أصبحت مشاهد اقتحام الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى، وتدنيس المحراب والمصاحف، والاعتداء على المصلين مألوفة ومتكررة من محتل لا يراعي حرمة الأماكن المقدسة أو شيئاً من الإنسانية، في مقابل تنفيذ مخططه الشيطاني باستدراج الفلسطينيين لمرحلة من العنف؛ من أجل التهرب من التزاماته أمام العالم. اقتحام أريئيل لأول مرة منذ انتخاب الحكومة الجديدة في الكيان الصهيوني، اقتحم وزير الزراعة "الإسرائيلي" المتطرف أوري أريئيل المسجد الأقصى برفقة مجموعة مستوطنين متطرفين، في حين احتشد المصلون غربي المسجد الأقصى، وقاموا بملاحقته وسط هتافات للمسجد الأقصى منددة باقتحامه؛ ما أدى إلى اختصار مسار الاقتحام وخروجه بعد وقت قصير، في ظل أجواء مشحونة سادها التوتر الشديد. وعلت التكبيرات والهتافات المؤيدة للمسجد الأقصى فور اقتحام أولى المجموعات الصهيونية وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، التي انتشرت في أرجاء المسجد، ومنعت المصلين من الاقتراب من مسارات الاقتحام. فيما استأنفت الجماعات الصهيونية اقتحاماتها في الساعة الثانية ظهراً، وسط انتشار مكثف لعناصر الاحتلال في الجهة الغربية للمسجد الأقصى، إلا أنهم اتخذوا مسار الهروب، وخرجوا مباشرة من باب السلسلة، وسط احتشاد المصلين وهتافهم تنديداً بالاقتحامات. ثكنة عسكرية وقال مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، إن: «قوات الاحتلال اقتحمت المسجد وحولته إلى ثكنة عسكرية، وهي تعتدي على المصلين والمسجد، مضيفاً أن: «قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت داخل المسجد القبلي (المقابل لقبة الصخرة.. وأن الوضع في المسجد الأقصى المبارك متوتر جداً، بعد اقتحام المستوطنين ساحاته بحماية شرطة الاحتلال». بينما زعمت شرطة الكيان الصهيوني، في بيان لها، أن: «مثيري شغب ملثمين بدؤوا برشق رجال الشرطة من داخل المسجد بالحجارة وأشياء أخرى؛ ما أدى إلى جرح عدد من الشرطيين». وأضافت أنه: «لمنع حدوث تصعيد وصدامات، دخلت الشرطة إلى المبنى بضعة أمتار، وأغلقت أبواب المسجد من أجل إعادة النظام». الحواجز تنهار أمام المرابطين وتوجه المئات من القدس والداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى، فجر اليوم؛ تلبية لدعوات شد الرحال إليه وحمايته من اقتحامات المستوطنين، رغم الحواجز الحديدية التي نشرتها قوات الاحتلال عند مداخل البلدة القديمة مساء أمس. وعند وصولهم أدوا صلاة الفجر عند أبواب المسجد الأقصى، وبقوا مرابطين هناك وسط اعتداء قوات الاحتلال عليهم، إلى أن دخلوا بعد إزالة الحواجز الحديدية الساعة الحادية عشرة ظهراً، بمظاهر احتفالية لانتصار إرادتهم على قوة الاحتلال. وفي ظل التكهّنات، أمس السبت، بشأن فرض تقييدات عمرية لدخول المسجد الأقصى، اعتكف العشرات من الشبان في المصلى القبلي بعد انتهاء صلاة العشاء أمس، وباتوا ليلتهم فيه، إلى أن اقتحم المئات من عناصر الاحتلال المسجد الأقصى، صباحاً، واقتحموا المصلى القبلي مرتين وأطلقوا وابلاً من قنابل الصوت والغاز، تسبب بأضرار جسيمة في الممتلكات وإصابة الشبان المعتكفين. وأغلقت قوات الاحتلال عقب خروجها من المصلى القبلي أبوابه بالسلاسل الحديدية، ومنعت من بقي فيه من الخروج؛ ما أدى إلى حالات اختناق من الغاز المسيل للدموع. وتعرض نحو 16 فلسطينيّاً لإصابات وصفت بعضها بالخطيرة؛ جراء إلقاء قنابل الصوت والغاز والاعتداء عليهم بقوة مفرطة، وتم اعتقال 6 أشخاص بينما كانت دماء بعضهم تسيل على رؤوسهم وأجسادهم، ولم يسمح لهم بتلقي العلاج. مناشدة العالم الإسلامي وظهر رجل فلسطيني مسن في مقطع فيديو يصرخ نتيجة الاقتحام الوحشي للمسجد الأقصى اليوم، حيث قال: "وينكم يا الدول العربية.. وينكم يا الدول الإسلامية؛ ما أثار ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل. من جهتهم طالب عدد من المسؤولين في الداخل الفلسطيني الشعوب العربية بالتحرك حيال التدنيس الذي تتعرض له القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، مؤكدين أن المواقف المتخاذلة تدفع الاحتلال للاستمرار في سياساته، ويدفعه لتنفيذ المزيد من مخططاته الاستيطانية التهويدية للأقصى. وأضافوا: "دعونا مراراً وتكراراً لنصرة الأقصى والمقدسات، ووقف مشهد التدنيس المتواصل للأقصى من قبل الجماعات اليهودية والاستيطانية، ولكن للأسف الشديد هناك في الأمة العربية والإسلامية صمٌّ وبكم". وأكدوا أن القضية ليس مجرد عملية اقتحام أو تدنيس، فهذا مشهد متكرر، والسؤال الجوهري متى يزول الاحتلال، فعلى الأمة أن تعمل جاهدة لنصرة القدس حتى زوال الاحتلال عن الأقصى". مغردون: قوتهم في ضعفنا وأثار مشهد اقتحام الكيان الصهيوني غضبة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الإسلامي، فقال العثماني سعد الدين: "تحية خاصة للمرابطين ب#المسجد_الأقصى والذين يستميتون في الدفاع عنه؛ مما أفشل لحد الساعة اقتحامات المستوطنين المدعمين من قبل قوات الاحتلال". أما الدكتور عائض القرني فغرد: "أيها المسلمون، إذا عجزنا عن الجهاد بالمال والنفس فلا نعجز عن الدعاء بأن يخلص الله #المسجد_الأقصى من رجس ونجس الصهاينة المحتلين"، وقال خالد المصلح: "يظل #المسجد_الأقصى شامخاً صامداً بحفظ الله ودفعه أمام طغيان #الصهاينة الذين يعتدون عليه صباح مساء". خالد المزيني كتب: "كلما تسرب اليأس في قلوب الناس أحياه الله بحادثة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس..". وأضاف عبداللطيف هاجس: "والله ما ظهرت قوتهم إلا حينما ظهر ضعفنا، وما تجرأ أحفاد القردة والخنازير على #المسجد_الأقصى إلا عندما اشتغلنا ببعضنا وأصبح بأسنا بيننا شديداً!". أما الدكتور محمد البراك، فأكد أن القدس للمسلمين مهما طال الزمن: "فلسطين للمسلمين واحتلال اليهود لها مؤقت وقصير وسيزول قريبا، و#المسجد_الأقصى لنا نحن المسلمين.. ولكن الله ابتلانا بالاحتلال ليبتلي صدق إيماننا".