قتل عسكريان وجرح خمسة اخرون في ريف درعا (جنوب) وحمص (وسط) حيث عزز الجيش السوري سيطرته على معاقل الاحتجاج وسمع دوي قذائف ورشقات اعيرة نارية فجر امس بينما استمرت العمليات الامنية بحثا عن قادة الاحتجاجات في مدينة بانياس (غرب). كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد الى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الاصلاحات. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) امس عن مصدر عسكري مسؤول ان "وحدات الجيش والقوى الامنية تتابع ملاحقة فلول الجماعات الارهابية المسلحة في حمص وريف درعا". واشار المصدر الى ان "حصيلة المواجهات هي شهيدان وخمسة جرحى من عناصر الجيش هم شهيد وجريح في ريف درعا وشهيد برتبة ملازم وأربعة جرحى بينهم ضابط في حمص". كما لفت المصدر الى سقوط "عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية". وكشف المصدر الى ان وحدات الجيش والقوى الامنية تمكنت من "القاء القبض على عشرات المطلوبين والاستيلاء على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر المختلفة في بابا عمرو بحمص وفي ريف درعا" كما تم العثور على "مشفى ميداني في جامع الجيلاني بحمص" بحسب المصدر وكان الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ذكر لوكالة فرانس برس انه "سمع دوي قذائف ورشقات رصاص منذ الساعة الخامسة والنصف (2,30 تغ) باتجاه حي بابا عمرو". واضاف طيارة ان "بابا عمرو والقرى المحيطة بها تشهد عمليات امنية منذ ثلاثة ايام حيث تجري عمليات تمشيط"، على حد قوله. ويقطن في بابا عمرو والقرى المحيطة بها ومنها مشاهدة وجوبر وسلطانية نحو 150 الف نسمة اغلبهم من القرويين والبدو. واشار طيارة الى ان "الجيش منتشر في المدينة منذ يوم الخميس" لافتا الى "وجود دبابات في حي الستين". وذكر طيارة ان "خمسين مدرعة توزعت على دوار بالقرب من حمص والمناطق المحيطة بالوسط من جانب مديرية الجامعة الى دوار البياضة". كما جرت "عمليات تفتيش في عدة مفارق وسط المدينة حيث اقيمت حواجز امنية"، حسب الناشط نفسه. وكان العسكريون الذين تمركزوا منذ الجمعة مع دباباتهم في وسط حمص (160 كلم شمال دمشق)، دخلوا مساء السبت وفجر الاحد الى عدد من الاحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، بحسب ناشط. وبحسب منظمة "انسان" للدفاع عن حقوق الانسان، قتل 16 متظاهرا الجمعة في حمص عندما فتحت قوات الامن النار على تظاهرة وصلت الى باب دريب في وسط المدينة. وفي مدينة بانياس الساحلية (غرب) "ما يزال البحث مستمرا عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد" حسبما افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان "مدرعة تمركزت في الساحة الرئيسية التي تجري عادة فيها المظاهرات في بانياس" التي دخلها الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واطلقت السلطات "سراح نحو 270 شخصا من بين 450 شخصا تم اعتقالهم خلال الايام الماضية" منذ ان بدأ الجيش دخول المدينة، بحسب الناشط الذي اوضح ان الذين افرج عنهم قالوا انهم "تعرضوا للضرب المبرح وللاهانات". واضاف عبد الرحمن ان "جريحين كانت تتم معالجتهما في مشفى الجمعية في بانياس تم نقلهما الى مشفى حكومي"، مشيرا الى ان "مصيرهما مايزال مجهولا". كما اشار الى "تعرض اطباء مشفى الجمعية الى الاعتقال والضرب". واعتقلت قوات الامن السورية الاحد قادة حركة الاحتجاج في بانياس بينهم الشيخ انس عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني الذي اعتقل مع والده واشقائه. كما قتل السبت ستة اشخاص بينهم اربع متظاهرات يطالبن بالافراج عن معتقلين اثر اطلاق النار عليهن قرب مدينة بانياس (غرب سوريا) بعد ساعات من دخول الجيش السوري المدينة التي تعد احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، وغداة تظاهرات تصدت لها القوات الامنية بالنار رغم التحذيرات الدولية. اتي ذلك فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الرئيس السوري بشار الاسد الى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الاصلاحات. وصرح بان كي مون للصحافيين "ادعو الرئيس الاسد مرة ثانية الى الاستجابة الى دعوات الاصلاح والحرية والتوقف عن استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين السلميين". وجاءت تصريحاته بعد ان ذكر نشطاء ان القوات السورية شددت الثلاثاء حملتها ضد المناطق الرئيسية التي شهدت احتجاجات ومن بينها مدينة بانياس ومحاصرة الاحياء واعتقال قادة المحتجين. واوضح بان انه تحدث مرات عدة مؤخرا مع الرئيس السوري. وعبر عن خيبة امله لرفض السلطات السورية السماح لفرق انسانية تابعة للامم المتحدة بالتوجه الى درعا. وقال "اواصل دعوة السلطات السورية الى السماح لفرقنا الانسانية" بدخول سوريا ليتاح لها تقييم الوضع بشكل "موضوعي ومستقل" ومساعدة السكان. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) امس ان نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى وزير العدل القاضي تيسير قلا عواد اصدر قرارا "يقضي بتعديل القرار الخاص بتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء تحقيقات فورية في جميع القضايا التي اودت بحياة عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين في محافظتي درعا واللاذقية" ليشمل "المحافظات كافة".