الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد… * المروءة خصلة رفيعة القدر، يُتحدّث عن معناها في علوم اللغة والشريعة والآداب والأخلاق. وحدُّها كما ذكر ابن القيم: "استعمال ما يُجمّل العبد ويُزيّنه، وترك ما يدنّسه ويشينه، سواء تعلّق به وحده أو تعدّاه إلى غيره"، وهي من صفات أولي النُهى، قال ابن عبدالبرّ: فلا تكاد تجد حَسَنَ الخلق إلا ذا مروءة وصبر. وإذَا الفتى جمعَ المروءةَ والتُّقى وحوى مع الأدبِ الحياء فقد كمُل. وبما أنّ الشيء يُعرف بضدّه، سنعرّج على ذكر بعض خوارم المروءة؛ لاختلال ميزانها عند بعض الناس حتى يكاد يصدق فيهم قول الشاعر: مررتُ على المروءةِ وهي تبكي فقلتُ علام تنتحبُ الفتاةُ فقالت: كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلقِ الله ماتِوا * من تلك الخوارم: 1- استخدام الضيف، قال عمر بن عبدالعزيز: "ليس من المروءة استخدام الضيف"؛ فمحلُّ الضيف الإكرام، كما ورد في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم. 2- الأكل في الطرقات والأسواق. 3- مضغ (العلك) للرجل في مجامع الناس. 4- التجشؤّ بصوت مزعج. 4- النَّهم عند الأكل بين الناس، وقد ذكر ابن عبدالبّر عن علي-رضي الله عنه- أنه كان إذا دُعي إلى طعام أكل شيئاً قبل أن يأتيه ويقول: قبيح بالرجل أن يُظهر نهمته في طعام غيره. 5- شرب القهوة في الطرقات والأسواق. 6- كثرة المزاح والضحك والقهقهة وخاصة مع السفهاء. 7- لبس زيّ مخالف لعادات البلد. 8- المشي أمام الناس مكشوف الرأس، قال الشاطبي: "وهذا يختلف بحسب البقاع في الواقع، فهو لذوي المروءات قبيح في البلاد المشرقية، وغير قبيح في البلاد المغربية". 9- الرقص والتصفيق للرجال. 10- مشي الرجل في الأسواق وأماكن تجمع الناس بالسراويل القصيرة التي تكشف جزءاً من الفخذ، عدا أنها من المحرّمات التي يجب تجنبها. – وهناك الكثير من خوارم المروءة غير ما ذُكر آنفاً، حريٌّ بالمرء أن يجتنبها صيانة لعرضه، ورفعة لقدر نفسه، وإعلاءً لشرفها… والحمد لله رب العالمين.