للاختبارات رهبتها وطقوسها فحين يأتي وقتها تستنفر المدارس والمنازل وتسخر الطاقات لاستقبال أيام الحصاد التي تمتد إلى أسابيع فيها شيء من المعاناة للطالب والترقب من الأسر والعمل الدائم من المدارس.. أيام الاختبارات لها رهبتها وأهميتها مهما حاولنا أن نقلل من ذلك ولكن يبقى السؤال من المسؤول عما يمر به الطالب من شحن نفسي وارهاق فكري. ومن الذي قال أن الاختبارات هي واد من المفاجآت لا يمكن أن يتجاوزه إلا من كانت جعبته مليئة بالمعلومات؟. ولماذا لا نقول للطالب بكل بساطة ان الاختبارات استراحة المحارب وفرصة للطالب لتقييم أدائه وعطائه الدراسي ومعرفة مقدار ما تحصل عليه في فترة الدراسة. حتى ينظر الطالب والطالبة بنظرة إيجابية تساعده لكي يجتاز هذه المرحلة براحة تؤدي إلى نجاحه وتفوقه ومن خلال ندوتنا لهذا الأسبوع التي جاءت بعنوان (الاختبارات والقلق النفسي) استقطبنا العديد من المهتمين بهذا الموضوع من مختلف الأطياف والتخصصات لنستطلع كيف نجعل الاختبارات كما أسلفنا محببة للطالب والطالبة ونكسر كرة الثلج التي تكبر عاماً بعد عام بأن الاختبارات وصلت فنغلق النوافذ ونقطع الزيارات وتبدأ المنازل في أخذ نظام صارم قد يكون سلبيا على الطالب . فماذا يقول التربويون والأكاديميون فإلى الندوة.... ماهية الاختبارات في البداية تحدث الدكتور عمر عبد الله السويلم قائلا: ان مسمى الاختبار يؤثر تأثيراً مباشراً في أدائها لذا يجب أن نصحح مفهوم الاختبارات ولذلك فإننا نطلق شعار (لا للامتحانات ونعم للاختبارات) وذلك للتمييز لأن كلمة امتحان تعني أكثر مما تحمله كلمة اختبار واعتقد أن تصحيح مفهوم المسمى من أهم النقاط التي يمكن أن نبدأ بها باعتبار أن الاختبار هو فرصة للطالب لتقييم أدائه وعطائه خلال الفصل الدراسي ومعرفته لمقدار ما حصله في هذه الفترة من دراسته . وهو بذلك يمثل الفيصل بين من كد وجد وبين من تقاعس وتكاسل خلال تلك الفترة . قضية المجتمع وأضاف الدكتور سعد علي عيبان مدير مركز التوجيه والإرشاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن إن قضية الاختبارات والاستعدادات لها لا تتوقف على الطالب بمفرده وإنما على كل مجتمع الطالب بدءا من الأسرة ومروراً بالمدرسة وانتهاء بالبيئة التعليمية . ولعل الدكتور عمر ذكر النقاط السلبية التي يتأثر بها الطالب وأنني بدوري أؤكد على ذلك حيث يجب على الطالب ان ينظر للاختبارات نظرة ايجابية اتجاه نفسه ثم باتجاهها نفسها بحيث ينظر إلى أن هذه الاختبارات ما هي إلا تجربة لتحصيله وبالتالي ينظر إليها بتفاؤل وأمل بأنه سيؤدي دوراً جيداً فيها . وإذا كان ثمة نصيحة للطالب فإنها تبدأ بأن على الطالب أولا أن يتوكل على الله حق توكله ومن ثم يأخذ بالأسباب أي أن لا يتوكل دون أن يستذكر دروسه ويؤدي واجباته كاملة . والأمر الآخر هو الاستعداد لكل مادة ومراعاة كل شيء بترتيب معين وعلى هذه الأسباب يتم التفاعل مع الطالب من قبل البيئة التي تحيطه. سياسة التثقيف وأوضح عبد العزيز المطوع من الإدارة العامة