هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طريب .. رسائل محبة
نشر في الرأي يوم 19 - 02 - 2019

ليس أمراً سهلاً عليك أن تخاطب بالانفتاح والأخذ بأسباب التطور والإقناع مجتمع مغلق لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا مع نفسه مثلما هو حال مجتمعنا الطيب في طريب متجذر في ماضيه متهيب من مستقبله وليس متنوع الآراء والأفكار والمفاهيم وليس سهلا الجزم بقبول هذا المجتمع للمخاطبة في شأنه الخاص لتحكّم المتنفذين الكلاسيكيين أو الهامشيين تفكيرا في كل تفاصيله وليس سهلا أن تطلب منه ان يتخلى عن انغلاقه وهو ما يشبه التخلي عن الذات وإن كانت عاده انغلاقيه غير حميده، في هذا الحيز سأخاطب مجتمعي النقي في طريب على اختلاف فئاتهم أو شرائحهم بكل صدق وود من اجل مصلحتهم هم ومصلحة أبناء طريب ليكونوا قدوة وسباقون لا أن يكونوا تابعين للآخرين مقلدين مؤملا من الله أن يروا فيما سأكتبه هنا أنني اعني مستقبل أبنائهم وأحفادهم ومحافظتهم ولا اعني غيرهم واستهدف المصلحة العامة على المديين القريب والبعيد وان لا يصدفون عني .هذا المجتمع الذي أعنيه هم :
•شيوخ ونواب وأعيان ووجهاء طريب .
•المسؤولون في طريب .
•التعليم والمعلمين في طريب .
•أبناء طريب الكتاب والإعلاميين .
وأقول لهم هذه أفكاري شاخصة حروفها لكم ، أمنيات صادقة أقدمها لكم جميعا متمنيا بأن يفهموا نبل مقاصدي بعيدا عن شخصي وبعيدا عن سوء الفهم والتفسيرات الخاطئة التي عادة نرمي عليها سوء فهمنا هروبا من مواجهة الحقيقة والأعتراف بالواقع الذي نرى ونعتقد خطاء أنه قد يكون في قبوله هزيمة لنا ولأفكارنا وإن كانت أفكاراً بالية وقديمة وكأننا ملائكة معصومين من الزلل والخطاء وسوء التقدير وهذا مبرر غير صحيح .إنني أتمنى إخراج طريب وشبابه من حالة الجهل وغيمة العزاء الدائمة والمخيمة على عقولنا بسبب قصورنا الثقافي ، وبتقاعسنا عن خلق حالات الفرح الإنسانية الملتزمة التي كنا عليها بعيدا عن كل سوء فهم .
إلى الشيوخ والأعيان:
شيوخنا ونوابنا وأعياننا ووجهائنا الكرام في طريب أنكم بما أنتم عليه وفيه من مكانة اجتماعية تمثلون العمود الفقري لطريب الإنسان والمكان .ومسؤوليتكم فيه أمام الله ثم أمامنا كبيرة لكنكم لم تمتحنوا ولم يطلب منكم أداء الدور الاجتماعي الكامل الذي أنتم أهلا له فينا وهذا قصور مشترك منا ومنكم لأننا فيما سبق كنا في مرحلة أو حالة ميتة لا حياة فيها ، أما اليوم فإن الواقع الجديد للمملكة يفرض علينا أن نصحوا من سباتنا ونجمع أفكارنا ونلحق بالجماعة حتى لو تخلينا عن أكبرنا وكبارنا ، نريد الوجه المشرق والجديد للقبيلة والفخذ والأسرة والعائلة .
إن الصورة الجديدة للمجتمع والوطن مختلفة كليا على ذهنية الكثير من الناس وليس الكل من يستطيع أن يقرأها بتجرد من تلقاء نفسه ما لم يقال له ما هي عليه الآن هذه الصورة وكيف ستكون في المستقبل المنظور ، ولن يقرأ تفاصيلها الصحيحة كما يجب إلا من كان مؤهلا لتشريح تفاصيل الجسد الوطني ككل التي نحن عليها وإليها سائرون .
لن أكون معكم هنا مثل النعامة التي تدس رأسها في الرمل، بل سأرفع رأسي وصوتي مزمجرا كالأسد حين يزأر وذلك من أجلكم ومن أجل طريب وأهله ، ولن أقبل أن يقودني جاهل أو من هو أقل مني من مسلوب الإرادة والتفكير وكل من عقله صغير من جهلة المجتمع الذي أنتم ونحن ننتمي إليه ونمجده بجهالة وكأنه الملاذ لنا .
