حدى مئات المتظاهرين الثلاثاء النظام السوري عبر التظاهر في مدينة بانياس المحاصرة، فيما اتهمت الولاياتالمتحدةدمشق بممارسة "الهمجية" في مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس.ففي بانياس (شمال غرب) المحاصرة من الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع، طالب نحو ثلاثة الاف شخص ب"رفع الحصار عن هذه المدينة وكذلك عن درعا" (جنوب)، وفق ما افاد ناشط حقوقي في اتصال مع فرانس برس. واضاف ان المتظاهرين اطلقوا "شعارات تدعو الى اسقاط النظام". وقال ناشطون ان سكان المدينة يخشون هجوما وشيكا. وفي وقت يتهم النظام "عصابات مسلحة" او "مجموعات ارهابية" بالوقوف خلف اعمال العنف منذ منتصف اذار/مارس، اظهر شريط فيديو بث على موقع يوتيوب متظاهرين متجمعين في بانياس يحملون الورود للتشديد على الطابع السلمي لمطالبهم. ودعا الناشطون المناهضون للنظام الى اعتصامات متواصلة من مساء الثلاثاء في كافة المدن السورية وذلك رغم استمرار حملة الاعتقالات. وقدرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عدد المعتقلين باكثر من الف خلال الايام الثلاثة الماضية وخصوصا في درعا مؤكدة ان الاجهزة الامنية حولت سوريا الى "سجن كبير". وقالت منظمة انسان للدفاع عن حقوق الانسان انه تم اعتقال 2843 شخصا منذ شهر ونصف شهر لافتة الى مقتل 632 شخصا معظمهم في درعا. من جانبها، تحدثت منظمة العفو الدولية عن 542 قتيلا منددة بالتعذيب الذي يطاول المتظاهرين المعتقلين. وقالت المنظمة ان "هذه المعلومات الجديدة عن معتقلين تم تعذيبهم تؤكد ضرورة ان يضع الرئيس بشار الاسد حدا للهجمات العنيفة التي تشنها الاجهزة الامنية على شعبه". وقال ناشط حقوقي في حمص (وسط) انه يخشى "هجوما وشيكا" على التلبيسة والرستان اللتين تبعدان على التوالي 13 كلم و22 كلم عن حمص، لافتا الى وجود نحو خمسين دبابة للجيش على الطريق بين حمص وحماه وتحديدا على جسر تيرنعلة. وفي درعا المحاصرة منذ اسبوع بعد تدخل الجيش معززا بالدبابات والمدرعات، افاد ناشط حقوقي ان المياه والكهرباء عادتا الى المدينة باستثناء حي المسجد العمري الذي سبق ان شهد مواجهات. ونقلت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام الثلاثاء تاكيد الرئيس السوري ان سيارات حكومية وزعت الخبز والطحين والمواد الغذائية على سكان درعا، فيما طلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السماح لها "فورا" بالوصول الى الجرحى في المدينة. وكان متحدث عسكري لفت الاثنين الى اعتقال "499 عضوا في مجموعات ارهابية في درعها"، متحدثا عن "مقتل جنديين وعشرة ارهابيين". وفي واشنطن، دان المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر استخدام الدبابات والقيام "بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا". وقال "انها فعلا تدابير همجية توازي عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء". وكرر المتحدث الاميركي ان على الرئيس السوري ان "يوقف اي عنف بحق متظاهرين ابرياء". من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة تنشرها الاربعاء مجلة اكسبرس الاسبوعية، انه يرغب في "انزال اقسى العقوبات" بسوريا بسبب القمع "غير المقبول" للاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد. وعارضت قطر تبني عقوبات اوروبية بحق دمشق واملت ب"حل سوري" للازمة. وفي اسرائيل، اعتبر وزير الدفاع ايهود باراك ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد محكوم عليه بالزوال بسبب "القسوة" التي يقمع بها حركات الاحتجاج. ودعت مجموعة الازمات الدولية النظام السوري الى مراقبة اجهزته الامنية ومعاقبة المسؤولين عن اعمال العنف والبدء بحوار فعلي لتفادي الاسوأ. الى ذلك، تم الافراج الثلاثاء عن الصحافي الجزائر خالد سيد مهند بعد توقيفه في التاسع من نيسان/ابريل في دمشق.