أثبتت دراسة فرنسية سويسرية وجود علاقة بين علاج مريضات سرطان الثدي بالإشعاع وبين إصابتهم لاحقاً بأمراض القلب. وقام الباحثون بمعهد جوستاف روسي في فرنسا بتتبع حالة حوالي 4500 سيدة ممن خضعن للعلاج من مرض سرطان الثدي بين أعوام 1954و 1984، واكتشفوا أن السيدات الناجيات من سرطان الثدي ممن تلقين العلاج الإشعاعي قبل عام 1984زادت لديهن مخاطر الوفاة بأمراض القلب. وأكدت نتائج الدراسة أن علاج سرطان الثدي الإشعاعي مثل ذلك الذي كان يمارس حتى منتصف الثمانينات زاد من مخاطر الوفاة بأمراض القلب على المدى البعيد. وكل هؤلاء السيدات نجون من المرض بعد أول إصابة به، وقامت الدراسة بتتبع هؤلاء الناجيات لمدة تصل إلى 28 عاماً في واحدة من الدراسات القليلة التي تتبعت التأثيرات الجانبية طويلة الأجل لعلاج سرطان الثدي. وقد اعتمدت الدراسة التحليلية على بيانات التقارير الطبية والسجلات الوطنية ووجدت أن حوالي ثلثي السيدات خضعن للعلاج بالإشعاع في الفترة التي شملتها الدراسة. وأمكن تحديد سبب الوفاة للغالبية العظمى من الناجيات من مرض سرطان الثدي وعددهن 2637 سيدة، واللاتي توفين قبل سن 59، ووجد الباحثون أن 421 سيدة توفين بسبب أمراض الأوعية الدموية بالقلب، منهم 236 سيدة عانت من أمراض القلب و 185 من أمراض الأوعية الدموية. كما توصل الباحثون إلى أن مخاطر الوفاة بأمراض القلب زادت ب 1.76 مرة أكثر بين من تعرضن للعلاج الإشعاعي بالمقارنة مع من عولجن بوسائل أخرى، كما أن مخاطر الوفاة بأمراض الأوعية الدموية بالقلب بشكل عام، تصل 1.56 مرة أكثر بين هذه المجموعة. وليست كل أنوع العلاج بالإشعاع لها نفس النتائج السلبية على صحة القلب، فالسيدات اللاتي ظهرت الأورام السرطانية لديهن في الثدي الأيسر، وبالتالي تعرضن للإشعاع على الجانب الأيسر، واجهن مخاطر أعلى لأمراض القلب من اللاتي عانين من الأورام في الثدي الأيمن. وعلَّق طبيب الأوعية الدموية للقلب بجامعة ستانفورد رونالد ويتلز واصفاً الدراسة بأنها مقنعة وهامة، كما حذر من أنه بالرغم من التطور التكنولوجي فإن جرعات الإشعاع التي تستخدم اليوم على مريضات سرطان الثدي تظل كبيرة، وأضاف: "لهذا على الأطباء المعالجين الحذر من الضرر الكامن الذي يمكن أن يسببه هذا العلاج."