أتمنى أن تدركوا أن اليوم وما بعده في المملكة ليس مثل الأمس وما كان قبله وهو ما أتمنى أن تعوه.
فالوطن أكبر من الأشخاص والعقل أكبر وأهم من الأجسام حتى لو كانت صحيحة .
إني أسألكم بحرقة لماذا نحن فقراء حد البؤس ثقافياً أغنياء لدرجة التخمة جهلا ، نحن موجودون بذواتنا البدائية الصفيقة فأين هي ذواتنا الحضرية الواعية المتجددة ، من يقول بمستقبلنا ويشخصه لنا غير أصحاب العقول الواعية والكبيرة وليس الجاهلة .
إننا حينما نجد أبنائنا وأحفادنا يجوبون العالم وهم في أماكنهم ويديرون عالمهم الافتراضي بضغطة زر ونحن وأنتم نعجز عن أن ندير شؤون حياتنا على بساطتها ومن حولنا أيضا من ( العيين ) من أهلنا بعقولنا وبأيدينا فان علينا أن نعيد النظر في واقعنا ومدى ملائمته للمستقبل الآتي وهل نحن له أم أن له رجاله من الأبناء والأحفاد وليس نحن .
هي مرحلة لم تعد لنا ولا لكم الخيرة فيها وقد أديتم دوركم وواجبكم فيما سبق ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه . أنتم على ما أنتم عليه الآن من تقدير لدينا ومن المهم من أجل المصلحة العامة أن نقول لكم بصوت مسموع لقد انتهى دوركم فعلاً وحان وقت ودور من هو مؤهل غيركم من أبنائكم وأحفادكم للانطلاق في سباق التفوق الحياتي لطريب ومن فيه مع الوطن للقمة وليس للسفح.
إن عليكم أن تعطوا الدور الريادي والقيادة للمجتمع الذي تمثلونه لأبنائكم وأحفادكم فهم ربابنة السفينة المجتمعية التي تكاد تتحجر بدونهم بسبب تسلطكم. دعوا النابهين من أبنائكم وأحفادكم يديرون شؤون حياتهم وحياة مجتمعهم بقيادة سفنكم نحو الشاطئ ونحو بر الأمان، واعلموا أنكم الآن وفي هذه المرحلة مجرد ركاب في سفن بحرية وثقافية جديدة تجهلونها تماما وليست سفن صحراوية أو حكايات اجتماعية مبتذلة عفا عليها الزمن فيها من المجاملة ما يزيدها سوءً ، (ليس الفتى من يقول كان أبي إنما الفتى من يقول ها أنا ذا) دعوا أبنائكم وأحفادكم يقدموا لنا أنفسهم ويقدموا القبيلة والأسرة والفخذ والعائلة والمجتمع بصورة أزهى مما هي عليه الآن ، لا يجب السماح للجهّال الصغار أن يتحكموا بجهلهم في الكبار إن كانوا عقلاء وعدم أكل أموال الناس بالباطل باسم القبيلة والحمية الجاهلية ، انتقلوا من تبعية الماضي البغيض إلى تفاعل وفعل المستقبل الواعي.
إنني أتمنى بل أدعو شيوخ ونواب واعيان ووجهاء طريب بان يجتمعوا ثم يسلموا قيادتهم وقيادة مجتمعهم لمن هو أهلا للقيادة من أبنائهم أو أحفادهم ولن يعدموا النابهين فيهم ، ثم يترك لهم حرية وضع ملامح هذه القيادة بما يحجم دور الجهال في مجتمعهم الذين يأخذوننا عنوة ويعيدوننا نحو الماضي البعيد بجهلهم وسوء فعالهم بمثل ما كانت عليه القبيلة والفخذ والأسرة والعائلة من تنافر وتناحر ، وإن كانت القبيلة والفخذ والأسرة عندي محل تقدير ولكن وفقا لصوّرة الزاهية الحديثة المغيبة والتي يفترض أننا نراها ونرى أثرها وتأثيرها أكثر مما نرى أنفسنا حبيسي ماضي سيء.
إن طريب محافظة جميلة مثل الكف الندية تحتاج للعقول الصافية الذكية وليس للعقول القبلية المتحجرة التي لا تستحق الحياة الحديثة التي نحن مقبلون عليها، فكّروا في كفكم الندية جيدا .
