عندما يتفق أقصى اليمين السعودي معَ أقصى يساره في مفارقةٍ تحدثُ للمفارقة دوماً في الواقع السعودي فتش عن السبب واقرأ ما بين السطور. حدثَ ذلك في تعليق د. عبدالرحمن العشماوي شاعر اليمين السعودي المحافظ ود.علي الموسى الكاتب الليبرالي السعودي على فوز الناشطة اليمنية توكل كرمان ب "جائزة نوبل للسلام", وكما يحدث عادةً قرأ كل منهما فوزها بالجائزة على طريقته الخاصة ومن زاوية رؤيته الفكرية. الموسى اعتبرَ ذلك خطأً غير مقصود ربما من اللجنة "العتيدة" التي ربما اتصلت على الناشطة اليمنية خطأً, في حين اعتبر العشماوي أن "نوبل اليهودية" لا تُشرف الثورة اليمنية الصامدة. يُسجَّل ل د. علي الموسى اعتذاره عن رؤيته الأولى في مقاله "مرة ثانية عن نوبل وتوكل", لأنه حسبما قال تسرعَ في اعتماده على مقابلةٍ مع الناشطة اليمنية في التلفزيون الفرنسي تبين له فيما بعد أنها لم تكن مقابلةً ل توكل كرمان! الإشكال في قراءة "النخبة السعودية" المتضادة أيدلوجياً المتفقة على الأرض أنها لا تخضع للمعايير الموضوعية في إبداء حكمها وكتابة تعليقاتها, هي تخضع ل القراءةِ التي تناسبُ الواقع الذي يرسمه هذا المثقف السعودي, الواقع الذي يُراعي مصالحه ومصالح حلفائه, الواقع الذي ينشدُ تعميمه على كل ما حوله باعتباره صاحب الرأي المقدس في كل ما يجري حوله. في حين يتجاهل سعادة هذا المثقف أن يُجريَ بحثاً دقيقاً في شخصية الفائز في كيفية استحقاقه وفي قراءة موضوعية جدارته لهذه الجائزة, هوَ يُطلقُ حكمهُ ويعممه لأنَّ الاختيار لم يخضع لمصالح لعبته الضيقة. حسناً أخيراً فقط .. أذكرُ سعادته أن هكذا اختيارات تدعمُ مسار الشخصية العربية الحرة الشخصية التي تُولدُ من رحم المجتمع المدني وتحيا مخلصةً في سبيل تحقيق العدالةِ لوطنها وتعميم الحرية على أرجائه ولذا كانَ أن اختارت نوبل للسلام توكل كرمان وتركت سعادة المثقفين يندبون رداءةَ الاختيار. [email protected] Twitter.com/azizalhubail