كشفت مصادر حكومية عراقية أن فعاليات مؤتمر القمة العربية التي ستفتتح ببغداد غدا ستتم في أحد أبرز قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لا في القصر الجمهوري كما كان مقررا، حسب ما نقلت وسائل الإعلام العراقية أمس. وأكدت هذه المصادر أن افتتاح أعمال المؤتمر واستضافة من سيحضر من الرؤساء والقادة العرب ومن سيمثلهم ستتم في قصر الفاو القريب جدا من مطار بغداد الدولي الذي لا يستغرق وصول الوفود المشاركة إليه من المطار سوى دقائق معدودة، خصوصا أن الطريق خال من أي حركة، زيادة في الاحتياطات الأمنية. وكانت المصادر الحكومية العراقية وتصريحات صابر العيساوي، أمين بغداد، قد أكدت الأسبوع الماضي أن اجتماعات مؤتمر القمة ستتم في القصر الجمهوري (قصر الحكومة حسب التسمية الجديدة) الذي يقع في المنطقة الخضراء المحظورة والمحصنة بشدة. وقال العيساوي الذي رافقه عدد من الصحافيين في جولة للاطلاع على التحضيرات النهائية لاستضافة قمة بغداد «تم تأهيل وتأثيث قصر الحكومة وتطوير قاعاته مع تأهيل قصور الضيافة والمنطقة الخضراء وتجميلها إلى جانب شارع مطار بغداد الدولي وصالات الشرف الكبرى في المطار وغيرها من المشاريع». لكن مصدرا أمنيا عراقيا رفيع المستوى أكد أن «الحكومة تخشى من خروقات أمنية قد تحدث في طريق المطار المؤدي إلى القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء على الرغم من الاحتياطات الأمنية المبالغ بها، وأرادت أن تقلل نسبة المخاطرة إلى الصفر، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن المعلومات التي حصلنا عليها تشير إلى أن اختيار قصر الفاو تم بمقترح من جهات أمنية عربية ستشارك وفودها في القمة، بعد أن كان هذا القصر مقرا احتياطيا، في حالة حدوث أي طارئ، وليس رئيسيا». وأضاف المسؤول الأمني الذي كان يحتل منصبا رفيعا في الحكومة السابقة قائلا ل«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد: «عمليا فإن صدام حسين هو من سيستضيف مؤتمر قمة بغداد في قصره الأثير (قصر الفاو) ففي هذا القصر عاش سنواته الأخيرة قبيل الاحتلال الأميركي، وفي هذا القصر تم اعتقاله، ومن هذا القصر تم نقله إلى منصة الإعدام». ووصل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى بغداد، في أول زيارة له إلى العراق منذ اجتياح نظام صدام حسين بلاده، للمشاركة في قمة الجامعة العربية التي ستعقد اليوم الخميس. وذكر بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء أن "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح". ونقلت قناة العراقية الحكومية مراسم الاستقبال، حيث سار المالكي وأمير الكويت يدا بيد يرافقهما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وهذه أول زيارة لأمير الكويت الى العراق منذ اجتياح العراق لبلاده إبان نظام صدام حسين عام 1990. وكانت زيارة رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ ناصر المحمد الصباح، إلى بغداد في 12يناير/كانون الثاني 2011، الأرفع مستوى لمسؤول كويتي منذ الغزو العراقي، علما أن الكويت عينت أول سفير لها في العراق في تموز/يوليو 2008. وتستضيف بغداد، للمرة الأولى منذ 22 عاما، القمة العربية في دورتها العادية ال23.