إن الصغار الجهال من أبناء المجتمع الذي تمثلونه ينبشون الماضي السيئ لهذا المجتمع تماما مثل نابشي القبور في إساءات متكررة لهم ولنا ولكم وللآخرين وللحياة ، وأنتم لا تستطيعون عجزا منكم مواجهة هذه الفئات السيئة في المجتمع لفوارق المفاهيم والتحاور بينكم وبينهم ، لهذا فان أبنائكم وأحفادكم هم الأجدر والأقدر على تدمير هذه الخلايا الجاهلة في جسدنا الاجتماعي التي تتحكم فيكم وفينا بما يملكه الأبناء والأحفاد من أدوات الوعي التي لا نملكها نحن ولا تملكونها أنتم وسيديروننا ويديرون مجتمعهم باقتدار إن كانوا كما نتوقع منهم وعيا وإدراكا وثقافة ،فهل انتم مجتمعون وللمسؤوليات مسلمون .
المسؤولون في طريب:
الإخوة المسؤولون في محافظة طريب إنكم محل تقدير منا وأنتم في الواجهة أمام الله ثم أمام أنفسكم وأخيرا أمامنا ، فأما مابين الله وبين أنفسكم فأنتم أعلم واعرف به منا وبحجم الرضى عن العطاء على ضوء الأمانة التي حملتكم إياها المسؤولية الوظيفية في طريب لخدمة أهله ، نحن لا نملك القدرة على أن نقيس عطاءكم ثم نحاسب لكننا نتحسّب ليل نهار فلا تكونوا من المقصّرين الذين نتحسب عليهم ، أنتم من يجب أن يعرف حجم إنتاجيته اليومية أو الأسبوعية لخدمة المكان الذي أنتم فيه ، شخصيا لا أشكك في ذممكم لكنني ظاهريا أرى قصورا قد يكون منكم أو من غيركم إما من خلال الروتين اللعين الذي يقدسه المتبلدون في الأجهزة الحكومية وهو ديدن الموظف الحكومي أينما كان أو من خلال قصور ميزانياتكم أو من خلال تقصير أدواتكم التنفيذية أو عجزكم عن تبيان أعمالكم للناس التي قد تكون محدودة محمودة لكنكم غير قادرين على أن تظهروها للناس ولتقولوا لهم الحقيقة التي أنتم عليها ، فأما يعذرون أو يكفيكم التبيان .بإمكاننا أن نشخص الواقع على طريقة كشف الحقائق ، لكن هذا الأمر نتركه لكم ولأمانتكم التي لا نشك فيها لكن استمراء القصور يكشف المستور .لا يوجد دائرة في طريب إلا وللناس فيها وعليها ملاحظات وهذا من حق الناس الذين أنتم وأجهزتكم في خدمتهم ومن أجلهم كنتم في طريب ، حتى في العاصمة الرياض مثلكم هناك قصور لكنكم هنا تكابرون الادعاء بأداء دوركم على أكمل وجه وتتجاهلون آراء الناس وهذا فيه قولان ، لأن الكمال لله وأنتم مثلنا بشر ، إن الموظف الرسمي أينما كان هو في خدمة المواطن .
إنني أرى القصور لولا أن تفندون ، اخرجوا من المكاتب المغلقة على أنفسكم إلى الناس في الشارع واسألوهم رضاهم وغايتهم منكم ومن أجهزتكم ثم اعملوا ثم دعونا نحكم وهو ما أخالكم تفعلونه ، فهل انتم فاعلون ..
تعليم ومعلمو طريب:
إلى مسؤولي وأساتذة التعليم والعلم في طريب، إنكم أكثر شرائح المجتمع وعيا وثقافة بعد نخبة المجتمع أي المثقفين ، وأنتم تتلقفون وتصافحون عقولنا وأكبادنا يوميا ونحن في قمة الاطمئنان إما ثقة فيكم أو تسليما منا بأنكم الأجدر على حمل هذه المسؤولية أو انه لا بديل لنا عنكم .شخصيا اتفق مع هذه الرؤية ، لكن انتم كيف هو الحال ، لاشك كما يقول المثل الشعبي أهل مكة أدرى بشعابها ، اسمعونا رأيكم .
إنني حينما أتعامل معكم كشريحة مجتمعية بارزة يفترض أنكم الأكثر حضورا وتأثيرا في عقول الناشئة ثم في توجيه المجتمع توجيها سليما لأنكم أنتم مرآة المجتمع واقعكم يفترض فيه أنه يقول أنكم المسيطرون عدداً وعدة وأدوات على الحياة المجتمعية في طريب فمن ينافسكم وأنتم الأكثر تأهيلا فينا ، لكن الواقع يقول عكس ذلك في رأيي ، أريد أن أرى شخصية المعلم الواعي في محياكم وفي ممارساتكم الحياتية في طلابكم ومع الناس فعلا مترجمة على ارض الواقع وليس خيالا خاليا من الصحة كأنكم من العامة العمياء ولستم من الخاصة المتعلمة .