للتعليم قسم التوجيه والإرشاد أن هنالك قلقا للامتحانات وهو استجابة إلى عدة مثيرات أولها سياسة التثقيف والترتيب، وقال أعتقد أنه ليست هنالك نظرة أو مفهوم مستقبلي مدرك للترتيب والتنظيم وعن (ماذا أكون غداً) وهذه هي المهمة وأنني أرى المواد تتراكم الشيء الذي يثير القلق وأعتقد أن هذا شيء طبيعي للغاية، وغير الطبيعي أن يكون الطالب غير قلق وأعتقد أن في هذه الحالة بحكم أنني متخصص في الارشاد النفسي أن الطالب يجب أن يخضع لجلسات إرشادية أو دراسة حالة هذا الشخص . وأود أن أشير هنا إلى أن القلق نفسه ينقسم إلى نوعين الأول داعم ومحفز للنجاح والآخر محبط ومثبط ومؤد لتهلكة حقيقية باعتبار أن هذا الشخص لا يتفاعل مع الاختبارات وظروفها. ووجهة نظري أن تتضافر الجهود في أجهزة الأعلام ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي وأئمة المساجد في منظومة واحدة تعمل لدفع الطالب بدلاً من ترك الحبل على الغارب . ومن ثم إذا جاءت الاختبارات بدأ القلق والتوتر واذكر أنه كانت لدي حالة طالب في الثالث الثانوي يمتحن ويرسب لثلاث مرات حيث تظهر له أيام الامتحانات حبوب في فمه ثم تراه يكتب ما يجري على لسانه وهواة، فما كان من أهله إلا أن ذهبوا به للأطباء في كل مكان ومن ثم إلى المشعوذين خارج المملكة وأخيراً جاءنا فأخضعناه لأربع جلسات وبعدها استطاع أن يتخطى عقبته وذلك لأن الطالب كانت لديه فكرة أن يحصل على الامتياز أو المركز الأول، وهذه يجب على المربين ألا يسربوا الطموح للطالب باعتبار أن في بعض الحالات يكون الطموح أكبر من القدرات الأمر الذي يجعل الطالب في مأزق حقيقي للوصول إلى تلك المرتبة المرجوة وتسخير إمكانياته الذاتية المتواضعة . القلق ترسبات قديمة من جانبه قال عبد الله بن سالم الشهري مدير مدارس الملاحظة الاجتماعية بالدمام ان الاخوة الذين سبقوني في الحديث أثروا الموضوع ولكن ما أود أن أبرح عليه هو أن قلق الاختبار ما هو إلا ترسبات قديمة لا نستطيع أن تخرج الأسرة والطالب منها ولكن يمكن التخفيف من وطأة القلق العام بإفهام الطالب أن الاختبارات ما هي إلا مقياس لما تحصلت عليه خلال العام الدراسي وتجد الكثيرين يحصلون 70% مما حصلوه أكاديمياً فيما تذهب ال 30% بسبب القلق . تجربة طالب ذكر عوض باوزير طالب هندسة كهربائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأنه سيعود في تجربته إلى حياته الطلابية على مستوى الجامعة، وقال ان الاختبارات التي رفعت بشعار الدكتور عمر السويلم (لا للامتحانات نعم للاختبارات) كان لها أثر طيب على الطلاب، وبالنسبة للطلاب إزالت القلق باعتبار أن ذلك هو المفتاح ومفهومي للاختبار كما قيل هو مقياس للطالب ومقدرته في التحصيل وأنني أسعى للفهم والإدراك ومن ثم يبقى التوفيق من الله . تشريح واقع الاختبارات أشار الدكتور سعد الى أن التطرق لموضوع الامتحانات يعد محمدة بالرغم من أننا على المستوى الجامعي نعمل منذ الأسبوع الدراسي الأول للاختبارات لكي نجعل للطالب أسلوبا وبرنامجا محدداً لحظة دراسته. وذلك