فتحت سلطات الاحتلال أمس الخميس ابواب المسجد الاقصى لعشرات المستوطنين فيما فرضت قيودا مشددة على وصول المواطنين اليه، الامر الذي اعتبرته جهات فلسطينية شكلا من اشكال التقسيم الزماني للحرم القدسي بين المسلمين واليهود يستدعي تدخلا عربيا واسلاميا عاجلا لمواجهته. واقتحم المسجد الاقصى 135 من المتطرفين اليهود تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي اعتدت بوحشية على المصلين والمرابطين من طلبة مصاطب العلم عند بوابات المسجد لا سيما باب حطة، فيما لم يسلم الصحافيون من هذه الاعتداءات. وذكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان قوات الاحتلال نصبت الحواجز والسواتر الحديدية عند مدخل البلدة القديمة من القدس، ومنعت من هم دون الخمسين من الدخول، فيما انتشر المئات من قوات الاحتلال في أزقة البلدة القديمة وعند بوابات الاقصى بينما تمسك طلبة مصاطب العلم بالرباط عند بوابات الاقصى خاصة عند باب حطة، وعلت أصواتهم بالتكبير والهتافات فسارعت قوات الاحتلال الى الاعتداء عليهم بالضرب الوحشي واخرجتهم بالقوة خارج اسوار البلدة القديمة. وفي الوقت الذي اغلقت فيه المسجد الاقصى امام المصلين المسلمين فتحت الابواب امام اقتحامات المستوطنين الذين وصل عددهم إلى 135 حتى الظهر. وذكر الشيخ عزام الخطيب مدير الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى ان مجموعة من المتطرفين حاولوا أداء طقوسهم الدينية في الجهة الشرقية من الأقصى، الا ان الحراس وموظفي الأوقاف والمرابطين تصدوا لهم ومنعوهم من ذلك، وحصل بين الطرفين اشتباكات بالأيدي. واعتقلت هذه القوات اثنين من الحراس على الاقل. وذكرت مصادر فلسطينية ان شرطة الاحتلال اعتدت على موظفي الأوقاف والمرابطين بالضرب الهراوات، واعتقلت 3 شبان، فيما اعتقلت 3 شبان من شارع الواد، فيما سادت حالة من التوتر عند باب الاسباط بعد اعتداء القوات على النساء بالضرب والدفع. وشهد باب الناظر صدامات مع المحتلين بعد اعتدائهم على فتاة ونزع الحجاب عن رأسها. كما حاولت شرطة الاحتلال اقتحام مدرسة دار الأيتام، بدعوى قيام الطلبة برشق الحجارة، كما القت القنابل الغازية باتجاه مبنى المدرسة. بدورها دعت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث الى مزيد من شد الرحال والرباط الدائم والباكر في الاقصى ، ودعت الامة الى أخذ مسؤولياتها تجاه القدس والمسجد الاقصى، متسائلة : "اذا لم يكن هذا هو مشهد من مشاهد التقسيم الزمني للأقصى، فمتى يمكن لنا ان نستشعر هذا الخطر الداهم". وفي نابلس اقتحم نحو 1400 مستوطن تحت حماية كبيرة من جيش الاحتلال الجزء الشرقي من المدينة وادوا طقوسا وصلوات يهودية في مقام يوسف الذي يدعون انه مكان مقدس لليهود. واثر ذلك خرج الاهالي وتصدوا لقوات الاحتلال والمستوطنين في مواجهات عنيفة اطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز بكثافة لتفريقهم لا سيما في مخيم عسكر القريب حيث اصابت سبعة مواطنين واعتقلت اربعة اخرين على الاقل. بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها الالكتروني أن فلسطينياً اطلق النار باتجاه قوات الاحتلال قرب مقام يوسف فرد الجنود على مصادر النار واصابوا المهاجم بالرصاص قبل اعتقاله ونقله الى مشفى "بلنسون" في مدينة ملبس المحتلة عام 48 ووصفت جراحه ما بين متوسطة وخطيرة. إلى ذلك هدم الجيش الإسرائيلي صباح أمس، عمارة تجارية في قرية جنوب غرب جنين بالضفة الغربية. وقال عضو في مجلس القرية إن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعمة بجرافات عسكرية، داهمت القرية اليوم، وهدمت عمارة تجارية تم الانتهاء من بنائها". وأضاف ان القوة هدمت ايضا مرآبين للسيارات وبركسا. وذكرت أنباء صحافية ان مواجهات اندلعت بين الجنود الاسرائيليين والمواطنين الذين أصيب العشرات منهم بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود. يذكر أن الجيش الاسرائيلي أخطر نحو 20 محلا تجاريا بالهدم قبل أشهر، وهدم 11 منها.