إنني حينما افحص مجتمعي في طريب من خلالكم اصدم بأنكم مغيبون عنه إما تجاهلا منكم أو عزوفا عن أداء دور مجتمعي كبير لكم نحو أهلكم كبارا وصغارا أو قصورا منكم لعدم المعرفة والقدرة على المواجهة ، وهذا تسليما منكم لقيادة المجتمع لغير أهله وأن كنتم أهله بالتأهيل وبالتأكيد فلماذا تفرطون في حقوقكم وحقوق مجتمعكم عليكم للجهال من حولكم ليأخذوكم نحو سوء فعالهم عنوة وقد أصبحنا على ما فعلوا بسبب تقاعسكم نادمين .أسألكم كيف يكون تأثير شاب جاهل في المجتمع أكثر منكم وانتم المعلمين المستنيرين افتراضا ، .الوظيفة حق شخصي لكم لكن ليست هذه وظيفتكم الحقيقية ، إنكم رسل علم وثقافة وسلام والقيادة تؤخذ ولا تمنح خذوا حقكم القيادي الطبيعي الطليعي في المجتمع بوعيكم أدووا دوركم وإذا لم تبادروا ويكون لكم هذه الأيام دورا بارزا فلن تفلحوا أبدا بعد هذا لأن ركوب القطار غير اللحاق به ولكم الخيرة .كونوا في قلب عاصفة التغيير المجتمعي واثروا فيها ولا يؤثر فيكم شباب الجهل من القبيلة والمجتمع الميت حولكم الذين يعيدونكم إلى غياهب الضياع والفوضى المجتمعية وبالذات العادات القبلية الجاهلية البغيضة أو التبعية العمياء للمبتدعة. لا اعلم أنني قرأت أو سمعت لكم مشاركات صحفية في صحيفتنا الرأي فلماذا العزوف عن مخاطبة مجتمعكم بوعيكم وثقافتكم أن كنتم له ناصحين منصحين .
لا يهمني أن تكونوا عقداء قوم أو خطباء مساجد أو دعاة منابر أو حتى زعماء دول فتلك مكاسب شخصية تخصكم ولا تعم طريب وشبابه بخير ولا تفيده وهذه ليست مهمتكم، مهمتكم الأمانة التي وضعت بين أيديكم وتنوير المجتمع الذي انتم منه وفيه من خلال المدرسة والطالب وقاعات المحاضرات الثقافية فكونوا أهلا لها .من منكم يستطيع أن يقول أنني من اكتشف وصقل موهبة هذا الطالب أو ذاك ، من منكم يقول أنني جعلت من هذا الطالب متحدثا باللغة الفصحى، أو جعلته يقول الشعر الفصيح، أو جعلت منه رساما تشكيليا أو عالما في الطريق الصحيح لتّميّزه العلمي أو أنني كمعلم في طريب هذا ما قدمته لطريب وأهله وشبابه أين هو المسرح المدرسي ونشاطه الثقافي الذي كان قائما في طريب قبل مجيئكم جميعا لماذا حرّم على مدارس طريب المسرح الإنساني الثقافي والاجتماعي ، هل تستطيعون أن تقدموا لشباب طريب هذا الصيف مسرحية هادفة باللغة العربية أو حتى اجتماعية باللغة الدارجة إهداء من تعليم ومعلمي طريب لأهله وشبابه . إن المسرح يزيل الرهبة الاجتماعية من الطالب ويمنحه القوة والثقة ليحاكي المجتمع بشجاعة ويصقل مواهبه ، المسرح ضروري لوعي الناس ولإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم فالحزن يميت القلوب ويقتل خلايا التفكير الإيجابية في النفس والفرح يبعث الأمل والانتعاش في النفوس فتسعد بلا حدود ، لا تقتلوا الروح الإبداعية في أماناتكم الطلاب ، أين هو المسرح من حياتنا الطلابية والعامة في طريب واين هو من نشاطنا الثقافي والاجتماعي . أين هي المكتبة . أين هو المرسم التشكيلي ألا تعرفون ما هو البديل على سوءه. إذاً أين أنتم منا وأين نحن منكم ، تلك مسؤوليتكم التعليمية الثقافية والاجتماعية تجاه أهلكم في طريب كبارا وصغارا .هذا الكلام بصورة أقل حدة ينطبق على معلمات طريب فتكوين المعلمة النفسي والوظيفي الإنساني والمكاني والدور الاجتماعي المنزلي الرائد لها يجعلها ذات عطاء محدود محمود بالمقارنة مع المعلم وهو ما يجعلها محل رضى . فقط المعلمون فتشوا جميعا في دواخلكم وفي إمكانياتكم عن المستقبل ثم ردوا عليّ عمليا من خلال شبابنا في طريب ممن هم أمانة في أعناقكم وأنتم لها حاملون .