باعتبار أن الطالب الجامعي مهمته تقع على عاتقه عكس الطلاب الذين دونه في المراحل الأخرى والتي يتوقف جزء كبير على المعلم . وأعتقد أن الطلاب يحتاجون لحملة توعوية شاملة ليدرك الطالب وجهته المستقبلية وأن يكون هناك دور للتخطيط مع شح الفرص الوظيفية لتبصير الطالب بما هو مقدم عليه في قادم الأيام. واننا نفاجأ في الجامعة أحيانا بأن طلابا يأتون للجامعة ولا يعلمون عن تخصصاتهم شيئا وما يلبس ذلك الطالب سنة أو اثنتين حتى يترك ذلك التخصص أو الجامعة . وتلك ليست مهمة الطالب فقط وإنما مسؤولية جماعية، وقد اقترح من قبل في وزارة التعليم العالي تعريف التخصصات وطبيعتها حتى يدرك ما هو مقبل عليه في دراسته . ولكن الأهم في كل ذلك تساؤل ما هو الدور المناط بالأسرة تجاه الطالب ؟ واعتقد أن هنالك ظاهرة في علم النفس تسمى قلق الامتحانات وقد شرحت من قبل . والقلق يكون في الاختبارات معمماً حتى نحن نكون في حالة قلق كبيرة وربما لا يحس بها الكثيرون ولكن هذا لا ينفي وجوده. وأرى أن دور الأسرة التشجيعي الذي يأتي من خلال العبارات المشجعة يحفز الطالب كثيراً. كما يجب الا ينشغل الطلاب داخل المنزل باشياء أخرى وأعني بذلك أن يهيئ أفراد المنزل للمختبرين أجواء محفزة للقراءة وليس ايجاد موضوعات تشل التفكير أو تعمل على شروده.. فمن غير اللائق أن يعلن داخل البيت مثلاً موضوع سفر موعده عقب الاختبارات بيوم باعتبار أن ذلك يشتت ذهن الطالب كثيراً فتراه لا يركز كثيراً في قراءته. ملاحقة الطلاب وأضاف الدكتور عمر ان الاختبارات لها الأثر الكبير في حياة الطالب. فإذا أحصينا مجموع الاختبارات التي يجلس لها الطالب خلال مشواره الدراسي كاملاً تجده قد خضع لحوالي 1500 اختبار تقريباً ما بين اختبارات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وثلثا هذا العدد يكون في المراحل التي تسبق الجامعة. فإذا كان الطالب يمر بهذا الكم الكبير من الاختبارات فيجب أن نغير منذ البدء نظرته لهذا الاختبار سواء أكان بالمفهوم أو المعنى، وهناك نظرتان ينظرهما الطلاب للاختبارات إحداهما انها عقبة كؤود يصعب أن يتعداها وبالتالي فإنك تجد حالة استنفار قصوى لدى الطالب وأسرته وتكون الأجواء في هذه الحالة مشحونة بعدة مشاعر مختلفة ومتباينة ومتمازجة. بينما هناك من ينظر للاختبار انها درجة للترقي وكأنه سلم للارتقاء ومفتاح للنجاح. لذا فإن تحديد النظرة للاختبار يكون الانفتاح والسرور بعيداً عن الضغوط والشحونات النفسية. أما دور الأسرة فهو تصحيح المفهوم وألا تتعامل الأسرة مع الاختبارات بصورة سلبية بحيث يجعلون الطالب يحلق في تحقيق الدرجات العالية والمقارنة الدائمة بنظرائه المتفوقين. ولعل الأدوات المحفزة للطالب داخل أسرته لا تحصى. الإرتباك الأسري ويواصل الدكتور عمر أنه يجب جدولة وقت الطالب وأن تتعامل الأسرة بشكل عادي أثناء الاختبارات أو قبلها بحيث لا يشعر الطالب بأن أمرا جللا قد غير نظام البيت وبرنامجه المعتاد. وأعتقد أن على الأسرة أن تتبع الجدولة المناسبة للطالب ومن