وقفةُ صمتٍ نقفها دائماً عندما يبدأُ موسم الاختبارات.. موسمٌ بات يمثلُ هاجساً مخيفاً لكل طالبٍ وطالبة وقلقاً مؤثراً لبيئته الأُسريه .. فما يحينُ وقتها إلا وقد بدأ جرسُ الإستنفارِ يقرعُ بصوته في كل بيتٍ مستقبلاً لأيامِ الحصادِ وقد تمتدُ إلى أسابيعٍ يعيشُ فيها الطالب شيئاً من المعاناة مع ترقبٌ أُسري لنتائجَ هذا الحصاد. فمهما حاولنا فلن نستطيع أن نُقلل من رهبتها وأهميتها ولكن إلى متى ستبقى تلك النظرةُ السلبية للاختبارات؟!.. إلى متى وكأن أيامُها تسيرُ في نفقٍ مظلم لا نور في نهايته ونحنُ في عصرٍ تطورت فيه أساليبُ وطرق التعلم بكل حداثةٍ مما يجعلُ من الطالب في حراكٍ وتعايشٍ تعليمي طوا ل العام.. فلابد من وقفةٍ جادة وجهودٍ متكاتفة وشراكةٍ مُجتمعية أساسها المُعلمُ والمعلمة وأولياءُ الأمور في تغيير تلك النظرة عن الأختبارات والعملُ في إزاحةِ الكثيرِ عن كاهلِ الطلابِ وأُسرهم وماتمثله الاختبارات لهم من شحنٍ نفسي وإرهاقٍ فكري .. لابد أن نغرسَ فِكراً إيجابياً جديداً في نفس الطالب عن الاختبارات بأن تلكَ الاختبارات ماهي إلا استراحةُ مُحارب وفرصة من تقييم أدائكَ وعطائِكَ الدراسي ومعرفة ماستحصِلُ عليه في فترتك الدراسية ..وليست بواديٍ تتفاجأُ منه لايمكنك تجاوزه إلا أن تكون جعبتك قد مُلئت بالمعلومات لكي نُساعده بِاجتيازِ هذهِ المرحلة براحةٍ وتفوقٍ ونجاح.. فالطالبُ يحتاجُ لدعمٍ إيجابي في فترة الاختبارات وتبقى أُسرته هي الداعمُ والمشجعُ الأول له فلابد من الحثِّ والتوجيه ِوالإرشادْ وشحنُ الهممِ لجميع الطلاب والطالبات واشعارهم بأن النجاحَ هو التحدي ولايتم الحصول عليه إلا بالمثابرة والاجتهاد .. أعينوا أبنائكم في تلك الفترة بالأخذِ بالأسبابِ التي قد تُعينهم على التوفيقِ والنجاح وذلِكَ .. بالسعي إلى رضا الله عزوجل والتوكل عليه ومن ثم رضا الوالدين وسعادتهم فدُعائهم بوابةً إلى النجاح. لابد أن يتهيأ الطالب مسبقاً لتلك الفترة بأن يعمل له برنامجاً دراسياً للمذاكرة قبل أيام الحصاد الأخيره ليسهل عليه مراجعتها واستيعاب موضوعاتها والوصول الى نتائج مرضية تحقق ماقدم من جدٍ ومثابره. لابد من أن نُحقِقَ الثقة في نفوس أبنائنا الطلاب ليقدموا تلك الاختبارات براحة نفسٍ وطمأنينة .. وأن نزرعْ في ذاتهم كيف يجعلوا لهم أهدافاً مستقبلية ولتحقيقها يحتاجُ إلى السعي والاجتهاد ..للوصول لذلك الهدف .. فالأيام المقبلة أيها الأباء والأمهات أيامُ حصادٍ لطلابنا واقتطافِ زهورِ جهودهم لاتجعلوها أياماً تستنزف من طاقاتهم بكل سلبية .. قدموا الدعم النفسي والإرشادي والتوجيهي وهيؤا لهم أجواءاً إيجابية للمذاكرة ليحققوا مبتغاهم العلمي والوصول الى الهدف . اللهم وفق طلابنا وطالباتنا إلى النجاح والتوفيق والسعي في تحقيق المبتغى بإذن الله ...