العيد .. دائماً مساحة للفرح .. انه يجدل لنا ابتسامة شهية نواجه بها الصباحات الحافلة بالابتهاج .. ويظل العيد دائماً الفرصة الأغلى من اجل أن نتذكر هتاف القلب .. وحنين الصدر .. ولوعة الاكف .. وفي هذه الحلقة نستضيف العيد في هذا الحوار : ٭ سألناه : من أنت؟ ! ٭ ٭ قال : أنا هذا الفرح الكبير .. وهذا الموال المزروع على جباه الناس اطلالة حافلة بالابتسام .. ٭ سألناه : كيف تجيء أيها العيد .. كيف تأتي .. كيف تدخل؟ ! ٭ ٭ قال : أجيء .. في لحظة لا يدري احد متى .. ولا كيف .. أنا مثل كل الأشياء المدهشة والجميلة .. أجيء دون ميعاد .. ٭ سألناه : وماذا تحمل؟ ! ٭ ٭ قال : ايضاً لا ادري .. فأنا اختلف باختلاف الناس .. اهتماماً .. وظروفاً .. ومناخاً فأنا الذي ازرع المزيد من الفرح في القلب المبتهج ولكني انا نفسي ايضا الذي ازيد في عذابات القلب المكلوم .. ٭ سألناه : ولكنهم يقولون بأنك الرمز للفرح والحبور؟ ! ٭ ٭ قال : هذا صحيح .. وعليك ان تعرف بان الانسان المكلوم يزداد الماً .. وتعاسة .. وكمداً وسط مهرجانات الفرح .. ويبقى وحيداً .. يشعر بفداحة اللحظة وهي تدميه .. وتبقيه بعيداً عن الناس اولئك الذين يفرحون ويضيئون قناديل السعادة والابتهاج ..ً ٭ سألناه : وكيف تشعر أنت مع هؤلاء .. وهؤلاء؟ ! ٭ ٭ قال : انا ايضا اتألم من الم المكلومين والمحرومين .. واسعد مع سعادة الفرحين .. والمبتهجين .. وفي كل الحالات كنت اتمنى ولم ازل ان اكون القادر على اسعاد كل الناس .. وان ازرع ابتسامة وامسح دمعة . ٭ سألناه : وكيف توائم ايها العيد بين الذين يفرحون .. وبين الذين يتألمون؟ ! ٭ ٭ قال : هذه هي الحياة .. في كل آن .. وفي كل مناسبة هناك من يفرح .. وهناك من يحزن .. لأن الفرح والحزن وجهان في حياة الانسان .. وقد تتبدل المواقع .. فيحزن من يفرح .. ويفرح من يحزن .. ولكن علينا ان نتفاءل فالشاعر يقول : رأيت الحياة دولاب يدور فلا حزن يدوم ولا سرور ٭ سألناه : وهل تحب الشعر أيها العيد؟ ! ٭ ٭ قال : اذا قلتم بأن العيد هو رمز للفرح فلا بد أن اتوحد مع كل شيء جميل .. الشعر .. والهمس .. والأحلام .. ٭ سألناه : ولكنك تأتي ثم تذهب سريعاً؟ ! ٭ ٭ قال : هي كذلك لحظات الفرح في كل آن وزمان .. تأتي وتذهب سريعة مثل الحلم .. مثل الغشقة .. مثل التماعة البرق .. ٭ سألناه : وما هي الأسباب أيها العيد؟ ! ٭ ٭ قال : حتى تحتفظ الأشياء الجميلة بجمالها .. وحتى تبقى المشاعر السعيدة .. سعيدة .. ٭ سألناه : وماذا تحب أيها العيد؟ ! ٭ ٭ قال : هذا الالتفاف بين الناس حين تجد الانسان السعيد يمد يده ليمسح الدمعة من على الخد المكلوم .. هذا الالتفاف هو المعنى الحقيقي الذي احرص عليه .. واتواصل من اجله . ٭ سألناه : وماذا يقلقك؟ ! ٭ ٭ قال : ان يتجاوز بعض الناس حدودهم باسم الفرحة بالعيد !! ٭ سألناه : وماذا تتوقع للقادم من الأيام؟ ! ٭ ٭ قال : انا بطبعي احب التفاؤل ولهذا فإن القادم أحلى .. وأشهى .. ٭ سألناه : وماذا تريد ان تقول في الختام ايها العيد؟ ! ٭ ٭ قال : كل عام وابتسامتكم بخير كلام متعوب عليه في العيد .. تعود الناس ان يزوروا احبابهم واقرباءهم .. واصدقاءهم .. وتعودت انا ان اسارع بزيارة قلبي حتى القاكِ العيد الذي يملأ اضلعي عيداً .. اراكِ في كل الأشياء المبهجة .. في ابتسامات الأطفال .. والتماعة الأشواق .. وفي التمنيات الطيبات وهي تزدهر على شفاه الناس . وألقاكِ في كل المواويل السعيدة .. في هالة القمر .. ودفء الشمس .. وفيء الحنان . أشياء كثيرة تأخذ التفاتة الناس في العيد .. الا انا ظللتِ انتِ بوصلتي التي تدلني على هواكِ .. فلا أرى شيئاً سواه !! في العيد .. تزورني التفاتتكِ الأحلى وتتملكني لحظة الذكرى .. وتملؤني عيناكِ من الوريد الى الوريد .. ويهمي صوتكِ على سمعي وروداً .. ونرجساً .. وقرنفلاً .. انتِ عيدي الكبير الذي يصنع لي ارجوحة من النغم .. واهزوجة من الزهور .. وصارية من الهتاف .. هذا العيد .. يشعرني بجسامة المسافات يصبح البعاد دمعة لا تجف .. وجرحاً كبيراً لا يكف عن النزف . ويمضي العيد .. اجفف عرق الحنين بمنديل الصبر .. واظل اسمعك وانت تنهضين في داخلي عيداً متواصلاً لا ينتهي . عيد بحجم العمر .. وبكل العمر .. يا أغلى العمر .. كل عام وانتِ عيدي الأحلى .. والأغلى .. والأبهى !! هتاف كلما تواصل هتاف الحنين .. ارتفعت صارية الحلم .. وهتفت لحظات الشجن .. في الصميم ليت كل الأشياء التي نفكر فيها .. تفكر فينا لتكون أقرب !! غشقة أجمل ما في اللحظة أنها تعطيك ما يسعدك العمر كله . مشوار كلما تواصل الليل .. ابحرت في ذكريات الأمس .. وطفرت من عيني دمعة .. وبكى القلب يشكو البعاد . السطر الأخير قال الشاعر : يذكرني شعاع العصر عيونك تدخل ضلوعي في غفلة من عيون الناس وتأخذ قلبي من قلبي وتأخذ روحي من روحي وتلمس اجمل اجروحي ولو صدفة انتبه واحد من الجلاس احس بنظرة عيونك تطيح من حافة ضلوعي على السجاد .. والكرسي وتركض .. والنهار يمسي وتغيب الشمس كالعادة