اهتم الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي بوفاة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق والذي توفي الخميس الماضي. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن الأمير سعود الفيصل، الدبلوماسي اللبق الذي استخدم الدبلوماسية الهادئة للحفاظ على النفوذ الإقليمي للسعودية وتحالفها مع الولاياتالمتحدة خلال 4 عقود قضاها كوزير للخارجية، توفي الخميس الماضي. وأشارت إلى أن "الفيصل" قبل تقاعده في أبريل الماضي كان أطول وزير خارجية يظل في منصبه على مستوى العالم لأربعة عقود، وساعد في تشكيل رد المملكة على التغييرات في الشرق الأوسط. وأضافت أنه تعامل خلال فترة عمله كوزير للخارجية مع الحرب الأهلية في لبنان التي توسط لإنهائها والانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني في 1987م و2000م وهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م والغزو الأمريكي للعراق في 2003م وثورات الربيع العربي في 2011م. وذكرت أنه استخدم الثروة النفطية والنفوذ الديني والعلاقات المقربة مع قادة العالم كوسيلة ضغط دبلوماسية ظلت بعيدة عن أعين العامة. ونقلت عن عبد الله الشماري المحلل السياسي السعودي والدبلوماسي السابق أن "الفيصل" كان محافظ وهادئ ومنطقي ولم يكن متسرعاً أو عاطفياً في مواقفه. واعتبرت الصحيفة أن طول فترة عمل "الفيصل" كوزير للخارجية ودوره داخل الأسرة الحاكمة جعل منه لاعب أساسي في المنطقة خلال حكم 4 ملوك سعوديين و7 رؤساء أمريكيين. ونقلت عن "فورد فريكر" السفير الأمريكي سابقا لدى المملكة الذي خدم من 2007م إلى 2009م أنه سبق وأن أخبر رؤسائه في أمريكا أن الأمير سعود الفيصل من بين 3 مسؤولين سعوديين بإمكانهم إنجاز الأمور سريعاً والباقين هما الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الجديد عادل الجبير. ونشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي مقالا ل"بروس ريدل" مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينجز الأمريكي والذي عمل في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" ومستشارا لعدد من الرؤساء الأمريكيين، وصف فيه الأمير الراحل "سعود الفيصل" وزير الخارجية السعودي السابق بأكثر حلفاء واشنطن حكمة. وأشار إلى أن المملكة فقدت بوفاة "الفيصل" أكثر دبلوماسييها حكمة ومهارة في حل المشكلات. وأضاف "ريدل" أن "الفيصل" الذي عمل وزيرا للخارجية السعودية لمدة 40 عاما كان لاعب رئيسي في كل أزمات الشرق الأوسط خلال تلك الفترة في فترات السلم والحرب، وعمل بصوت هادئ لخدمة مصالح المملكة، لذلك فقد العالم لمسته بوفاته. وذكر أن "الفيصل" ساعد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بعد غزو العراق للكويت في أغسطس 1990م على تشكيل تحالف للدفاع عن السعودية وتحرير الكويت، وضغط على التحالف من أجل استغلال الانتصار لحل الصراع العربي الإسرائيلي بعد 1991م. وتحدث عن أن "الفيصل كان متحمس لحل الصراع الفلسطيني لكن لم ينجح في النهاية في حل الصراع". وأشار إلى أن "الفيصل" اعتقد أن الغزو الأمريكي للعراق بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر خطأ كبير ومن شأنه أن يزيد من الأوضاع سوءاً، وكان محقا في ذلك. وأشار إلى أن الوضع في اليمن يبحث عن دبلوماسية ذكية وسياسات ماهرة افتقدتها المملكة بوفاة الأمير سعود الفيصل. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للكاتب الأمريكي الشهير "ديفيد إجناتيوس" أشار فيه إلى أن الأمير الراحل سعود الفيصل امتلك من المهارة الدبلوماسية ما ساعده على إقامة علاقة صداقة طويلة بين الولاياتالمتحدة والسعودية رغم الأحداث التي كادت أن تقضي عليها مثل حظر تصدير النفط والحروب العربية الصهيونية وصعود تنظيم القاعدة والاحتلال الأمريكي الفاشل للعراق والتهديد الإيراني. وذكر "إجناتيوس" أنه طيلة فترة عمل الأمير سعود الفيصل كوزير للخارجية ظلت السعودية في علاقة صداقة مع الولاياتالمتحدة مستخدماً مهارة دبلوماسية المصالحة. وأكد على أن الأمير سعود الفيصل كان رجلاً حكيماً لديه بعد نظر ودبلوماسي موهوب بشكل فريد.