ثم تتعامل معه خلال فترة الاختبارات بشكل عادي من حيث المزاح والضحك وما إلى ذلك. أهمية الجدولة وفي مداخلة للدكتور سعد العيبان قال ان قضية الجدولة هذه مهمة جداً لكن تجب مراعاة خصوصية كل من الأبناء فمنهم من لا يستوعب إلا في الضوضاء أو أصوات التلفزيون ومنهم من يحتاج للهدوء. فيجب أن تحل مراعاة الخصوصية مكان الاستنفار الأسري فمثلاً يمكن أن تأخذ بعد كل 50 أو 45 دقيقة فترة راحة لمدة عشر دقائق ولعلنا في الدول الإسلامية تكون الصلاة لنا راحة كما قال المصطفى ( صلى الله عليه وسلم) في معنى الحديث ( أرحنا بها يا بلال) ويجب أن تكون هناك فترة راحة تمتد أي نصف ساعة تعيش فيها الأسرة جوها العائلي المعتاد، وفي المقابل يجب على الأسرة أن تقلل من الخروج المتكرر من المنزل ويمكن أن ترتب هذه الزيارات في حدود المعقول. وتلك النصائح والإرشادات تكون بالصورة الأكبر على الطلاب ما دون الجامعة باعتبار أن الطالب الجامعي يكون بعيداً عن أسرته كما أنه تنطبق عليه بعض تلك الإرشادات لكنه كما تعلمون راشد وعاقل ويدرك كنه ما هو مقبل عليه في مستقبله فتجد كل مجموعة من الشباب الجامعيين يغيرون برامج زياراتهم وخروجهم خلال فترة الاختبارات. المواهب والقدرات واستطرد عبد الله الشهري إن على الآباء أدراك نفسية الطالب كيف ذلك؟ من المؤكد أن كل طالب له هواياته ومقدراته الشخصية ومن خلال هذه المواهب تأتي التنمية. وأود أن ألمح إلى أن المنع والاباحة هما عملية نسبة وتناسب ويمكن قياس ذلك حسب الأجواء اللحظية التي يعيشها الطالب خلال استذكاره. البيئة التعليمية وحول البيئة التعليمية المثالية والواقعية التي يجب أن تهيأ للطالب قال عبد العزيز المطوع. يجب أولاً كما تعلمون أن الوزارة بدأت بمشروع التقويم المستمر الذي يعد فكرة رائدة ورائعة ولكن للأسف الوزارة لا تقيس غير مهارة التذكر التي نتشارك فيها مع الحيوانات.. غير أن التقويم يقوم على المستويات العليا للتفكير التحذير والتركيب وإعادة الصياغة والتشكيل والاستنباط وما إلى ذلك. ومن مثيرات القلق وجود أسئلة لا ترقى إلى هذا المستوى وإنما على الحفظ فقط فهناك طلاب أذكياء لكنهم لا يحفظون، ولعل هناك الكثير من الطلاب الذين يأتون للجامعة ولا يجتازون اختبارات القدرات بالرغم من أنهم نالوا درجات الامتياز لدخول الجامعة وذلك لأن اختبارات القدرات لم تصمم لاستدعاء المعلومة فقط. والأمر الأخر الاتجاهات السلبية لبعض المديرين والمعلمين تجاه تحفيز الطلاب. وبعض المعلمين يرى أن ليس أي طالب ينال على امتياز منه فهذا أسلوب مثبط ومحفز للقلق. وكذلك للمرشد المدرسي دور فاعل في موضوع التعامل مع القلق. نحن قمنا بتصميم دروس إرشادية تتيح للمرشد الجلوس مع الطلاب بطريقة الإرشاد الجمعي ويكون لديه استبانه قبلية وبعدية لمعرفة الأثر. كما أن هناك بعض الطلاب يكون نسيجهم النفسي به مشاكل وهؤلاء الذين يرسبون في الاختبارات. وعموماً يبقى القلق أحد دواعي الإنجاز فلولا القلق لما تحقق الانجاز. وأعتقد أن الطالب الذي أعد منذ أول يوم