في الاسبوع الماضي كنت في مجلس كريم احضره كلما تواجدت في جدة وجاءت سيرة الانسان العظيم السيرة العطرة للامير الانسان "ماجد بن عبدالعزيز" الانسان الذي حباه الله طيبة وخلقاً انسانياً نبيلاً. كان الامير ماجد رحمه الله يشعر كل من يجالسه او يراجعه بالتواضع والقرب من الناس يألف الناس ويألفونه. كنت أنا وزميلي وصديقي الشيخ معتق بن عاتق الرفاعي رحمه الله نزوره مساء كل يوم. ونرى ونشاهد عن قرب اهتمامه بقضايا الناس والعناية بقضاء حوائجهم حتى وهو في فترة راحته. واذكر انه كلف الزميل الرفاعي بقضايا كثيرة من مجلسه وعمده بإنهائها. كان صاحب سمو ورقي في تعامله لا تفارق محياه السماحة والوجه البشوش كلما تذكرته وتذكرت كلماته عند حضوري اليه "اهلا بجهينة" وعند جهينة الخبر اليقين كانت هذه الكلمات وهذه الروح وهذه الابتسامة تزيدني عزاً ورفعة. اتذكر في كل مناسبة كان كل ما فيه نبيلاً في تعامله ولقاءاته ومشاركته للآخرين في افراحهم واحزانهم لديه يرحمه الله قدرة على التعامل مع الآخرين برؤية وصبر وحكمة وحلم وحرص على قضاء حوائجهم حتى انه يذلل الكثير من العقبات البيروقراطية لخدمة قضايا الناس.. وكلما جاءت ذكراه في مجلس ذكره الجميع بالقلب الذي يتسع للجميع. وفيه متسع للعناية بأحوال الناس كان يحمل ثقافة واسعة في شتى مناحي الحياة يتحدث الى الآخرين بما يناسب ثقافتهم وتفكيرهم وفكرهم. وكان دقيقاً في متابعة ما يعرض عليه من معاملات حريصاً على الدقة في العمل كان يوقر العلماء الافاضل ويجلسهم بجانبه ومما اذكر حضر الى مجلس سموه بجدة الشيخ فراج العقلاء رئيس عام الهيئات بمنطقة مكةالمكرمة رحمهم الله جميعا واستقبله بحرارة وكان له تقدير في نفس سموه رحمه الله. واننا عندما نتذكره اليوم فإننا نسأل الله عز وجل ان يتغمده برحمته ورضوانه. ونكرر الدعاء لوالدته بالرحمة والمغفرة.فقد كان يرحمه الله باراً بها. ورحم الله والده مؤسس هذا الكيان الكبير الذي خلف بنين وبنات ممن نعتز بهم ساروا على نفس المنهج. رحم الله ماجد بن عبدالعزيز ومن سبقه ومن خلفه ممن تولوا مسؤولية امارة هذه المنطقة العزيزة. ونحن ندعو له وهو في مثواه في مقبرة العدل بمكةالمكرمة حيث واريناه الثرى، ووقف الجميع حزيناً متألماً على فراقه. ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره.فاللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك. وحبك وتقديرك وذكراك العطرة في القلوب ومجلسك المفتوح يتواجد فيه ابناؤك البررة الكرام مشعل وعبدالعزيز واسرتك الكريمة.. وحقاً ما قيل: العظماء يخلدون في الذاكرة كل السنوات التي تمر على رحيلهم للدار الآخرة هي اعمار لذكراهم. وقفة: الانسان الذي تحبه حباً حقيقياً لا زيف فيه ولا خداع ولا مصلحة ولا حاجة تبقى محبته في نفسك ما دمت حياً.