الإرهاب.. الإرهاب.. الإرهاب، كلمة مخيفة مفزعة أثكلت نساء ويتمت أطفالا وهدمت منشآت وضربت اقتصادًا وأخرت شعوبًا كلمة تتردد دائما فماذا يقصد بها؟ ذلك هو محور مقال اليوم ونحن نتحدث عن خطاب الشكر والتقدير الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين لسماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ولأعضاء الهيئة. إن الإرهاب مصطلح هلامي مطاطي يختلف تفسيره باختلاف مُفسره مما حدا بأعداء الأمة أن يوظفوه لمصلحتهم وبما يتماشى مع أهدافهم فجعلوه ورقة ضغط ومساومة يستخدمونها كلما احتاجوا إلى ذلك، نجح هؤلاء الأعداء بعدتهم وعتادهم وتخطيطهم أن يجعلوا من القصص المفبركة حقائق ثابتة غير قابلة للجدل، فتبدلت المفاهيم وقُلبت الصورة،فالإسلام دين الوسطية والسلام والمحبة والتسامح أصبح والإرهاب في نظر هؤلاء وجهان لعملة واحدة، و أينما كان الإرهاب فتش عن الإسلام، وكل إرهابي مسلم، إلى درجة بلغ فيها الربط بين بعض الدول العربية والإسلامية كالسعودية وغيرها بالإرهاب، وأصبح تصوير الإرهابي هو ذلك المسلم المتدين الملتحي ذو اللباس العربي (ثوب وعُمامة). إن الادعاء الزائف لأعداء الأمة قد سقط، فالإرهاب ليس صناعة إسلامية أو عربية والغرب هم رواده ومبتكريه قديما وحديثا، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا لغة له،صحيح أن أساليبه ونتائجه قد تكون متشابهة دائما إلا أن أهدافه وبواعثه مختلفة تماما، لكل ذلك كان لابد لنا من تفسير واضح ومحدد لا لبس فيه أو غموض لمفهوم كلمة الإرهاب, فكم من الجرائم ترتكب بإسم الدين وتصنف أعمالا إرهابية والدين منها بريء، وكم من الأبرياء يزج بهم في سجون العالم بدعوى الإرهاب،إن كثيرا من أبنائنا ممن تورطوا في عمليات إرهابية هم ضحية لفتاوى المضللين ومفاهيم خطأ على يد من يرتدون عباءة الدين وينطقون بإسمه والدين منهم براء، وهذا جعل بعض الشباب ذوي التعليم المحدود والظروف الخاصة يعتقدون بأن هذا هو نموذج لعالم الدين أو الشيخ وأنهم على حق أو على الأقل ثمة مباركة لهم. إن ما يتسم به خادم الحرمين الشريفين من النظرة الثاقبة والبصيرة النافذة والرؤى البعيدة والحكمة في اتخاذ القرار جعله يستشرف آفاق المستقبل بأن الحل هو بالقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، كما إن من أهم ما جاء في قرار الهيئة هو تحديد دقيق لمفهوم الإرهاب وتجريم فاعله ومُموله فوصفته بأنهُ جريمة تستهدف الإِفساد وزعزعة الأمن و الجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعا وأن تمويل الإرهاب إعانة عليه وسبب في بقائه وانتشاره. فاكس 6602228 02