في الدراسة إعداداً جيداً تجده يتوق للاختبارات وهو في ذلك عكس الذي أهمل واجباته الدراسية فأعتقد أنه يصاب بالقلق والفوبيا وهذا مجرب. التأثير الإعلامي- دور الإعلام ويضيف الأستاذ عبد الله الشهري ان وسائل الإعلام سلاح ذو حدين بالنسبة للاختبارات فعملية الاختيارات الدائرة الآن وتسليط الضوء الإعلامي عليها اعتدنا عليها في كل عام ومن مختلف وسائل الإعلام. فلماذا لا تكون هناك نشرات توزع حتى في المساجد مثلاً- لذا لابد أن يكون حد الإعلام إيجابياً وأن يخرج من التكرار والدوران في محور واحد ولعلكم في جريدة (اليوم) عندما نشرتم نماذج الاختبارات تهافت عليها الطلاب بصورة غير طبيعية وكأنما هي أسئلة الاختبارات التي ستأتيهم في الاختبارات. فالصحافة قد تساهم بشكل سلبي وقد تساهم بشكل إيجابي شأنها في ذلك شأن بقية أجهزة الإعلام. ولعل أبرز الإيجابيات للصحافة في شأن الاختبارات يتمثل في إعطاء موضوع الاختبارات أهميته الحقيقية. ولكن تجد ان كل جهود أجهزة الدولة التعليمية ستتوج بهذه الاختبارات. وكذلك من الإيجابيات أن تحس الاسر أن هناك موعدا لتحديد مصير أبنائهم وليس بالضرورة أن يكون ذلك بالتخويف. تسريب الاختبارات وقال الأستاذ عبد العزيز الآن الوزارة ممثلة في الإدارة العامة للاختبارات لديها مشروع (بنك الاختبارات) وبالتالي لن يكون تسريب الاختبارات لأنها ستكون إلكترونية. وهناك مشكلة أخرى ترفع معدل القلق وهي المعلم لأنه ليس مؤهلاً أن يضع اختبارا باعتبار أن وضع الاختبار له مقاييس ومعامل لابد أن توفى بحيث يكون مغطيا لكل المادة- والوزارة تعمل في هذا المجال بحيث تكون هناك أسئلة بمواصفات علمية مدروسة وأعتقد أنها ستحل مشكلات كثيرة. وتعليقاً على ذلك قال يا وزير ان النقطة الأبرز التي ذكرها الدكتور سعد هي التهيئة المنزلية ولعلنا جميعا مررنا بهذه المرحلة فلابد أن يخف الضغط على الطالب حتى لا يؤثر ذلك سلباً عليه. دراسة أسباب القلق واضافة لذلك قال د. العيبان إن قضية القلق هذه يمكن أن تؤخذ باعتبارها أنها تقرب من الهدف السامي وكذلك بأنها أحد المكتسبات التي يجب الحفاظ عليها لاسيما وأن كان من الأوائل وهذه الميزة تخفف قضية القلق لدى الطالب. والأمر الأخر الذي يخفف القلق مكافأة النفس بأخذ أقساط الراحة المتنوعة للوجبات والصلوات وما إلى ذلك. وفي المقابل هناك أسباب تستدعى الطالب أن يكون قلقا، ويأتي هنا دور المؤثرات فالمعلم يكون تأثيره من جانبين أما أن لا يراعى التوسط في وضع الاختبار وتنوع الأسئلة وذلك يأتي بقصد من المعلم- وهذا قليل - أو بدون قصد وهي ما ندعوه بعدم المراعاة للطبيعة التربوية- والجانب الآخر للمعلم هو أن يأتي في يوم الاختبار بدور أبوي باعتبار أن بعض الطلاب يتهيبون بعض الأساتذة فمثول المعلم في يوم الاختبار بهذا الدور يكون له تأثير إيجابي على الطالب؟ ورسالة أخيرة يمكن أن يقوم بها الإعلام في شكل عبارة من أمثال ( الاختبار درجة في سلم المجد) أو مثيلاتها وكذلك جانب ضغوط لاختبار لا يرغبه باعتبار أن ذلك يبعده كثيراً عن التركيز في الاختبارات وبالتالي لابد من جعل الطالب يختار تخصصه بنفسه ولا يعني ذلك عدم توجيهه وإرشاده ولفت نظره إلى ما هو خاف عليه في اختباراته. بديل الاختبار وقال د. عمر السويلم قبل الخوض في الإجابة عن بديل للاختبار أود ان اعلق على دور المعلم والأسرة فالطالب في حاجة لمساعدة أسرته ومعلمه والى من يأخذه بيده ولذلك فان المعلم يجب ان يتبع أسلوب الترغيب والترهيب أو التهويل والتهوين للاختبار كما يجب أن يكون جيدا في وضع الاختبار لتكون متوافقة مع أجزاء السهولة والصعوبة. فالمرحلة ما قبل الجامعة حسب تخصصنا يتحمل أجزاء كبيرة منها المعلم وذلك حسب اطلاعنا وكذلك بث الثقة في الطالب له تأثير ولدينا تجربة معلم قال لطلابه سوف آت لكم باختبار اصعب ما يكون ولكنه جاء باختبار سهل فكانت النتائج على المستوى العام سيئة والعكس عندما قال لهم سآتي باختبار سيكون اسهل ما يكون بآخر صعب فكانت النتائج نسبيا افضل بكثير من التجربة الاولى. اما فيما يتعلق بان الاختبار هل هو السبيل الوحيد لمعرفة تقييم الطالب أؤكد أن جميع الدراسات العلمية في مجال التقييم اثبتت انه ليس من السهل معرفة النجاح او دونه , وهي تحتاج لاطلاع عام واتباع الوسائل التي تمكن من وصول التقييم المناسب والأفضل أن تكون عادلة والا تكون واحدة فقط وانما تتعدد لاكتشاف التقييم الحقيقي للطالب. وإذا استطعنا ان نتوسع في الفهم الأسر والمعلم والطالب ان العملية التعليمية هي اكتساب المعرفة بشكل محبب للنفس ويؤسس للطالب المعلومات المطلوبة في المنهج ستجد أن حب الاختبار موجوده في الطالب وعملية التعليم تكون تلقائية , وكل تلك متطلبات يجب ان تكون لدينا في قناعتنا لنتجنب المصاعب والمخاوف. تحدى المعلم وقال باوزير ان موضوع التطرق للمعلم والتحدي الذي يبديه لبعض الطلاب فهو يوقعهم في حيرة وكما ذكر الاخوان .. ونقطة أخرى وهي الترهيب من الاختبارات .. فما هي الاجراءات التي تتخذ في هذا السلوك التربوي غير السوي ولماذا لا توجد دورات للمعلمين. وفي مداخلة للدكتور سعد عيبان قال انه سؤال وجيه وبما انني لا اعرف الجامعات الأخرى ولكن على مستوى جامعتنا فاننا نقيم في نهاية كل فصل والأصل في ذلك المصداقية ونحن تأتينا ملاحظاتكم ويطلب منا تصحيح المسارات فما مدى التزام المدرس بذلك؟ فقد تتفاوت الادوار بين رئيس القسم وعميد الكلية واذكر أن في بعض جامعات الغرب ان بعض المعلمين قد منعوا من تدريس مادة معينة. واذا اتضح ان المعلم غير كفء يمنع من تدريس تلك المادة. ولكن لابد ان نكون حذرين من أن بعض الطلاب يكون لهم مواقف معينة مع بعض المدرسين وانشئت الآن في الجامعة عمادة كاملة كانت مركز التطوير الأكاديمي ثم أصبحت عمادة التطوير الأكاديمي تقوم بعمل دورات وورش عمل للأساتذة في كيفية التحصيل وكيفية التحضير وهذا مشروع جديد. وسبق أن كان هنالك مقترح فحواه (لماذا لا يكون للمعلمين الجدد برنامج بعد ممارسة العملية التدريسية يداوم نصف دوام وفي النصف الآخر تكون الدورات التي تكسبه اشياء وهو يمارس