من الواضح ان هناك فجوة كبيرة بين الارادة الاصلاحية والقائمين على المناهج الدراسية، كما انهم - القائمون على المناهج - ما زالوا يعيشون في عبارة الماضي، ضاربين بالمشاريع الاصلاحية التعليمية الكبيرة عرض الحائط متناسين اي مردود لها وفائدة على الوطن والمواطن، متجاهلين اهمية تلك المشاريع، ومنها على سبيل الذكر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والمبالغ الطائلة التي تصرفها الدولة في مقابل اعداد جيل واعد مؤهل علميا وعلى اعلى المستويات من الخبرة والتقنية واللغة كي يكونوا سواعد ووسيلة لاعمار الارض والانسان. ومن المثير والمدهش ان تستمر هذه الفجوة التي تشكل «تناقضا» بين ما يدرسه الطلاب وبين ما يراه على ارض الواقع ويلمسه من القيادة الاصلاحية، ناهيك عن تأليب مستتر داخل تلك المناهج التي يبدو انها تغرد خارج السرب. وبالنظر مثلا لمادة الثقافة الاسلامية لطلاب المستوى الاول الجامعي ستجد العجب العجاب في موضوع التغريب التي تناولته المادة - الثقافة الاسلامية- كون البعثات الطلابية للخارج احدى مجالات التغريب؟! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف لطالب جامعي يطمح لاكمال دراسته العليا خارجيا ان يقرأ مثل هذا وترسخ هذه المفاهيم في اجندته الثقافية، وفي مخططات التغريب تأتي المرأة محورا اساسا، حيث اعتبر القائمون على المنهج خروج المرأة ومشاركتها ودمجها في جميع المجالات من التغريب؟! وحضورها ومشاركتها في الندوات والمؤتمرات تغريبا ايضا؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: هل عمل المرأة كطبيبة او في التمريض او في اي مجال يكفل لها العيش الحلال الشريف يعد من التغريب؟! تقول جدتي: ان لم يتدخل مشرط الاصلاح لبتر هذه السرطانات وكف يدها عن ما يخالف الفطرة والسياسة الاصلاحية للدولة، فقل ان الغلو والتشدد سيبقى سيد الموقف. في حفظ الله [email protected]