إننا نتذكر الأمير الصديق الإنسان ماجد بن عبدالعزيز، ونذكر فيه الإنسان الذي أكرمه الله بخلق طيب، وإنسانية عالية، وقد كان كل ما في الأمير ماجد يشعرنا بأبعاد تلك الرحمة والتواضع، فقد كان رجلاً يألف الناس ويألفه الناس، فقد كنا نمضي أوقاتًا طويلة معه في المساء ونلاحظ اهتمامه بقضايا الناس وعنايته بمتابعة حاجاتهم. كان صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز يتمتع بتلك الابتسامة التي لا تفارق محياه، وكلما تذكرته -رحمه الله- أتذكر مروءته وعنايته بقضايا كل مواطن يصل إليه من الرجال والنساء. كان كل ما فيه حسنًا، خلقه حسن، وكلامه حسن، وتعامله حسن، وكان يجبر خواطر الناس، ويسعى لتذليل النظام لخدمة قضايا المجتمع، وسبحان الله الذي متعه بقدره عالية على التعامل مع الناس بأدب وصبر وحرص على جبران خواطرهم. وكلّما سألت عنه يومًا فقلت الأمير ماجد فسيقولون إن له قلبًا يتسع للجميع، وفيه مساحات تعنى بأحوال الناس وقضاياهم، وكان ممّن يزورون الناس في منازلهم، ويحسن الحديث معهم. كان رجلاً حاضر البديهة يتحدث إلى الناس بصورة تتفق مع تفكيرهم وفكرهم، وكان ممّا يعجبني فيه أنا والزملاء الذين كنا نلقاه أنه كان يحرص على رفع الظلم، ولا يتسامح مع أي موظف صغير أو كبير، في أي مجال من مجالات خدمة الناس إذا ثبت أنه تعدّى على حقوق الآخرين، أو استغل منصبه، حتى ولو كان كبيرًا، وكان يرفض الاعتداء على الحرمات، وعندما نتذكره اليوم فإننا نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته وندعو له ولوالدته بالرحمة والمغفرة، فقد كان بارًا بها ورحم الله والده مؤسس هذا الكيان الذي من فضل الله عليه أن خلّف بنين وبنات ممّن نعتز بهم وواصلوا مسيرة والدهم في مناطق حساسة بالنسبة لهذا الوطن العزيز. رحم الله ماجد بن عبدالعزيز، ومن سبقه، ومن خلفه ممّن تولّوا مسؤولية الإمارة في هذه المنطقة العزيزة، ونحن ندعو له وهو في مثواه في مقبرة العدل بمكة المكرمة حيث واريناه الثرى، ووقفنا نتألم على فراقه، ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره، فاللهم ارحمه، واخلفه خيرًا في أهله وولده، ونوّر له في قبره، وأجزه عنا خير الجزاء.