المهنة.. يكون قد درسها نظريا وطبقها عمليا؟) الكفايات العلمية واكد الدكتور سعد العيبان ان المعلم الجديد يخضع لدورة لمدة 15 يوما ولعدد ساعات معينة وقد بدأ هذا قبل ثلاث سنوات. طريقة الاستذكار أوضح الأستاذ عبد العزيز أن الاستذكار يختلف باختلاف المراحل التعليمية ولكن دعونا نتحدث عن طلاب المتوسطة والثانوية من حيث البيئة حيث لا يمكن ان تتم العملية في غرفة النوم وكذلك ان تكون الطاولة التي تتم فيها المذاكرة خالية من المشتتات الذهنية فضلا عن الجلسة الصحية التي تبعد الملل والسأم. كما يجب على الطالب ان لا يستجيب للمغريات الشبابية في الخروج والسهر وما الى ذلك , بالإضافة الى ذلك اختيار أوقات المذاكرة والتركيز على فترة زمنية محددة يكون فيها التحصيل. وبالنسبة للوقت المثالي فهو النهار عكس الليل الذي يدعو للارتخاء والنعاس والكسل وباعتبار ان الليل هو وقت السبات عكس النهار المعاش. وأيضا هنالك ملاحظة في ان الطالب يفرح لاستيعاب المادة من أول لحظة وهو لا يدري انه وضعها في سطح المكتب لا غير وربما يأتي من يطيرها فيجب الرجوع إليها بالملخصات او المبين لتجلس المعلومة في الذاكرة البعيدة. فيما أشار الأستاذ عبد الله الى انه ليس هنالك اكثر مما ذكر في هذا المجال غير الابتعاد عن كل البرامج التي تشتت ذهن الطالب كما يجب ان يشارك جميع أفراد الأسرة والأصدقاء في التهيئة الكاملة للاستذكار. وتساءل لماذا لا يكون هنالك برنامج معد للطالب في البيت يسير عليه أن لم يكن في كل العام فخلال أيام الاختبارات على اقل تقدير . كما أشير الى الابتعاد عن الحبوب المنشطة او الى ما شابه ذلك بحيث لا يقع فريسة لمحفزات غير مفيدة للبدن وللعملية الاستذكارية نفسها من جانبه بين باوزير أن من الخطأ تحديد طريقة معينة للاستذكار ان يجعل للطالب أسلوبه الخاص به ولربما تكون هنالك أساليب وأجواء غريبة جدا ولكنها هي الأمثل بالنسبة إليهم. كما أحب أن أؤكد على النوم عقب الامتحان باعتبار أن الطالب يكون مجهدا ومرهقا ذهنيا. أجواء الاختبارات ورد الأستاذ عبد العزيز بان الأجواء الخاصة التي ذكرها باوزير ليست من العلمية ويجب اتباع التجارب العلمية التي بينت الأوقات والأماكن المناسبة للاستذكار والاستيعاب كما أن الطالب أدرى بالاوقات التي ينشط فيها. واود في هذا المجال ان القي الضوء على نقطتين وهما عمل الملخصات وماذا يتم أثناء الامتحان والملخصات تكون منذ بداية استذكاره وتكون بوضع إشارات معينة بأي أشكال يراها فعندما يأتي يوم الاستذكار باستفاضة يكون قد لخص ما يجب التركيز عليه. الأمر الآخر أثناء الامتحان ان يكون الطالب مستقرا نفسيا وجسديا بالنوم الكافي وان يذهب للامتحان وهو ليس في حالة شبع مفرطة او حالة جوع تؤثر على الأكسجين والدورة الدموية فيجب التوسط في كل شيء. وفي الجانب النفسي يجب أن نذكر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك) فالاختبارات هي قد تكون فرصة لتوثيق الصلة مع الله من خلال قراءة القرآن او التنفل او الأدعية المأثورة. أما