المثقفون والإعلاميون:
لن أهضم حق طريب في القول ليس لديه مثقفين ولا إعلاميين هذا إجحاف ، مقارنة بين طريب المحافظة المتواضعة مساحة وسكانا الكبيرة قيمة وبين محافظات أخرى تملك من المقومات ما لا يملكه طريب، بل أن لدى طريب نخبة من هؤلاء المتميزين وان كانت النسبة تتفاوت بحكم عدد السكان وتوزعهم على مناطق المملكة وبحكم البيئة الاجتماعية المتدنية ثقافيا ومصادر التلقي الثقافي والإعلامي ، لكنهم مع هذا مكسب يراهن عليهم ويتفوقون على غيرهم يرجح ميزاننا فيهم وبهم صوتنا الإعلامي الجميل صحيفة الرأي ورئيس تحريرها ، الأستاذ سعيد آل ناجع ونخبة أخرى تذكر فتشكر، لقد كان حضوره وصحيفته في طريب وفي المنطقة قمة المكاسب لطريب وأهله إعلاميا وثقافيا وحتى اجتماعيا ، لفتوا الأنظار وتظاهروا ثقافيا لنا وباسمنا واسمعوا الآخرين صوتنا غير ابهين بالتقاعس المجتمعي الرسمي والأهلي نحوهم وتلك صفة الكبار الذين لهم غاية وهدف اكبر من حدود الذات وفوق النقد السلبي، لقد أناروا لنا طريق الثقافة والوعي في طريب فاسلكوه وكونوا مبادرين معهم وعلى خطاهم ولابد من ذكر نجم الشاشات والتحليلات السياسية وكاتب الرأي عبد الله غانم العابسي القحطاني .نريد أن نرى في طريب كل صيف على الأقل محاضرتين أو ثلاث محاضرات نخبوية من مثقفي المنطقة الذين يشار لهم بالبنان ليستفيد منهم أبناء طريب بعيدا عن جهل المجتمع وتجهيل القبيلة والأفراد الذين يديروننا بعكس اتجاه بوصلة الحياة والوعي ، مدوا أيديكم نحو مجتمعكم وصافحوه بعطائكم عقولا مستنيرة تخدم مجتمعها وانتم لها .
من هذا المنطلق أتمنى أن نجد من أبناء طريب المثقفين والإعلاميين مع المعلمين والرسميين من يتبنى تشخيص واقع طريب الاجتماعي والثقافي ويبحث فكرة الدور الريادي لهؤلاء الزملاء بهدوء وفي الظل بعيدا عن الأعين حتى تتبلور الفكرة ونحدد ما هو دورنا وماذا يجب علينا فعله في كل صيف من اجل طريب وشبابه بعيدا عن نمط الرسمية الوظيفية المنغمسة في الشعبية الجاهلية .
تلك أمنية أتمنى تحقيقها ولن يعدموا جوازيها إن فعلوا وما أخالهم إلا فاعلون .
إشارة : نقول بدون مجاملة شكرا بلدية طريب على هذا الجهد المميز وقد كان للتأخير حسنات إجادتها وأظهرتها البلدية للناس الأمر الذي حقق الهدف من تقدير شهداء طريب من محافظتهم في عيون ذويهم والناس أجمعين .اعرف أن البلدية لا تنتظر من أحد جزاءً ولا شكورا لكنني ارفع للبلدية ومن فيها وعلى رأسهم رئيس البلدية الأستاذ غرم عبد الله الأحمري وفريقه أرفع لهم العقال تقديرا ، إنه الإحساس بالمسؤولية والوعي وذاك مطلبي فهل نعي دورنا والمطلوب منا ونقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت كل في مجاله لنتكامل من أجل طريب وأهله وصورته البراقة المأمولة .
تغريدة : حينما نرى ولاة الأمر حفظهم الله تسلم القيادة فينا للشباب في الأمارات والوزارات فإن علينا كمجتمع طريبي أن نأخذ بأفكارهم ونتّبع طريقتهم فالكل مرحلة رجالها ويجب أن تسلموا بها تسليما ، وإلا عصف بكم العاصف ولا عزاء للجاهلين المتخاذلين .
تويتر :@mohammed_kedem
أ. محمد بن علي آل كدم القحطاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.