بعض أولياء الأمور ما زالوا يتوهمون أن أبناءهم ما زالوا يعيشون مغيبين في جلابيب مفصلة حسب المقاس والمزاج الذي يرونه في مصلحتهم لتربية الأبناء من سذاجة الأمس . متناسين متجاهلين كل التقنيات من حولهم وما يدور رحاها في عالم اليوم من تطورات وابتكارات وثورات صناعية متقدمة , تجعل منهم " نكتة " دمها ثقيل أن استمروا في تربيتهم حسب قاعدة : أنت وما تملك لأبيك ؟! مسقطين حقهم وحقوقهم البسيطة حتى في اختيار ملابسهم . قالت جدتي : ثالثة الأثافي أنهم يشاهدون العيال كبروا, وكأنهم لم يشاهدوا : لن أعيش في جلباب أبي؟!. الأطفال أعظم الفلاسفة , فعندما لا تملكون رداً على أسئلتهم ومحاورتهم ومساعدتهم على تكوين شخصيتهم المنفردة بعيداً عن إملاءاتكم ورغباتكم وعندما تندهشون وتنصدمون من قوة طرحهم , واجهوا بشجاعة وقولوا : لا نعرف , وأن كنتم تعرفون طبعاً, فقوموا بتوفير بيئة خصبة صالحة لتربية " الآدمي ", فتربية الكبت والحجر والشدة وهضم حقوق أبنائكم سيجعلهم قنبلة موقوتة لسوء تربيتكم. يا معشر الأولياء , أمس الآلة الكاتبة غير يوم الكمبيوتر , أمس الكمبيوتر , غير يوم الانترنت والفضاء المفتوح وبكبسة زر ينال المستخدم المعلومات التي يرغبها وأنتم تعلمون وتتجاهلون أن عيالكم كبروا , وأن أصغرهم يحمل " بلاك بيري " وجيل تقنية في يده ويعي الفصول والطقوس والمناخ وكل محجوب , ويتابع العربية والجزيرة والمحطات الإخبارية الساخنة بسخونة الربيع العربي , ولم يعودوا كما تنظرون لهم من ثقب : الأمس. فاصلة : قرأت عن طرق وأساليب ترغيب الأطفال في القراءة أنصح أولياء الأمور بقراءتها من خلال الشيخ قوقل. في حفظ الله [email protected]