي وحض المشاهدين لإبلاغ السلطات عن أي حالة استغلال للحيوانات. * «ناشيونال جيوغرافيك»، 12 بتوقيت غرينتش.