سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس المصري محمد مرسي خلال استقباله امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بقصر الرئاسة بالقاهرة يوم السبت .. قطر تودع ملياري دولار لدى البنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد
أزد - القاهرة - ابراهيم بسيونى- قال بيان من رئاسة الجمهورية في مصر ان قطر ستودع ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي المصري في مسعى لدعم اقتصاد مصر المنهك بعد عام ونصف من الاضطرابات السياسية. وبدأ احتياطي مصر من النقد الاجنبي في الهبوط بشكل حاد العام الماضي بعد ان ادت الانتفاضة الشعبية إلى تراجع الاقتصاد ودفعت البنك المركزي إلى البدء في بيع الدولارات لدعم الجنيه المصري. ويواجه الاقتصاد المصري ازمة وشيكة في ميزان المدفوعات وارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي ويقول خبراء ان هناك حاجة ماسة لمساعدات مالية لتفادي انخفاض لقيمة العملة. وقال بيان رئاسة الجمهورية "قررت دولة قطر إيداع ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي المصري." وزار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القاهرة يوم السبت واجرى محادثات مع الرئيس المصري المنتخب حديثا محمد مرسي. وهذه اول زيارة لزعيم خليجي منذ تولي مرسي لمنصبه في 30 يونيو حزيران. وسيكون على حكومة مرسي الجديدة ان تقرر هل ستنفذ خطة تقشف جديدة وموجعة للمساعدة في ضبط مالية الحكومة وتأمين مساعدات مالية اجنبية. وأدى الاضطراب السياسي إلى تراجع السياحة والاستثمارات الاجنبية ودفع موظفي الحكومة لتنظيم احتجاجات للمطالبة بزيادة رواتبهم. ومن المقرر ان تصل بعثة من صندوق النقد الدولي إلى القاهرة هذا الشهر لاستئناف المحادثات مع الحكومة بشأن قرض بقيمة 3.2 مليار دولار. وادى التوتر السياسي إلى تأجيل حصول القاهرة على الاموال حيث طالب صندوق النقد بدعم سياسي واسع للقرض. وتتوقع الحكومة المصرية ان تصل نسبة النمو من 3.5 إلى 4 بالمئة في العام المالي 2012-2013. بعد مطبات اصطناعية وُضعت على طريق العلاقات المصرية القطرية بطول ست سنوات، أتت زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التى لم تستغرق أكثر من ست ساعات لتزيل كافة العقبات وتعيد المياه بين البلدين الشقيقين إلى مجاريها. شهدت العلاقات المصرية القطرية حالة من الفتور والتوتر فى العلاقات منذ الحرب الإسرائيلية على بيروت عام 2006 وظلت فى تصاعدها مرورا بحرب غزة 2008 ثم القمة العربية التى أصر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان على عقدها فى يناير 2009 أثناء حرب إسرائيل على قطاع غزة رغم رفض مصر والسعودية وعدم اكتمال النصاب القانونى لعقدها فى الجامعة العربية. الخلافات بين القاهرةوالدوحة وصلت إلى حد التراشق الإعلامى وتبادل الاتهامات حول دور كل منهما فى المنطقة وتبنت شبكة الجزيرة القطرية قيادة الحملة ضد مصر مما أدى إلى تأزم العلاقات أكثر وأكثر. وبدأت العلاقات المصرية القطرية تعود جزئيًا بعدما قام الرئيس السابق حسنى مبارك في 22 نوفمبر 2010 بجولة خليجية زار خلالها قطر ومملكة البحرين، تلاها زيارة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، لقطر في إبريل 2011 والتي وصفت بالتاريخية وبمثابة تدشين صفحة جديدة بين الدوحةوالقاهرة بعد ثورة يناير المجيدة. وقام بعدها أمير قطر بزيارة لمصر في مايو 2011 وعقد مباحثات مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف أكد فيها دعم قطر للشعب المصري في مرحلته المهمة. إلا أن العلاقات بين مصر وقطر لم تبلغ أوج قوتها إلا بعد فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة مصر بعد أنباء عن دعم الدولة الخليجية الصغيرة لمرشح الإخوان بكل ثقلها. ومن أبرز مظاهر التقارب الإخواني القطري الزيارة الأخيرة التى قام خيرت الشاطر "نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين" لقطر قبل أسبوع، والتى التقى خلالها عددًا من المسئولين القطريين والمستثمرين وبحث آخر سبل مساعدة مصر خلال الفترة المقبلة. واشارت مصادر إخوانية إلى أن أهم الملفات التى بحثها الشاطر في الدوحة هي تحريك ملف المساعدات القطرية لمصر، وتقريب وجهات النظر لبناء تطلعات قطرية لبدء دفع المستثمرين القطريين لمصر. وعقب عودة الشاطر من قطر تواردت أنباء عن زيارة قطرية لمصر، تضم وفدا يقوده أمير قطر، وصحت تلك الأنباء بعدها بساعات عندما أعلنت قطر عن أن أميرها سيقود وفدًا يضم حمد بن جاسم آل ثانى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ويوسف كمال وزير الاقتصاد والمالية والشيخ حمد بن ثامر آل ثانى رئيس المؤسسة القطرية للإعلام ود. خالد بن محمد آل عطية وزير الدولة للشئون الخارجية والشيخ عبد الله بن حمد آل ثانى رئيس الديوان الأميرى وسيف بن مقدم البوعينينى سفير قطر بالقاهرة، فى زيارة هى الأولى لمصر بعد تولى أول رئيس لها عقب ثورة يناير. وبالفعل حضر أمير قطر والوفد المرافق له عصر اليوم السبت إلى القاهرة في زيارة استمرت ست ساعات عقدت خلالها القمة المصرية القطرية مع الرئيس الدكتور محمد مرسى بقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة وانتهت بمأدبة إفطار تكريما لأمير قطر. وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة دعم الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة وجذب وزيادة الاستثمارات العربية بشكل عام والقطرية بشكل خاص، إلى جانب بحث زيادة عدد العمالة المصرية فى قطر خلال الفترة المقبلة. بالاضافة الي بحث مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف فى المحافل الدولية. وفى نهاية المباحثات، قرر أمير قطر إيداع 2 مليار دولار كوديعة لدى البنك المركزى المصرى دعما للنظام المصرفي المصري خلال مباحثاته مع الرئيس مرسي، واتفق الجانبان على أن يقوم وفد من المختصين بدولة قطر بزيارة جمهورية مصر العربية فى شهر سبتمبر القادم لدراسة فرص الاستثمار.