بدا صوتهُ فاتراً وهو يحدثني عن الانتخابات البلدية التي نقفُ اليوم أمام استحقاقها , بادرتهُ متسائلاً لمَ أشعرُ بإحباط لا مسبوق يتداعى إليّ مع حديثك حولَ ما نقفُ امام استحقاقه اليوم بادرني بإجابةٍ سريعة إن لم تستشعر الأثر لن تستمرّ على ذات الطريق.هكذا ختمَ صديقي حديثه لي وأنا أسألهُ من هنا من أحضان الغربة حولَ أخبار الوطن , نقتربُ اليوم من سبعِ سنوات كاملة على آخر انتخابات وقفنا على آثارها ونحنُ اليوم ندشنُ عهد الانتخابات الجديد. بدا صوتهُ فاتراً لأنهُ توقعَ بعد مضيّ كل تلكَ "السبع سنوات" أن الانتخابات النصفية لا يجوز لها أن تبقى نصفية أمام مواجهة قرار الناخب البلدي الذي يستحقّ أن ينتخبَ أعضاء مجلسه البلدي بكل مقاعده لا أن يتسلَّمَ حقهُ منقوصاً حتى في شؤونه البلدية. بدا صوتهُ كذلك لأنهُ سيخرجُ مصوتاً صبيحة الخميس القادم في حينِ أن شريكةَ حياته التي تأملُ دوماً في تحسين أحوالِ الشؤون البلدية لمدينتهما اختارت لها وزارة الشؤون البلدية والقروية بحجة "عدم الجاهزية" أن تبقى في البيت بعيدةً عن المشاركة في اتخاذ القرار النصفي. بدا صوتهُ فاتراً لأنهُ كانَ يأمل أن سبع سنوات كاملة ستكونُ كفيلةً بإعطائه حقَّ المشاركة أكثر في الشؤون البلدية وفي غيرها , لكنهُ يجدُ نفسهُ اليوم على صعيد إبداء الرأي والمشاركة الحقيقية للمواطن في شؤون حياته متخلفاً ربما عما كان عليه قبلَ سبع سنوات.ربما بدا صوتهُ كذلك أيضاً لأنهُ باتَ يرى أن الموسمَ الانتخابي يزدحمُ ب "لوبيات المصالح" التي تجتمعُ في كل منطقةٍ ودائرة للبصمِ على "قوائمها الذهبية" التي يُمحصونها جيداً لاختيار فرسانهم الذين ينشرونَ قوائمهم ويسوقونها مقابلَ دعمهم في تحقيق أهدافهم وفي التهام "الكعكة النصفية". بعدَ كلِّ ذلك وجدتني أنظرُ لنصف الكأس الممتلئ مجدداً وأنا أقول أيا صاحبي أنتَ اليوم في مواجهة الاستحقاق إن قررتَ التصويت صبيحةَ الخميس القادم اخرج متجرداً من "بشوت المصالح" مؤمناً ب "حقك في المشاركة " وإن كانت تبدو اليوم "نصفية" متأملاً بغدٍ أجمل نتحصلُ فيه جميعاً على كامل "حقوقنا كمواطنين " وقبلَ أن تخرج ألقِ التحية على زوجتك وقل لها في المرةِ القادمة نأمل أن نخرج معاً لممارسةِ حقنا جميعاً. [email protected] Twitter.com/azizalhubail