كيفية التعامل مع الاختبار فنجد ان لكل طالب طريقة فمنهم من يبدأ الحل تسلسليا ومنهم من يبدأ بالقراءة لكل الأسئلة ثم يشرع في الحل وهذه الطريقة تعتبر المثلى لدى الكثيرين ويجب الموازنة على حسب الدرجات المتاحة. الحل الاسعافي ابتدأ الدكتور السويلم الحديث عن الدروس الخصوصية الاسعافية أثناء أيام الامتحانات بقوله اعتقد اننا استطعنا ان نقضي على 95% من هذه الظاهرة بإيجاد مراكز الخدمات التربوية باعتبار ان المعلم يمكن أن يأتي إلى البيت تحت نظر الادارة. أما بالنسبة للملخصات فإذا كانت من أول السنة تكون أجدى اما تلك الملخصات التي تباع فهي خطيرة جدا على الطالب لان الطالب لا يعرف من الذي كتبها فكيف له الوثوق بها. وفيما يختص بالغش أثناء الامتحانات وكثير من الطلاب يمسحون الإجابات الصحيحة ويغشون الإجابات الخطأ والغشاش عموما طالب غير سوي نفسيا ولابد أن هناك قصورا في شخصيته وهو الذي يهديه لذلك السبيل. توصيات الندوة @ تصحيح المفهوم واعتبار الاختبار فرصة للطالب لتقييم أدائه وعطائه. @ إدخال مفهوم الاختبارات بأنها قياس لتحصيل الطالب وأنها ليست نهاية المطاف خاصة للصفوف الأولى. @ خضوع بعض الطلاب لجلسات إرشادية أو دراسية لزوال حالة القلق الكبير في نفوسهم. @ تضافر جهود أجهزة الإعلام ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي وأئمة المساجد لدفع الطالب بدلاً من تركه يواجه أوهامه وحده. @ عدم إيهام الطالب من قبل الأسرة بمكافآت مقابل تحديات تفوق قدراته مما يؤدي إلى سلبيته في الامتحانات. @ رسم أسلوب وبرنامج للطالب محدد وواضح يساعد على وضوح خطواته المستقبلية. @ عدم تشتيت ذهن الطالب بأشياء ثانوية كالتخصص أو السفر خاصة أثناء فترة الاختبارات. @ جدولة وقت الطالب بحيث لا يشعر الطالب بأن هناك أمرا جللا أوامرا غير عادي. @ مراعاة الخصوصية في مكان الاستذكار وإلزام الطالب والطالبة بفترات راحة علماً بأن هذه الخصوصية تختلف من شخص لآخر. @ الدعوة إلى العمل بشكل أشمل وأوضح بمشروع وزارة التربية والتعليم للتقويم المستمر. @ دراسة الأسئلة الموضوعة والتي لا ترقي الى مستوى الطالب وتعتمد على الحفظ ووضع أسئلة شاملة واضحة. @ تفعيل دور المرشد الطلابي للقيام بدوره ودراسة نوعية ونفسيات بعض الطلاب وتوسيع دائرة اختصاصه ليصبح ( المرشد المدرس) ويتولى إرشاد المدير والمعلمين والأولياء والمجتمع. @ إعداد الطالب منذ اليوم الأول وعدم التأجيل حتى نهاية العام الدراسي. @ وضع أسئلة بمواصفات علمية مدروسة والعمل على إيقاف ظاهرة تسرب الأسئلة وإعادة الاختبارات. @ جعل الطالب يختار تخصصه بنفسه. @ اتباع أسلوب الترغيب والترهيب والتهوين من قبل المعلم بطريقة مدروسة. @ إرشاد الطالب والطالبة إلى الطريقة المثلى للاستذكار وتوجيهه إلى خطورة السهر والإكثار من شرب المنبهات أو البحث عن "مخدرات" يوهم بأنها تساعد على التركيز والنشاط @ منع تداول ملخصات آخر العام. وعدم الركون إلى الدروس الخصوصية. تبقى الاختبارات لحظات من المعاناه وجوم وترقب